لندن: «الشرق الأوسط» صرح قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري أمس بأن «الولايات المتحدة لن تدرك حجم ومدى الطاقات الهجومية التي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية». وتأتي تصريحات جعفري ردا على أقوال أدلى بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران في حال عدم وقوع تطورات ملموسة في مسار المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى. ويسعى التيار المتشدد والمعارض لسياسات الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى إظهار أحقية سياساته الهجومية ضد الغرب والولايات المتحدة، إذ يلقى أي تصريح أميركي بشأن اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران في حال فشل المفاوضات النووية، ردودا صارمة من المسؤولين الإيرانيين من التيار المحافظ المقرب من مرشد الجمهورية الإسلامية. وردا على إمكانية لجوء الولايات المتحدة للخيار العسكري ضد إيران قال جعفري في حوار مع وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء «كيري، فلتعلم أن خوض معركة مباشرة مع الولايات المتحدة هو حلم يراود جميع المؤمنين والثوار في أنحاء العالم». وتابع «تمثل التهديدات الأميركية أفضل فرصة للإسلام الثوري، لأن زعماء الإسلام قاموا بتهيئتنا لخوض معركة مصيرية وعظيمة». وأردف جعفري «أستبعد أن يسمح العقلاء في الولايات المتحدة أن بلادهم تصبح طرفا في هذه المعركة المصيرية، فالأفضل لكم أن تسحبوا الخيار العسكري المثير للسخرية ضد إيران من على الطاولة». وقال القيادي العسكري الإيراني «السيد كيري، نعلم أنكم من بين أكثر الدول المقترضة في العالم، ويعلم الجميع أن عجزكم عن حلحلة المشكلات الاقتصادية أدى إلى تعطيل الدولة لمدة أسابيع». وخاطب قائد الحرس الثوري الإيراني وزير الخارجية الأميركي وقال: «القوة العسكرية التي تتمتع بها الولايات المتحدة تبدو حقيرة ولا شيء بعيون شعبنا المجاهد والمؤمن». وأضاف «إذا كنت لا تمتلك (كيري) الخبرة في الشؤون العسكرية والأمنية، فلتسأل الخبراء المجربين عما إذا كانت الولايات المتحدة تستطيع تحمل أعباء وتداعيات اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران؟». وصرح «نمتلك معلومات خاصة تفيد بأن الخبراء في الشؤون السياسية والأمنية في الولايات المتحدة يعدون اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران بأنه لا يخدم مصالح الأمن القومي الأميركي، وأطلقوا تحذيرات إلى المسؤولين الأميركيين بهذا الشأن». وأوصى جعفري الأميركيين باعتماد خطاب يلائم الطاقات الإيرانية والأميركية، ولا تجعلوا من أنفسكم أضحوكة لدى المجتمع الإيراني الغيور والثوري. وخاطب جعفري وزير الخارجية الأميركي وقال «هل تعلم أن هناك أعدادا هائلة وآلافا من الثوار المسلمين المؤيدين للثورة الإسلامية في أنحاء العالم تواقون بأن تطبقوا الخيار العسكري ضد إيران؟ إذا لم تعلم بهذه الأعداد الكبيرة فلتعد التفكير، أو قم بتفادي استخدام هذه العبارات المثيرة للضحك، والتي تفتقر إلى التعقل، وانتظر حكم العقلاء في بلادك».