قال تعالى في سورة الرعد (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال) وﻻنعتقد أن مبنى النواب الجديد الذي قام بافتتاحه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله من أولويات المجلس أو الحكومة والتي جرى اﻻستفتاء عليها وتصدر تلك الأولويات القضية الإسكانية. إن أجمل مافي المبنى اسمه حيث أطلق عليه (مبنى صباح الأحمد) وأيضا أجمل مافيه أن من قام بافتتاحه هو صاحب السمو أمير البلاد صباح الأحمد حفظه الله قائد الإنسانية حيث كان قبلها بيوم واحد في تركيا لحضور القمة الإنسانية العالمية حيث ألقى كلمة سامية في القمة حذر فيها من استمرار الحروب والنزاعات وانتشار الإرهاب وقال إنه ينبغي علينا إنهاء الصراعات وبؤر التوتر وتوفير الحياة الكريمة للمحتاجين وكذلك تفعيل الدبلوماسية الإنسانية للتخفيف من آﻻم البشرية والجدير بالذكر أن الرئيس التركي أوردوغان قد صافح فقط سمو الأمير في بداية القمة تقديرا لدوره الكبير والمؤثر في مساعدة المحتاجين في العالم من ضحايا الحروب حيث قدمت الكويت أكثر من ملياري دوﻻر مساعدات إنسانية خلال فترة وجيزة والأكيد أن سموه قد حقق رؤية متميزة وهي تحويل الكويت إلى مركز للإنسانية بجهود كبيرة بذلها في السنوات الأخيرة وخاصة في احتضان الكويت لثلاث مؤتمرات للمانحين فيما يتعلق بالقضية السورية. ﻻيخفى على أحد أن مبنى مجلس النواب الجديد قد بدأ العمل فيه في سبتمبر 2008 وبعدها تعثر وتوقف بسبب تجاوزات مقاول المشروع وقبل سبعة شهور فقط قامت لجنة من المجلس برئاسة النائب المهندس عادل الخرافي بالإشراف على استكمال المشروع وتم إنجازه في وقت قياسي وهو سبعة شهور ونقول مبروك لأعضاء المجلس وكذلك الوزراء على هذا الإنجاز التاريخي لأنه يحتوي على 75 جناح وهم أعضاء المجلس مضاف لهم الوزراء حيث يتميز المشروع بإطلالة على البحر ويعتبر تحفة معمارية . السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو ماهي المشاريع التي تم افتتاحها في عهد هذا المجلس والتي تصب في مصلحة الشعب الكويتي مثل مستشفى أو جامعة وغيرها من المشاريع التنموية فلازال المواطنون والمقيمون يعانون من الحصى المتطاير الذي كسر زجاج سياراتهم غير الحفر التي ﻻتكسر الزجاج بل السيارات ناهيك عن صعوبة إن لم يكن استحالة العثور على سرير في أحد المستشفيات علارة على علاج مرضى الطوارئ في الممرات نظرا للازدحام الشديد على المستشفيات حتى مستشفى جابر الذي سوف تستلمه وزارة الصحة بعد تعثر وتأخير دام سنوات لن يتم افتتاحه رسميا إﻻ في سنة 2018 وذلك لتجهيزه بالمعدات الطبية والأثاث فهل يعقل ذلك ؟!. ﻻنريد أن نتكلم عن جامعة الشدادية لأنه أصبح قضية مكررة ومملة فكلما قطع المشروع شوطا اندلع حريق غامض حتى يتأخر المشروع وتزيد تكلفته عن طريق الأوامر التغييرية حاله حال كثير من المشاريع التنموية التي لم ترى النور إلى الآن . ان هذا المجلس يتشدق أعضاؤه بأنه أكثر المجالس إنجازا لمشاريع القوانين التي وصلت إلى أكثر من 80 مشروع قانون ولكنها للأسف أكثرها حبر على ورق تحال للحكومة وهناك تركن لعدة سنوات بدون متابعة أو محاسبة فعلية من النواب وأكثر هذه المشاريع هي إنشاء هيئات مثل هيئة مكافحة الفساد وهيئة الطرق وأخرى للغذاء والحبل على الجرار وكلها ﻻتعدو عن كونها تنفيع للمقربين ولحفنة من المواطنين الذين يتقاضون رواتب خيالية حتى قبل أن يتم افتتاح هذه الهيئات ويبدأ العمل فيها. أما على صعيد القوانين فهي أيضا ما زالت بالأدراج وضائعة بين عدة وزارات ولعل أشهرها قانون التأمين الصحي للمتقاعدين الذي ما زال في دهاليز الحكومة بين وزارة الصحة والمالية وديوان المحاسبة الذي هو تابع لمجلس الأمة وهو السبب الرئيسي في التأخير ولكن من يحاسب ديوان المحاسبة ؟! وهناك جزئية في هذا القانون فيما يخص المتقاعدين من القطاع النفطي فقد تم تخييرهم بين العلاج في مستشفى الأحمدي أو قانون التأمين الصحي والمعروف أن التأمين الصحي ﻻيشمل أسرة المتقاعد في حين العلاج بالمستشفى يشمل أسرة المتقاعد فلماذا هذا الربط بين مستشفى الأحمدي وقانون التأمين ولحل هذه الإشكالية ينبغي إضافة أسرة المتقاعد لقانون التأمين الصحي للمتقاعدين وتعم الفائدة على الجميع ولهذا نعتقد أن هناك من يضع العصي في دواليب قانون التأمين الصحي للمتقاعدين حتى ﻻيرى النور ويظل حبيس الأدراج. ختاما نقترح على أعضاء مجلس الأمة تطوير مشروع المبنى الجديد الذي تم افتتاحه حتى يتحول مستقبلا إلى مدينة للأعضاء والوزراء وذلك بإضافة مستشفى للنواب والوزراء وعائلاتهم وكذلك جامعة ومركزا للتسوق وآخر للترفيه والتوسع كذلك ليحتوي على شاليهات للأعضاء والوزراء كونه يطل على البحر لأنه نظرا للإنجازات التاريخية والمتميزة لمجلس الأمة وكذلك الحكومة ﻻبد من توفير كل سبل الراحة والترفيه واﻻستجمام حتى يتمكنوا من مواصلة هذه الإنجازات بهمة ونشاط وﻻ عزاء للشعب الكويتي. أحمد بودستور