اعتبرت كتلة «المستقبل» النيابية أن «تجربة الانتخابات البلدية في لبنان شكلت جرعة دعم قوية لمبدأ تداول السلطة السلمي في النظام اللبناني، وهي ميزة يحرص الشعب اللبناني على التمسك بها». وقالت بعد اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة: «صمد هذا النظام وبقيت هذه الميزة على رغم محاولات السيطرة والفرض والإكراه والاستتباع التي يمارسها حزب الله، من خلال سلاحه غير الشرعي مؤيداً من التيار الوطني الحر ومدعوماً من إيران، لتغييب معالم النظام السياسي الديموقراطي وفرض رئيس على الجمهورية بدلاً من تمكين لبنان من انتخاب رئيس». وسجلت الكتلة لوزارة الداخلية وأجهزتها وللوزير نهاد المشنوق «الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف. كذلك سجلت للجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية الأخرى نجاحاً في حماية هذه العملية وفي تأمين أمنها في ظل جو من الحرية والتنافس الطبيعي والرياضي. وإذ أشارت إلى أنها «ما زالت عاكفة على درس نتائج الانتخابات البلدية ومدلولاتها»، توجهت «بتحية خاصة إلى مدينة طرابلس التي اختارت مجلساً بلدياً بإرادة حرة كما أراد أهلها». ودعت المجلس البلدي المنتخب إلى «الانصراف فوراً إلى العمل كفريق عمل منسجم ومصمم من أجل إنماء المدينة وتطوير مرافقها وتحسين مستوى ونوعية خدماتها، لا سيما أن طرابلس تحتاج وبسرعة إلى الانصاف والإنماء والتطوير»، مؤكدة أن «طرابلس كانت وستبقى مدينة الوسطية والاعتدال والعيش المشترك الذي يجب أن يساهم في دعمه وتطويره وترسيخه جميع مكونات المدينة». واعتبرت الكتلة أن «النجاح في إجراء الانتخابات البلدية يجب أن يشكل حافزاً للقوى السياسية الأساسية وتحديداً النواب، لاستنقاذ النظام اللبناني والتوجه لانتخاب رئيس الجمهورية يوم الخميس (غداً)، وذلك بما يسهم في استكمال بناء المؤسسات الدستورية ويستعيد للجمهورية رأسها ورئيسها، ويقفل الباب أمام هبوب الأعاصير الآتية من الخارج والتي تعصف بالبلاد نتيجة استمرار الشغور الخطير في الموقع الرئاسي لما لذلك من تداعيات خطيرة على مختلف المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية». ورأت أن «استمرار الموقف المعطل لحزب الله للانتخاب الرئاسي بالتنسيق والتحالف مع التيار الوطني الحر من خلال محاولتهما فرض رئيس على لبنان بحجج واهية ومتساقطة، مستقوين بالسلاح غير الشرعي، هو بالفعل جريمة مستمرة ومتمادية بحق لبنان واللبنانيين الذين عبروا ويعبرون عن رفضهم واستنكارهم لاستمرار حال التعطيل والانحدار في حال البلاد والعباد ويبرهنون كل يوم أنهم شعب يستحق أفضل مما تقدمه له بعض قواه السياسية المرهونة والمرتهنة، لمشاريع تناقض مصالح لبنان ومصالح اللبنانيين». واستنكرت الكتلة بشدة «الجريمة البشعة والمروعة التي ارتكبها علناً معروف حمية والد الجندي الشهيد محمد حمية عبر خطفه وقتله للشهيد محمد الحجيري انتقاماً، كما قال لمقتل نجله الشهيد محمد، وهو بذلك كمن يقتل ابنه مرة ثانية، وذلك لكونه قتل نفساً بريئة لا علاقة لها بالجريمة». وتوجهت الكتلة «بالتحية إلى أهالي بلدة عرسال الذين تعالوْا على الجريمة - المأساة وتماسكوا وعضوا على الجراح، ولم ينجروا إلى أي رد فعل ثأري كان يمكن لو حصل أن يودي بالبقاع وبالعيش المشترك في لبنان من خلال إشعال الفتنة بين أهل البيت الواحد»، مشيرة إلى أن «مواقف أهالي عرسال عبرت وشددت على أن لا مجال إلا الاحتكام الحصري لسلطة الدولة وللقانون وليس إلى شريعة الغاب وهو موقف يسجل للبلدة وأهلها». ودعت «الأجهزة العسكرية والأمنية والسلطة القضائية إلى الإسراع ومن دون أي تلكؤ بالقبض على قتلة الشهيد الحجيري، وكذلك الذين ارتكبوا الجريمة ضد الشهيد محمد حمية وإخضاع الجميع للمحاكمة العادلة». كما طالبت القوى الأمنية بملاحقة «الفار المتواري عضو سرايا الفتنة المجرم حسين هواري واعتقاله لقتله الشاب وسام بليق وإنزال أشد العقوبات القانونية به».