بكل المقاييس نجح موسم حج هذا العام، والذي سخَّرت له القيادة الحكيمة إمكانيات مادية وبشرية مُدرَّبة على أعلى مستوى، لتأمين موسم حج مثالي وذكي، ارتفعت فيه درجة الأمان والوقاية الصحية إلى أعلى مستوياتها، بالإضافة إلى خلوّه من الأحداث التي تُعكِّر صفو الحجيج، مثل المسيرات المرفوضة، أو بعض الحوادث التي قد تحدث عادةً نظراً للكثافة البشرية المتواجدة في وقتٍ واحد، وقد نجحت حكومتنا الواعية في نظرتها، والحكيمة في قرارتها، والمتزنة في تعاملاتها، والتي تتكلم بلغة الإنجازات والأرقام دائماً في كسب الرهان، الذي كانت تعتقد إيران من خلاله أنها قادرة على زعزعة الأمن من خلال لفظ «المراهنة الخاسرة» في التشكيك بقدرة المملكة على إنجاح موسم الحج، بحملاتها المغرضة، والتي تقوم بها كل عام قبل موسم الحج بأيام، وبعد أن منعت مواطنيها من أداء الفريضة بحججٍ واهية افتعلتها، ليكون الرد على تلك الأفواه الجائعة للحوادث والفوضى، هو نجاح موسم الحج بشهادة جميع من رأوا وتلمَّسوا حجم الرعاية التي كانت تُقدَّم بحبٍ من قِبَل رجال الأمن، الذين سخّروا جهودهم وتعاملوا بمشاعرهم الجياشة مع الحجيج، وهم يتسابقون لمساعدة كل مَن طلب المساعدة، وبعضهم كانوا يتلمَّسون حاجة ضيوف الرحمن بمرصد مشاعرهم وليس بعيونهم، والتي كانت تأخذهم وسط الزحام ليرفعوا مُسنِّة أعياها التعب، أو طفل فقد والديه، أو عاجز عن الحركة، فتتسابق كفوف أياديهم لترفعه وتذهب به إلى حيث مساحة الأمان. رجال الأمن -حماهم الله- على خط الحدود وفي موسم الحج وفي كل وقت يستدعي وجودهم، يُثبتون أنهم أهل للثقة وللموقف مهما كان حجمه، ودائماً الجانب الإنساني هو البرواز الذي يُجسِّد الصورة الإنسانية لتعاملهم الراقي مع الحجيج، وقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صور متنوعة لجنودنا البواسل وهم يقومون بواجبهم الذي شرَّفهم به الله في تقديم إنسانيتهم في صورٍ رائعة، ولعل من نافلة القول أن الجانب الإنساني كان المحور الذي ارتكزت عليه جميع المواقف التي كان فيها رجل الأمن هو بطل الموقف كعادته دائماً. * رسالة... أبلغ رد على التفاهات، هو الصمت الرصين، والذي يتبعه الفعل الحكيم. maghrabiaa@ngha.med.sa