طرابلس، زوارة رويترز، أ ف ب تعهَّد رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، بعدم استبعاد خليفة حفتر، من الجيش «القادم» إذا انصاع لأوامر القيادة السياسية، مبدياً ثقته في هزيمة «داعش» في بلاده. وأوضح السراج، في مقابلة، أمس الجمعة، أن البلاد توحِّد فصائلها، وستتمكن بقواتها من القضاء على عناصر التنظيم الإرهابي الموجود على أراضيها. وتحظى حكومته التي تشكلت العام الجاري بدعمٍ من الأمم المتحدة، لكن البرلمان المعترف به دولياً لم يصوِّت عليها بعد. والعام الماضي؛ منح البرلمان، ومقره طبرق شرقاً، حليفة حفتر رتبة فريق وسمَّاه قائداً عاماً للجيش. ووعد السراج، بعدم استبعاد أي طرف، أو شخص من الجيش الوطني ما دام يخضع للسلطة المركزية. وأفاد بعمل حكومة الوفاق مع قوات من مدينة مصراتة في الغرب، ومدينة أجدابيا من الشرق. وشدد: «نحن على يقين بأن الحرب للقضاء على التنظيم الإرهابي ستكون بسواعد ليبية»، و»أعتقد أن ما تم إنجازه من أجدابيا إلى سرت، ومن مصراتة إلى سرت، إنجاز جيد مقارنة بالإمكانات لدى المقاتلين». وتتقدم هذه القوات لقتال «داعش» في معقله في مدينة سرت الساحلية. إلى ذلك؛ اعتبر السراج، أن على بلاده استعادة السيادة لمعالجة أزمة الهجرة غير الشرعية. وينتقل المهاجرون من السواحل الليبية إلى إيطاليا في قوارب قديمة متهالكة غالباً ما تتعرض إلى الغرق، وتودي بحياة المئات. وكانت حكومة الوفاق تشكَّلت بعد اتفاقٍ بوساطةٍ أمميةٍ لوقف صراعٍ بدأ منذ انتفاضة عام 2011 التي أنهت 4 عقود من حكم معمر القذافي. وترى الدول الغربية في الحكومة الجديدة أفضل أملٍ لتوحيد الفصائل السياسية والمسلحة الليبية في مواجهة الإرهابيين ووقف تهريب المهاجرين. وخلال الأسبوعين الماضيين؛ أجبرت القوات الموالية لحكومة الوفاق مسلحي «داعش» على التراجع في محيط معقلهم. وعلى صعيد أزمة الهجرة؛ قُتِلَ في الفترة نفسها مئات المهاجرين في موجة جديدة من حوادث غرق القوارب. واعتبر السراج، أن تدمير قوارب مهربي البشر على سواحل بلاده ليس حلاً، «لكن المشكلة يجب التعامل معها في دول المهاجرين الأصلية». وتكافح حكومته أيضاً لإنعاش إنتاج النفط، وإنقاذ الاقتصاد المتداعي. ولفت السراج، إلى سعي لدمج المكاتب المتنافسة الممثِّلة للمؤسسات الرئيسية. لكنه لم يتخذ قراراتٍ بعد بشأن القيادة المستقبلية لمصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، أو صناديق الاستثمار السيادية. إلى ذلك؛ أعلنت البحرية الليبية، أمس، العثور على جثث ما لا يقل عن 104 مهاجرين أرادوا التوجه عبر المتوسط إلى أوروبا. وعُثِرَ على الجثث على شاطئ مدينة زوارة (غرب ليبيا). وأفاد مراسل صحفي في المكان بوجود كثير من النساء والأطفال بين القتلى.