أكد رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام الدكتور فهد العرابي الحارثي، على أهمية دور المثقف، وقدرته على إعادة تشكيل المعرفة بشكل أو بآخر في كل ما يقرأه. ويرى العرابي أن «النياحات» -على حسب وصفه- على وضع القراءة اليوم هو أمر مبالغ به. وقال: «اليوم أصبحت مساحة القراءة متنوعة وكبيرة، ولم يعد الأمر مختصرا على الجرائد أو على المكتبات العامة أو حتى على المكتبة الشخصية، وسيلة المعرفة تستطيع أن تحصل عليها من على شاشة جوالك». ولفت في الأمسية الثقافية التي جاءت ضمن فعاليات المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، الذي نظمته مكتبة الملك عبدالعزيز (الثلاثاء) الماضي في الرياض إلى أن «كل شخص في عصرنا هذا يستطيع أن يكون منتجا للمعرفة ومن ثم مثقفا». وقال: «لم يعد الأمر مختصرا على النخبة المثقفة، لأن زمن ديكتاتورية المثقف لم يعد موجوداً، لأن الإنتاج الثقافي اليوم أفقيا». وأشار إلى أنه بالعودة إلى زمن الشباب، وبدايات تجربتي مع الكتابة كانت بمحاولات أدبية وأنا في المرحلة الثانوية في مدرسة التوحيد بعدما ما تأثرت بمشهد ابن عمي وهو يخطب في المنزل فشدني لعالم القراءة وكنا نقضي أكثر من 4 ساعات في مقهى المفتي بالطائف، ونحن نقرأ. وأشار العرابي إلى أن علاقته المصيرية مع القراءة من خلال بداياته في الصحافة في جريدة المدينة ثم رئيسا لتحرير مجلة اليمامة، بعدها رئيسا للقسم الثقافي بجريدة الرياض، ثم رئيساً لمجلس إدارة صحيفة الوطن. معتبراً هذا النوع من القراءة من القراءات المهنية التي يضيفها للقراءة الممتعة، والتي تكون للذات والقراءة الإكراهية، التي خصها بالمواد الواجب عليك قراءتها كالمنهج الدراسي مثلاً. وعرج العرابي على تجربته في فرنسا وعن المحطات المختلفة التي فتحت له أبواب معرفة جديدة من خلال دراسته في فرنسا. وقال إنه اكتشف أن على الإنسان أن يحاكي ثقافات مختلفة في حياته، ليوسع مداركه أكثر. ونصح العرابي المبتعثين بأن يضعوا بعين الاعتبار هذه الفكرة، وأن يحتكوا كثيرا مع الجنسيات والثقافات الجديدة حتى يعودوا لوطنهم بشيء أعظم من الشهادة. وأشار إلى أن «كتاب وجوه وأمكنة» هو محاولة أدبية لسرد اكتشافاته في باريس.