ذكر موقع «فايس» الأمريكي الإخباري أمس أن معركة الفلوجة تنطوي على أهمية كبرى باعتبار هذه المدينة أغلى موقع مكلف للحرب العراقية، مضيفًا بأن شهرة الفلوجة تعود إلى العام 2004 عندما خاض الأمريكيون على أرضها معارك مريرة. واعتبر أحد الخبراء العسكريين الأمريكيين إن الإهانة التي تعرض لها الجيش العراقي بسقوط الفلوجة عام 2013 تتطلب تحقيقه نصرًا حاسمًا في تلك المعركة، لأنه بدون تحقيق هذا النصر، فإنه لن يتحقق الاستقرار للعراق. الخبراء الغربيون أشاروا إلى الآتي: 20 ألفا من الجيش والحشد في تخوم الفلوجة رسائل متضاربة حول حقيقة الوضع في المدينة ومن جهة أخرى اعتبر خبراء عسكريون أمريكيون أنه ليس بوسع أحد التكهن بالوقت الذي ستستغرقه معركة الفلوجة حتى يتم تحريرها من يد داعش وفق ما نشره موقع «ذا ديلي بيست» الإخباري أمس، واعتبروا أن سقوط المدينة يمكن أن يستغرق من بضعة أيام إلى عدة أشهر، وأن الأمر يتعلق على كيفية استجابة تنظيم داعش الإرهابي لهجوم الجيش العراقي والمليشيات الشيعية والضربات الجوية الأمريكية. وأضاف الموقع إن المعارك السابقة مع داعش تضمنت استجابات مختلفة تراوحت بين شن التنظيم هجمات مضادة والفرار من المدن التي تتعرض للتهديد من قبل القوات العراقية. ويرى أولئك الخبراء أن معركة الفلوجة يمكن أن تكون في درجة شراستها كمعركة كوباني التي جرت بين التنظيم والقوات الكردية والتي استغرقت عدة أشهر. وقالت إن الفلوجة تشكل اليوم التهديد الأكبر في العراق، تمامًا مثلما كان الأمر منذ عقد بالنسبة للحرب الأمريكية التي دارت حولها. واستطرد الخبراء بأن القوات العراقية تسعى إلى السيطرة على المدن الصغيرة المحيطة بالفلوجة، وقد تمكنت بالفعل الثلاثاء من السيطرة على مدينة الكرمة الواقعة إلى الشرق من الفلوجة والتي تقوم الآن بتطهيرها من المتفجرات والكمائن والألغام التي زرعها التنظيم. وأضافت الصحيفة أن الأهالي يتلقون رسائل متضاربة، وأنه وردت أنباء عن إسقاط منشورات تحث الأهالي على مغادرة المدينة من خلال ممرات آمنة، فيما تحدثت تقارير أخرى تؤكد أن متفجرات داعش تحف بتلك الممرات الآمنة. ويقدر الخبراء عدد قوات داعش داخل المدينة بـ 500 مقاتل، وهو نفس العدد الذي كان متواجدًا في الرمادي التي استغرق انتزاعها من يد داعش 5 أشهر مع الفارق أن معركة الرمادي اعتمدت على القوات الخاصة بالجيش العراقي والقوات النظامية، فيما أن معركة الفلوجة تضم قوات من الحشد الشعبي تماثل نفس عدد قوات الجيش العراقي (10 آلاف لكل منهما).