يكاد لا يخلو بيت من بيوتنا أو مدرسة من مدارسنا سواء على مستوى التعليم العام أو الجامعي من نغمات وأطروحات وحوارات ونقاشات تنم عن سلبية أو أنها تنحى وتعشق الجوانب السلبية، وبمعنى أدق تنضج بالسلبية وتتحرى الهفوات من الغير، سواء على مستوى الوزارات التي تقدِّم خدمات أم على مستوى المجتمع بشكل عام ومظاهره وتصرفات الاخرين، تجد هؤلاء بنظراتهم وحواراتهم السلبية يعشقون بل اعتادوا على النقد ــ ولا يرون في الوطن إلا ماهو سلبيي..! وقد اعتاد بعض الكتَّاب والكاتبات، والصحفيين والصحفيات وبعض الإعلاميين والإعلاميات في أطروحاتهم وكتاباتهم» النقد» ولا شيء سوى النقد لكل ماهو سائد في مجتمعنا، وكأننا مجتمع سوداوي لا يوجد لدينا ماهو بلون الشمس وما هو ناصع البياض ..! هؤلاء يبدوا أنهم لا يحملون في رؤوسهم إلا عيناً واحدة لاترى إلا من اتجاة واحد وفي طريق واحد..!؟ هنا نتوقف ونقول لهم استبدلوا نظاراتكم السوداء بعدسات لاصقة مملوءة بالبياض، لعل وعسى أن تجوب أعينكم ونظراتكم أرجاء الوطن، وترى وتشاهد وتستمتع بماهو جميل وإيجابي، وكيف كنا وإلى أين وصلنا، ولعلهم يقفون على صور الإيجابية في جامعاتنا، ومدننا وشوارعنا لعلهم يقفون ويقلّبون صفحات الإعلام ليقرأوا أن هناك في بقعة من الأرض تم تكريم فلان وفلانة من أبناء هذه الأرض الطيبة، لعلهم يقفون ويستمعون لصوت تلك المرأة وذلك الرجل وهو يتحدث في أقوى المؤتمرات العالمية، ويحاكي العالم برمته بثقافتة وعلمة وخبراته وهو من درس وترعرع في هذا الوطن لعلهم يتذكرون العظماء الذين انجبتهم بلادنا. اذاً هناك مبدعون ومبدعات وهناك طرق شامخات بل نحن من أرقى الدول في الطرق البرية وعلى مواصفات عالمية، ولدينا مبانٍ تضم في طياتها غُرفاً يتخرج منها عشرات المخترعين والمخترعات والمبدعين والمبدعات، وهناك مراكز أبحاث تنتج العقول، وهناك دراسات خرجت واستفاد منها العالم برمته هنا في بلدي السعودية أطلقت المبادرات العالمية واحتضنت مكة والمدينة والرياض وجدة وجازان وأبها وتبوك والقصيم والدمام وغيرها من المدن مؤتمرات عالمية وانطلقت منها مبادرات سلام ، نعم في موطني عشرات القرارات التي تهم العالم، وعشرات القمم التي استضفناها وعشرات اللقاءات التي تدعو إلى الخير والأمن العالمي، وبث روح التسامح ونشر الوعي ونبذ الإرهاب ..الخ فلماذا يتغاضى هؤلاء عن هذه المظاهر العالمية الايجابية التي تحتضنها بلادنا ..؟ الايجابيون السعوديون هم من سيقودون النهضة والعمران والتطور والازدهار، هم هذا الجيل المقبل من رؤية 2030، وهم القابعون الآن خلف جدران التصميم والإبداع وهم الحراك الحقيقي لنهضتنا وحضارتنا المقبلة، وهم كثر بل الملايين من السعوديين الآن يحملون بفضل الله هذا التوجة وهذا الفكر سواء على مستوى الجهات الرسمية أم على مستوى القطاع الخاص، ومنهم متطوعون كثر يقومون بأعمال تطوعية للمشاركة في أعمال الخير والبناء. هناك أعمال تطوعية رائعة تستحق منا الدعم والعون، وهي دعوة صادقة لأن يكون هناك توحيد لأعمال التطوع، وأن تكون تحت مظلة موحَّدة ويكون عملنا التطوعي ينم عن احترافية فائقة، ونظام مدروس ونهج معروف له أنظمته بحيث لا تكون مجرد اجتهادات فردية. لتكن نظرتنا ايجابية (نعم هناك سلبيات) ولكنها موجودة في أعرق الدول وأقدم الحضارات، فلا يوجد مجتمع خالياً من العيوب والسلبيات، ولكن لا يفترض بنا جميعاً أن تكون نغمتنا وديدننا الحديث عن هذه السلبيات، وكأنَّ وطننا سلبي ويحمل سواداً قاتماً، نحن مجتمع يكاد يكون من أفضل الدول حراكاً اجتماعياً وفكرياً وثاقافياً، فلينهض المادر الإيجابي لدينا، ولنزرع الطاقة الإيجابية في عقول شبابنا وبناتنا، ولنكن عوناً لهم للنهوض من عثرات الجيل وعثرات البعض ممّن أضفى على المجتمع الانكسار وألبسة ثوب السلبية. نعم هناك سلبيات، ولكنها لم ولن تكون عائقاً أمام تقدمنا وازدهارنا وتطورنا.. فليتكم تتوقفون عن نشر الغسيل وزراعة الغث في عقول النشء ..! الإيجابيون السعوديون هم من يقودون حملة الوعي والطريق الصحيح لتغيير بعض المفاهيم القابعة في بعض العقول، وأقول البعض حتى لا أعمم والحمد لله أنهم ليسوا بكثر، بل هم قليلون وسيكون الدهر كفبل بتغيير هذا التوجة، ونحن مقبلون على نهضة تتطلب منا الوقفة الصادقة لرفعة هذا الوطن المعطاء.