×
محافظة مكة المكرمة

أمانة جدة تضبط ٤٢ طن دجاج فاسد في الخمرة

صورة الخبر

البعض لدينا يعارض عمل المرأة في المجال الطبي. وعندما تمرض زوجته أو أمه أو أخته يأخذها إلى المستشفى ويكون أول سؤال يسأله هو.. ما فيه دكتورة؟ قد لا يعلم الكثير أنك من الممكن أن تتعرض للسجن لمدة تصل إلى 14 عاما لو فقط أسأت التعامل مع طبيب أو ممرضة أو رجل إسعاف في أستراليا التي يعتبر قضاؤها من الأكثر ليبرالية في التعامل مع أي جريمة. وأما بالنسبة لعيادات الطوارئ في المستشفيات الأمريكية فالوضع مختلف تماما. فهناك قد يكون العقاب في الحال و دون سابق إنذار. لأن غرف الطوارئ تتمتع بنوع خاص من الحماية والصلاحية قد تفوق صلاحية ضباط الحراسة في القواعد العسكرية. وعندما تدخل غرفة الطوارئ فمن الممكن أن تنتظر لساعات إذا لم يكن ما تشعر به هو تهديد مباشر على الحياة. ولا يحق لك حتى أن تتذمر لأن في محيط الطوارئ يتواجد رجل شرطة مدجج بالسلاح يحفظ القانون ويتصرف دون حتى أن يسأل. قبل فترة من الزمن كتبت مقالا في جريدة اليوم بعنوان «رشاش في غرفة الطوارئ» والمقال وببساطة يقول إن من يعمل في مستشفياتنا وخاصة غرف الطوارئ لا توجد لديه صلاحية مطلقة على محيط عمله ولا تتوفر له الحماية الكافية. وقد رؤى الكثير أطفال وبنات صغار ورجال ونساء كبار سواء سعوديين أو أجانب يرفعون أصواتهم ويجادلون ويعترضون ويتهجمون ويهددون الطبيب والممرضة ورجل الإسعاف ويعاندون رجل الأمن في غرف الطوارئ ولا نجد من يردعهم. ولهذا لم يستغرب الكثير سماع خبر إطلاق النار على طبيب في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض. ولكن الأكثر غرابة لدى الكثير هو سبب إطلاق النار والذي قيل ان له علاقة بحالة ولادة أشرف عليها أو قام بها طبيب. والسؤال هو.. هل أتت المرأة بمفردها؟ وأين الزوج أثناء قدومها إلى المستشفى وادخالها غرفة الولادة وولادتها ومن ثم تنويمها ولاحقا خروجها من المستشفى؟. و الأكثر من ذلك هو ان من قام بإطلاق النار كان مترصدا و متعمدا. وهذا النوع من الحوادث يكون له أثر كبير على أسلوب تعامل الطبيب مع مرضاه. ففي الوقت الذي يحاول من يعمل في المجال الطبي أن تكون لديه أساليب الرقة واللطف مع المريض في محاولة لرفع المعنويات للمريض فقد تجد تنافرا بين الطبيب والمريض وعدم ثقة بين الطرفين. وفي الوقت الحالي لا بد من قيام كل مستشفى بوضع آلية ليس فقط لتعريف المريض أو من يرافقه بحقوقه، ولكن بتعريفه بواجباته نحو المنشأة الطبية وتسليط الضوء على آلية التعامل مع الحالات المرضية سواء أكانت فترة الانتظار أو أسلوب العلاج. ولكن ما هو أهم هو إعطاء المستشفيات لدينا الهيبة والصلاحية لتأمين جو مناسب للعمل. فمنسوبو أي منشأة طبية يعملون لساعات طويلة وتحت ضغوط كبيرة ويحتاجون لتوجيه الشكر لهم وليس توجيه السلاح ضدهم.