انتخب القيادي في حزب العمال البريطاني، صادق خان، عمدة لمدينة لندن، ليكون أول مسلم يشغل هذا المنصب في تاريخ بريطانيا. ويؤكد خان أن الحملة المعادية للمسلمين لن تثنيه عن المضي قدماً في خدمة مدينته. وفيما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه مجلة تايم الأميركية: ■أنت أول مسلم يقود مدينة غربية بحجم لندن، هل تشعر بعبء إضافي بضرورة محاربة التطرف؟ ■■من الأمور المهمة بالنسبة لي كمواطن لندني، أن أقوم بما في وسعي للحفاظ على أمن أهلي والناس من حولي. بصراحة، لقد مررت بتجارب تساعدني في محاربة التطرف. وقد أظهرت الانتخابات، التي أوصلتني إلى هذا المنصب، أنه لا يوجد صراع بين الحضارتين الإسلامية والغربية. ■كيف يمكنك إقناع شباب مسلمين يتأثرون بشدة، ومستعدين للميل نحو التطرف؟ ■■نقول للشاب المسلم أنه يمكن أن تكون بريطانياً ومسلماً وناجحاً في آن واحد. نشير إلى النماذج الناجحة في بريطانيا، فلدينا المغني زين مالك، والرياضي الشهير محمد فرح، بطل الألعاب الأولمبية مرتين، وصاحب رقم قياسي عالمي. نقول أيضاً: يمكنك القيام بأعمال تجارية، أو أن تصبح طبيباً، ويمكنك أن تمارس السياسة، لم لا. ■لقد اتهمك المحافظون بالتشدد، وهذا ما جعل مراقبين يصفون الحملة الأخيرة بأنها الأبشع في تاريخ المملكة المتحدة، كيف كان شعورك؟ ■■لقد كانت لدي تجربة مع بعض الأئمة المتشددين، في بريطانيا، وكانت لدي تجربة أيضاً للتعرض للاتهام بالتشدد من قبل بعض الجهات. كما أن هناك من حاول إبعادي عن السياسة، بحجة أنها حرام، خصوصاً عندما ترشحت لعضوية البرلمان في 2005 و2010 وبعدها في 2015. ■هل تعتقد أن سمعة لندن تضررت من خلال هذه الحملة المثيرة للانقسام؟ ■■ اختار سكان لندن الخروج بأعداد قياسية، وتحققت أعلى نسبة مشاركة في تاريخ الانتخابات البلدية، فليس هذا من قبيل الغرور، إنما أنقل ما قاله الآخرون. هذا يدل على أن مدينتنا رائعة، ونحن نحترم ونتقبل بعضنا بعضاً. ■ ماذا سيكون وضع لندن، التي تعتبر مركزاً ماليا رائداً في العالم، حال تم التصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي؟ ■■أعتقد أن الخروج من الاتحاد الأوروبي ستكون له عواقب كارثية على مدينتنا. فالناتج الإجمالي للاتحاد أكبر من الصين والولايات المتحدة، ولدينا سوق يدعمها أكثر من 500 مليون نسمة. إذا أخذنا لندن مثالاً، فالمدينة تستفيد من مزايا اجتماعية وثقافية هائلة، فنحن نستفيد من مزايا أمنية أيضاً، أما المزايا الاقتصادية فهي كثيرة، فأكثر من نصف مليون وظيفة في لندن تعتمد بشكل مباشر على عضوية الاتحاد، و60% من الشركات العالمية، بما في ذلك سوني، وأي أيه جي للتأمين، وتشاينا تلكوم لديها مقار رئيسة في لندن، وسأضم جهودي إلى رئيس الوزراء للبقاء ضمن الاتحاد.