خلال السنوات القليلة الماضية انخفضت مبيعات أجهزة الحاسبات المكتبية، وتأثرت مبيعات الشركات التي تصنعها، حيث تشير الإحصائيات بأن نسبة الانخفاض خلال الربع الثاني من العام الحالي وصلت 11%، وتتوقع شركة الأبحاث IDC أن يستمر الانخفاض خلال العام الحالي إلى أدني من هذا المستوى، بينما يستمر الحال على ما هو عليه خلال العام القادم 2014. والأجهزة المكتبية تتخلى عن سوقها لصالح الهواتف النقالة الذكية وأجهزة الحاسبات اللوحية والأجهزة التي تلبس مثل النظارة والساعات الذكية، حيث شهد سوق الأجهزة الملبوسة رواجاً عالياً حيث باعت الشركة الأمريكية (Pebble) 85 ألف ساعة ذكية متصلة بالبلوتوث ومن المتوقع أن تزيد عدد الوحدات المخطط شحنها إلى 500 ألف وحدة، وهذا الرقم ينبئ عن مستقبل واعد لهذا النوع من الأجهزة حيث تحاول العديد من الشركات الدخول لهذا السوق مبكراً وعدم تكرار أخطائها في عدم الدخول في سوق الهواتف الذكية مبكراً، إذ أعلنت شركات مثل سامسونغ وإل جي وسوني وفوكسكون وفيليبس عن خططها للدخول في هذا السوق، بالإضافة إلى الأنباء غير المؤكدة عن ساعة أبل الذكية. يقول نائب رئيس ديل للحواسيب الشخصية السيد سام بورد (Sam Burd): “نحن في طور اكتشاف أفكار جديدة في هذا العالم. وبالنظر في الخمس سنوات القادمة، نتوقع من الأجهزة وأنماطها أن تستمر في التغيّر. كما أنه ستظل هناك الحاجة للحواسيب المكتبية، لكن بالمقابل سيكون هناك حاجة حقيقية للأجهزة المتنقلة. هناك الكثير من النقاشات حول كيف يمكن ارتداء هذه الأجهزة المتنقلة كما شاهدنا في نظارة غوغل وفي بعض الساعات، نحن نبحث في عالم مليء بالأجهزة المتصلة.” ويتوقع أن تشهد الأعوام القادمة تزايداً في سوق الأجهزة القابلة للارتداء مقابل انخفاض مبيعات أسواق الأجهزة المكتبية، حيث إن تغير مفاهيم المستهلكين حول تبسيط التقنية والحصول على المعلومة في حينها يدفعهم للإقبال على الأجهزة الملبوسة، ويضيف بورد “المعلومة المثيرة للاهتمام هي أنّ الحواسيب تزداد صغرًا، ففكرة أن تلبس حاسوبًا على معصمك هو أمرٌ ممتع وجذاب فعلًا.” وأشار تقرير كشفت عنه شركة (Canalys) عن أنه من الممكن ان يتخطى الطلب العالمي على سوق الساعات الذكية 5 ملايين وحدة بحلول عام 2014 بنسبة زيادة تصل إلى 900%، وأشار التقرير إلى أنه في عام 2012 شحن 330 ألف ساعة ذكية فقط، وهذا يعود إلى التنافس المحموم بين العديد من الشركات في دخول هذا السوق. وتكمن فكرة عمل الحواسيب المحمولة على الارتباط الدائم في الإنترنت من خلال تقنية البلوتوث المتصلة بالهاتف النقال، حيث إن صغر حجم الأجهزة القابلة للارتداء لا يمكن من وضع موجهات للارتباط بالإنترنت أو أماكن لشرائح الهاتف النقال، فكانت فكرة الارتباط بالهاتف النقال بشكل دائم أو أي موجه للإنترنت. والأجهزة القابلة للارتداء مصممة لكي تلبس على الجسم وليس لحملها، وهذه الأجهزة مثل النظارات والساعات في التقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية، علاوة على التعرف على المتصل والرد على الاتصالات وإجراء المكالمات وتصفح الإنترنت، وتعتبر أهم خاصية تقدمها الأجهزة القابلة للارتداء هي الحصول على المعلومة الفورية للأشياء من حولك. الجدير بالذكر أن بعض الأماكن العامة مثل المطاعم والمقاهي رفضت دخول مرتاديها الذي يستخدمون أجهزة ملبوسة لكونها تخترق الخصوصية.