طالبت كل من فرنسا وبريطانيا الأمم المتحدة بإلقاء المساعدات من الجو على المدن السورية المحاصرة، حيث سيعقد مجلس الأمن جلسة غدا الجمعة لنظر إمكانية تنفيذ ذلك بعدما سمح النظام بدخول قافلات مساعدات إنسانية. وطالب السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر المنظمة الدولية بإلقاء مساعدات إنسانية من الجو على المدن المحاصرة في سوريا، وقال إن إمكانية إيصال المساعدات برا ليست آمنة. وأضاف أنه في هذا الوضع، فإن فرنسا تطالب الأمم المتحدة، خاصة برنامج الغذاء العالمي، بتنفيذ عمليات إلقاء مساعدات إنسانية من الجو على كل المناطق المحتاجة إليها، وبالدرجة الأولى على داريا والمعضمية ومضايا، حيث يواجه السكان المدنيون -بمن فيهم الأطفال- خطر الموت جوعا. أما السفير البريطاني ماثيو ريكروفت فقد طالب بعقد جلسة طارئة لإصدار قرار يجيز إلقاء المساعدات من الجو تنفيذا لما كانت الدول العشرون المنضوية في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا اتفقت عليه الشهر الفائت. من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس الأربعاء روسيا وإيران إلى ضمان إيصال المساعدات الإنسانية في سوريا عبر الإنزال الجوي "بشكل آمن"، مبينا أن هذه الطريقة هي "الحل الوحيد لتخفيف معاناة المحاصرين". في المقابل، رأى السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن دخول قوافل المساعدات يمثل خطوة إيجابية تستدعي تجميد مشروع إلقاء مساعدات من الجو. وكانت المجموعة الدولية لدعم سوريا حددت الأول من يونيو/حزيران الجاري مهلة نهائية لإدخال قوافل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة تحت طائلة إصدار قرار أممي يجيز إلقاء المساعدات من الجو. 4923128417001 f346e647-49be-48bd-842b-0d092d2f9767 f68fc37e-7e7c-49cf-b97d-7ad7a9c1f93c video قافلة مساعدات ودخلت أمس قافلة مساعدات لداريا في ريف دمشق، إلا أن السكان وصفوها بالمحدودة ولا تفي بالحاجة، كما قالت الأمم المتحدة إن قافلة مساعدات أخرى وصلت المعضمية بريف دمشق كذلك. وأفاد مراسل الجزيرة بأن قافلة مساعدات دخلت مدينة داريا المحاصرة في ريف دمشق، وأن النظام السوري أوقف قصف المدينة قبل دخول القافلة بنحو ساعة. وتعد المساعدات التي تأتي في إطار قرار لمجلس الأمن صدر في ديسمبر/كانون الأول الماضي، هي الأولى التي تدخل داريا منذ بدء حصارها عام 2012، بينما اتهم سكان داريا الأمم المتحدة بإرسال قافلة مساعدات شبه فارغة. وتتكون المساعدات من سبع شاحنات تشرف على دخولها منظمة الصليب الأحمر الدولي، واحتوت على مجموعة من الأدوية والمعدات الطبية، إضافة إلى حليب الأطفال، في حين خلت تمامًا من أي مساعدات غذائية. وسبق أن منعت قوات النظام السوري في 12 مايو/أيار الماضي دخول قافلة إلى داريا، رغم وصولها إلى أطراف المدينة وحصولها على موافقة حكومة النظام. وتعرضت داريا خلالخمس سنوات مضت لدمار كبير جراء قصف طائرات النظام بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى تهدم أكثر من 80% من منازلها وبناها التحتية، ونزوح أكثر من 90% من سكانها. ورغم وصف الأمم المتحدة المساعدات التي دخلت داريا والمعضمية بأنها قطرة في دلو، فإن مسألة إلقاء المساعدات جوا ما تزال قيد البحث. ويعقدمجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حول سوريا غدالبحث إذا كان من الضروري إلقاء مساعدات إنسانية من الجو للمناطق المحاصرة في هذا البلد بعدما سمح نظام الرئيس بشار الأسد بدخول قوافل مساعدات إنسانية إلى مدينتين محاصرتين.