قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الثلاثاء إن نحو 3700 شخص فروا من الفلوجة منذ بدأ الجيش العراقي حملة قبل أسبوع لاستعادة السيطرة على المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية. وقال المتحدث باسم المفوضيةوليام سبيندلر في إفادة صحفية "لدينا تقارير عن قتلى وجرحى بين الناسوسط مدينة الفلوجة بسبب القصف العنيف، منهم سبعة من عائلة واحدة في الـ28 من مايو/أيار الجاري". وأضاف "لدينا أيضا عدة تقارير عن استخدام المدنيين دروعا بشرية من قبل داعش"، في إشارة إلىتنظيم الدولة. من جانبه، وصف مجلس شؤون اللاجئين النرويجي حصار الفلوجة والمدنيين العالقين داخلها بأنه "كارثة قيد التحضير". وجدد أمين عام المجلس يان إيغلاند المطالبة بفتح "ممرات آمنة" لخروج المدنيين درءا لوقوع خسائر فادحة في الأرواح وسط المدنيين. وقال في بيان "ثمة كارثة بشرية تتبدى للعيان في الفلوجة، العائلات تقطعت بها السبل وسط تبادل إطلاق النار دون مفر آمن". وأضاف "لم نسمع طوال تسعة أيام سوى عن عائلة واحدة فقط تمكنت من الفرار من داخل المدينة، وعلى الأطراف المتحاربة تأمين خروج آمن للمدنيين الآن قبل فوات الأوان وفقدان مزيد من الأرواح". وشنت القوات العراقية المدعومة من مليشيات الحشد الشعبي والعشائري قبل أسبوع هجوما لاسترداد المدينة التي تعد معقلا لتنظيم الدولة. وناشد إيغلاند المجتمع الدولي تقديم "تمويل إغاثي" لتلبية الاحتياجات العاجلة لأهالي الفلوجة المدنيين. وقال "ليس هناك مياه شرب كافية، وسرعان ما سيزداد الوضع سوءا مع حلول فصل الصيف، حيث من المحتمل أن تصلدرجات الحرارةإلى خمسين درجة مئوية". وشددعلى أنه يجب على المجتمع الدولي أن "يوفر تمويلا عاجلا حتى يتسنى لنا مساعدة" أهالي الفلوجة المحتاجين. ويعيش نحو خمسين ألفا من أهالي الفلوجة أوضاعا إنسانية غاية في الصعوبة، بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه القوات الأمنية العراقية على المدينة ومحيطها منذ منتصف العام 2015، مما اضطر سكانها للاعتماد على ما هو مخزن في أسواقها من مواد. وقال شهود عيان من داخل المدينة إن معظم الأطفال يعانون من الجفاف وسوء التغذية مع تفشي الأمراض الجلدية والبلهارسيا بسبب شرب المياه الملوثة. ووجهت منظمات إغاثية وإنسانية انتقادات للحكومة العراقية بسبب رفضها إغاثة مواطنيها المحاصرين، واستخدامها أسلوب التجويع لكسب الحرب. وقال الناشط السياسي مؤيد جبير -وهو أحد وجهاء الفلوجة- إن الحكومة تتحدث عن توفير ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين داخل المدينة من أجل الفرار من مناطق الصراع المسلح بين تنظيم الدولة والقوات العراقية، لكن الواقع مغاير لذلك تماما.