أكد الأديب الدكتور عبدالله مناع أن مهرجان جدة التاريخية كان مفاجأة لم تخطر على بال أحد من الحاضرين، ولم أتصوّر بأن يكون المهرجان بهذا المستوى المميز من التنظيم. وأضاف الدكتور مناع في حديثه لـ «المدينة»: لم أتوقع في الحقيقة أن جدة التاريخية شهدت الكثير من التقدم والاهتمام لنقل الصورة الحقيقية لواقعها من خلال هذا المهرجان والذي كان مفاجأة لشخصي بدون شك وذلك لمروري بها قبيل فترة ومشاهدتي لوضعها وحالها القديم. وبخصوص مطالبته بتأجيل المهرجان في وقت سابق، قال: مطالبتي كانت بهدف تقديم الأجمل والأفضل ولكن ما شهدته طوال أيام المهرجان كان الأفضل، وهي بلاشك خطوة أولى للحفاظ على هذه المدينة التاريخية ومعمارها الحجازي الحضاري الذي إذا تمت إزالته من هنا فلن نعود لمشاهدته في مختلف بقاع الأرض، وذلك لأن هذا المعمار الذي بُني فيها من الحجارة لأكثر من أربعة أدوار لا يمكن أن يقام بدون دخول العوامل الحديثة في البناء، وبالتالي ما نشاهده الآن هو المشهد الأخير للتراث الإنساني والمعماري الذي لن يتكرر. وبخصوص «اليونسكو» تابع بقوله: اعتقد بأنه سيتم تسجيلها في قائمة التراث العالمي كمكان يستوجب الحفاظ عليه وذلك لاعتبار المنطقة جزءا من التراث الإنساني. ولفت الدكتور عبدالله مناع في ختام حديثه إلى ضرورة الاهتمام بأجمل المباني التي مازالت بالمنطقة مثل بيت الجوخدار وبيت عاشور وبيت نصيف وبيت البترجي وبيت النجاوي وبيت باجبير الذي تشعر وانت تقف أمامه بوقوفك أمام قلعة رومانية وإلى جانب ذلك بيت رجب في حارة اليمن وبيت أبو زنادة في العيدروس وبيت الشربتلي وبيت مهنا وبيوت باعشن وبيت قابل، ذاكرًا بأن القائمة الذهبية لبيوت جدة التاريخية تضم 70 منزلا أخرى لابد من النظر في وضعهم من جديد.