امتدادا لسلسلة عمليات فصل التوائم السيامي الناجحة في السعودية التي انطلقت في بداية التسعينيات، مع أول فصل توأم سيامي قدم من السودان، وبعد تصدر المملكة وريادتها في مثل هذه النوعية من العمليات المعقدة، نفذت أخيرا عمليات السيامي اليمني (عبدالله وعبدالعزيز) بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، التي تكللت بالنجاح وعلى يد نخبة من الأطباء على رأسهم الدكتور عبدالله الربيعة. وللوقوف على صحة السيامي، وأوضاع ذويهم في الرياض بعد إجراء العملية وتفاصيل اهتمام خادم الحرمين وحكومة المملكة بهم، زارت "الاقتصادية"، فتحي عبدالله حسين بقية (40 عاما)، والد السياميين في المستشفى، الذي أكد أن المملكة، أوفت بوعودها له وأحضرته وأبناءه لتنفيذ العملية الجراحية رغم ظروف عدم الاستقرار والحرب التي ينفذها الحوثيون وميليشيات صالح في المدن اليمنية. يقول فتحي: "قصة عملية فصل أطفالي تمتد لشهور سابقة، حيث كان لزيارة سابقة قبل نحو عام إلى المملكة لهذا الغرض، إذ انتقلت من ظهران الجنوب في اليمن إلى أن وصلت إلى حدود المملكة، ومن ثم قام حرس الحدود السعودي باستقبالنا ونقلنا إلى مستشفى أبها العام لإجراء عملية الولادة، وبعد أربعة أيام من الولادة تم نقلهم عبر الإخلاء الطبي إلى مدينة الملك فهد الطبية في الرياض، بتوجيهات من وزير الصحة السابق عبدالله الربيعة آنذاك عندما كان وزيرا للصحة". ويتابع والد الطفلين أنه وبعد الوصول للرياض اطلع الدكتور عبدالله الربيعة على حالة الأبناء عبدالله وعبدالعزيز حينها، وأفاد بأنه لا يمكن إجراء عملية في الوقت الحالي وذلك بسبب عدم وصول السيامي إلى الوزن الصحي المطلوب كي يتم إجراء العملية، مبينا بأنه في ذلك الوقت كانت أوزان السيامي لا تتجاوز 3.5 كيلو جرام، ووعد الدكتور الربيعة بإجرائها لاحقا إذا ما تحسنت صحة الطفلين..وهو ما تسبب له بالقلق حينها، حيث ذكر للوزير أنه قد لا يتمكن من إحضارهم نتيجة لوجود التزامات مادية عليه، إلا أن الجهات الرسمية في الدولة وعدته في حينها بأنها ستتكفل بكل الأمور التي تمكنه من إجراء العملة لطفليه، عندما يصبح وزن السيامي عشرة كيلوجرامات. وهنا يقول: "وبالفعل أوفت السعودية بوعدها رغم الظروف المتغيرة وتم إحضارنا قبل خمسة أيام من وسط الحرب في اليمن، حيث كنت أقطن في منطقة عمران، حيث الاشتباكات تدور، وتم إحضاري بناء على عملية تنسيق حكومي بين الجهات المعنية في السعودية ونائب الرئيس اليمني خالد بحاح إلى المملكة، وذلك بعد أن تسلمت إشعارا من مركز الملك سلمان للإغاثة يفيد بإمكانية نقلي للرياض، وإجراء العملية للأطفال في مستشفى الحرس الوطني، الذي كان خبرا سعيدا للغاية". ويؤكد والد السيامي اليمني أن ظروف نقله الصعبة لم تمنع الجهات الحكومية في السعودية من بذل المستحيل لتحقيق حلمه بإجراء العملية، ولم تمنع السعوديين على حد قوله من الوفاء بوعودهم. وكان والد التوأم السيامي قد قال لوسائل الإعلام إنه اكتشف حالة التصاق طفليه في الشهر الخامس من حمل زوجته حينما أجريت لها فحوص طبية في مستشفى السلام بمحافظة صعدة الذي أنشأته المملكة، وبعد أن ولدا في مستشفى أبها للنساء والولادة، وجه الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة آنذاك، بعلاج الطفلين في الرياض، حيث أصبحت حياتهما في مرحلة حرجة.