التربية والتعليم وجهان لعملة واحدة، فلذلك نجدهما مقترنين بعضهما ببعض، ونجد أن الآباء يحرصون دائماً على أن يكون سلوك أبنائهم جيداً في المدرسة والمجتمع، ولا يمكننا بأي حال من الأحوال أن ننكر الدور الكبير الذي تقوم به المدرسة في لعب الدور المحوري والأساسي في تسوية سلوك الأطفال وفلذات أكبادنا، لأنها تشارك بدور فعال في تنشئة الأجيال القادرة على الإبداع والتميز لبناء مجتمع فاعل ومؤثر في شتى المجالات. لا شك أن المدارس بشكل عام وفي كل دول العالم لا تخلو من وجود طلبة يتمتعون بأخلاق حميدة وسلوك جيد، وبنفس القدر نجد أن هناك سيئون، لذا نجد أن للمدرسة دوراً كبيراً وفعالاً في تقويم سلوك طلبتها، ويقع على عبئها مسؤوليات جسام في هذا الإطار الحيوي والهام. ولا شك أنه من المهم تصحيح السلوك السيئ للطلبة حتى يشعروا بمسؤولية أكبر في المدرسة مع أساتذتهم وزملائهم، لينعكس هذا السلوك على المجتمع بشكل عام، ففي هذا الجانب المهم، نجد أن وزارة التربية والتعليم أعادت تفعيل إدراج علامة للسلوك لتكون ضمن المعدل العام. خطوة إيجابية أكد الدكتور خالد صقر المري رئيس مجلس أولياء الطلبة والطالبات في الشارقة أن إعادة درجات السلوك خطوة إيجابية وبناءة تصب في مصلحة الطلاب وذويهم خصوصاً وأن اللائحة الخاصة بذلك تنظم السلوك بين الطالب والمدرسة والزملاء، وهناك مراحل لتطبيق هذه اللائحة على الطالب فالطالب الجيد الذي يحترم معلمه وزملاءه ويقوم بواجباته يستحق الحصول على العلامة الكاملة وبطبيعة الحال هي لا تؤثر على معدله بشكل عام، ولكن تطبيق هذه اللائحة يصبح ضرورياً على الطلاب الذين يسببون المشاكل ولا يحترمون مدرستهم أو أساتذتهم ويخلقون المشاكل مع زملائهم فهذا السلوك السيئ أصبح للمعالجة بشكل كبير وبتطبيق هذه اللائحة يصبح الطالب أكثر انضباطاً وإحساساً بالمسؤولية. وأضاف: إن هذه اللائحة تنعكس إيجاباً على الطالب والأسرة ويكون التأثير لصالحهم فهي تصب في مصلحتهم وهذا يدفع الطالب لتحسين سلوكه والالتزام بواجباته والحضور لمدرسته دون غياب أو هروب من المدرسة، كما أنها تعمل على اهتمام الأهل بدفع سلوك أبنائهم إلى أعلى المراتب الخُلقية، وأوصى المري بعدم ترك المجال مفتوحاً أمام المدرسة لأن تقوم بوضع علامات متدنية للطالب على سلوكه من خلال التزامه وانضباطه في مدرسته واحترام معلميه وزملائه. الاتجاه الصحيح من جانبها أشارت بدرية المعيني نائب رئيس مجلس أولياء الطلبة والطالبات في الشارقة إلى أن هذه الخطوة مهمة وفي الاتجاه الصحيح لتسوية سلوك الطلبة في المدارس وجعلهم يشعرون بمسؤولية أكثر لأداء واجباتهم بشكل أكبر وجعلهم يتقيدون بالقوانين المدرسية كالدخول والخروج من المدرسة وعدم الهروب منها وكثرة الغياب وحل الواجبات اليومية وتحضير الطالب بشكل جيد لدروسه، ففي كل مدرسة ضوابط يتم من خلالها ضبط الطالب، ومثل هذه الأنظمة تساعد كثيراً في اهتمام ولي الأمر بشكل أكبر بالطالب ومتابعته في دروسه، وفي تنظيم الزيارات للمدرسة للسؤال عنه، وفي ظل منع المدرس من ضرب الطالب، تعتبر هذه اللائحة، هي الحل الأمثل لمعاقبة الطالب على سلوكه السيئ، وهذا يشكل إحساساً بالمسؤولية لدى الطالب ويجعله يحترم معلمه وزملاءه في المدرسة وخارج المدرسة. وأكدت على ضرورة تفهم المدرسة لظروف الطلاب قبل إدراج العلامات على السلوك وأن يكون هناك نوع من المرونة في التعامل مع الطلاب ومراعاة ظروف غيابهم وتقصيرهم إن حصل، وأن يكون المعلم صبوراً على طلابه. قوانين رادعة وأكدت الدكتورة نجلاء عبد الله ديماس مساعدة مديرة على أن سلوك الطالب نابع من البيئة التي نشأ فيها ومثل هذه القوانين قد تكون رادعة ولكن ليس بشكل مثالي فتربية الأسرة هي المحور الأساسي في تنشئة الطفل فالطفل يقضي وقتاً أكبر مع الأسرة وليس المدرسة ما يعني أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الأسرة في تربية أبنائهم. وترى أن هناك من لا يهتم بعلامة السلوك وبالتالي يبقى الطفل بسلوك سيئ حتى مع وجود هذه اللائحة، فعدم اهتمام الأسرة بمعدل السلوك وانشغالهم في أمور الحياة وعدم متابعة الطالب سينعكس سلباً على سلوكه وعلى تحصيله الدراسي. وأجمع مديرو مدارس على أن الطالب بحاجة للاهتمام أكثر بسلوكه في المدرسة وتعامله مع معلميه وزملائه بطريقة جيدة تعكس تربيته وأخلاقه، ولعل هذه اللائحة من ضمن الوسائل المساعدة في تربية الطفل فأولياء الأمور غالباً ما يلقون مسؤولية تربية أبنائهم على المدرسة، دون إدراك حجم المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقهم كجزء أساسي في تربية أبنائهم فالمدرسة ليست للتربية فقط، وإنما للتعليم أيضاً، فمن الضرورة مشاركة الأهل في تربية أبنائهم وإحساسهم بمسؤولية اكثر تجاه واجباتهم المدرسية ومتابعتها حتى يشعر الطفل بأنه مراقب وأن يقوم بتعديل سلوكه بدافع منه ورغبة ذاتية وليس فقط من أجل العلامات المدرسية لأن السلوك من أجل العلامة سيجعل الطالب جيداً فقط في المدرسة في حين لا يطبق سلوكه الجيد في تعامله مع المجتمع خارج المدرسة. مراقبة السلوك وقال حميد عبد الله المشرخ - ولي أمر- إن مراقبة سلوك الطفل في المدرسة ووضع علامة تقديراً لسلوكه يساعد كثيراً في تربية الأبناء ويجعلهم يشعرون بمسؤولية أكبر ويساعد الأسرة في تربيتهم، فالمدرسة مكملة للأسرة ولا يمكن إغفال دورها في تنشئة الطفل على الأخلاق الحميدة والسلوك الجيد، ووجود مثل هذه الضوابط، يجعل الطالب يشعر بمسؤولية أكثر تجاه احترام معلميه وزملائه والاهتمام أكثر بواجباته المدرسية والدراسة وتعديل سلوكه حرصاً منه على الحصول على علامات مرتفعة. تعديل السلوك وأشارت فاطمة محمد إلى أن سلوك الطلاب في المدارس بحاجة لمتابعة من قبل الأهل والمعلمين والمدرسة ككل ويجب على المعلمين محاولة تعديل سلوك الطلاب بالتعاون مع الأسرة من خلال استخدام أساليب تجعل الطالب يشعر بمسؤولية أكبر تجاه المدرسة والأسرة، فيما رأت سلوى جمعة أن الأهل تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في تربية الأبناء، فالمدرسة لا تتحمل المسؤولية كاملة رغم أنها لا تألو جهداً في تخريج مجتمع مبدع ومبتكر وبأخلاق حميدة، ولكن توفير كافة مطالب الطفل من قبل الأهل وتلبية كافة رغباته والانصراف للعمل أكثر من الاهتمام به سينعكس سلباً على نشأته، وهذا يشكل مشكلة لا يمكن مواجهتها من قبل المدرسة فقط حتى وإن فرضت عقوبة على السلوك لأن البيئة التي نشأ بها الطالب بحاجة لإصلاح حتى يمكن إصلاح سلوك الطالب في المدرسة وهنا من الضرورة اهتمام أولياء الأمور بأبنائهم وتربيتهم ومراقبتهم. خطوة مهمة ففي ذات الإطار أشاد عدد من الطلاب بإعادة وفرض علامة على سلوك الطالب في المدرسة، لأنها خطوة مهمة لمساعدة الأهل على ضبط وتربية أبنائهم، فالطالب هنا يشعر بمسؤولية ويبدأ بتعديل سلوكه للحصول على علامة مرتفعة حتى لا يشعر بالغيرة أو النقص عن زملائه الحاصلين على علامة أعلى منه، وهذا يشكل دافعاً لدى الطالب لتسوية سلوكه والاهتمام أكثر بواجباته والتزامه في مدرسته وعدم التغيّب دون أعذار. من ناحية أخرى فمن الممكن أن تحمل اللائحة سلبيات عدة كأن يكون الهم الأول والأخير للطالب هو حرصه على سلوكه من أجل العلامات فقط، وهذا يعني أن الانضباط مؤقت، ففي العطلة مثلاً قد يعود الطالب لسلوكه غير الحميد وغير المنضبط، ولكن بالرغم من السلبيات إلا أنها تعتبر خطوة إيجابية كبيرة نحو التغير الإيجابي في سلوك الطفل وبشكل أبدي في حال وجد المتابعة والاهتمام الكبيرين من الجهات المعنية.