في كل موسم تتكرر الأسطوانة: المدرب سيكون مسؤولا عن اختيار اللاعبين الأجانب، لن نكرر أخطاء العام الماضي، لكن الواقع خلاف ذلك، الخطأ يتجدد، والمدرب يحشر في الزاوية الضيقة، ويخير بين اسمين أو ثلاثة فقط، رغم أنهم غير صالحين ونافعين لأسلوبه الفني وتكتيكه. لكل إدارة نادي سمسارها المحبب والمقرب، فرأيه مسموع، ومشورته مقدمة على أي مشورة. فلاشات تصاحب التوقيع، والإدارة تعلق الشماعة على مدربها بأنها استشارته قبل أن توقع العقد، ابتسامات الوسيط أو السمسار تملأ الأفق، فقد قبض عمولته، وسيحزم حقائبه على أقرب رحلة بحثا عن كعكة أخرى. تياجو نيفيز رافاييل فرانشسكو «رافينها» مارسيلو مارسارو ينزل اللاعب الميدان، ينكشف القناع، إنه غير مفيد فنيا، وجوده كعدمه، بل إن اللاعب المحلي الصاعد يفوقه مستوى، ومنحه الفرصة أفضل وأنجع من الأجنبي العالة، فتتعالى الأصوات بإبعاد المقلب فسخ عقده واستبداله بلاعب آخر. في زاوية أخرى وفي أحايين نادرة جدا، قد يرفع المدرب يد إدارة النادي، ويكون مسؤولا عن اللاعب الأجنبي، ولكن اختياره يكون سيئا بتفضيله أبناء جلدته عن غيرهم لأسباب عدة، ولكن الاختيار لا يكون مناسبا. الأدهى من ذلك، أن بعض الأندية قد تستعجل وتتعاقد مع اللاعبين الأجانب قبل أن تتعاقد مع مدربيها، فتكون هي صاحبة القرار الإداري والفني معا، زد على ذلك أن بعض اللاعبين الأجانب غير مؤهلين بدنيا أو فنيا، إما يكونوا مصابين أو عائدين من إصابات أو مبتعدين عن مداعبة الكرة فترة طويلة، ما يزيد الطين بلة. سوء اختيار اللاعب الأجنبي.. من يتحمله؟، إدارة النادي، أم المدرب؟، الاقتصادية أخذت بعض الآراء الفنية التي تتحدث عن هذا الجانب، ولا سيما أن أغلب الأندية أوشكت على إنهاء صفقاته الصيفية تأهبا للموسم الجديد. من جهته، شدد المدرب الوطني سلطان خميس على أن اختيار اللاعب الأجنبي من صميم عمل الجهاز الفني، وأن التدخل فيه يعتبر ضعفا في شخصية ورؤية المدرب مما سيؤثر في عمله فور بدء المنافسات، لذلك فإن اختيار اللاعبين الأجانب من قبل إدارة النادي أمر سلبي على الأداء الفني للفريق لأن القرار في بعض الأحيان يكون إدارياً أكثر من الجانب الفني، وهو الأمر الذي سيوجد خللا في المنظومة الفنية، في حال عدم اختيار اللاعب المناسب في المكان المناسب. وتابع إعطاء الجهاز الفني كامل الصلاحية أمر خاطئ أيضاً، لأن بعض المدربين لا يحمل اسماً كبيراً يخشى على سمعته مما يجعله يفكر في المال قبل كل شيء، لذلك فإن الخيار الأفضل هو إعطاؤه الصلاحية مع مناقشته والخوض في خياراته، وذلك بواسطة الإدارة والخبراء الفنيين سواء لاعبين سابقين أو أهل الخبرة في مجال التعاقدات مع اللاعبين الأجانب، وفي نهاية الأمر فإن الإدارة هي التي تتحمل كل الإخفاقات لأنها هي التي جلبت الجهاز الفني، وكامل المسؤولية تقع عليها بسبب أنها صاحبة القرار الأول والأخير في كل ما يتعلق بالنادي. وختم أول أسباب فشل المدرب هو رضاه عن التعاقدات التي تمت دون أخذ رأيه، لأن عدم ممانعته تعني أنه مدرب لا يهمه نجاح العمل وإنما الحصول على الرواتب والشروط الجزائية التي يبحثون عنها، لذلك فإن هذا الأمر هو الاختبار الأول بالنسبة للجماهير لأن صمت المدرب دليل على إفلاسه فنيا. في حين أكد المدرب الوطني إبراهيم العيسى أن الطريقة الأفضل في التعاقد مع اللاعبين الأجانب هي إعطاء المدرب كامل الصلاحية، لكن شريطة أن يكون أهلا لهذه المسؤولية من خلال تاريخه وما يملكه من فكر تدريبي، لذلك فإن أكبر اختبار لإدارة النادي ومن يحدد نجاح أو فشل الفريق هو التعاقد مع الجهاز الفني، والدليل على ذلك ما يحصل في أكبر الأندية في العالم من إعطاء كامل الصلاحية للمدرب مع تحمل الإدارة عقبات ذلك، لأنها هي التي اختارت الجهاز الفني الذي يعتبر هو الأداة التي اعتمدت عليها الإدارة، ما يجعلها تتحمل كل تبعات قراراته واختياراته الفنية في المباريات وتعامله مع اللاعبين داخل الملعب وخارجه. وأبدى استغرابه من المدرب الذي يسمح للإدارة بالتدخل في عمله خصوصاً في اختيار اللاعبين الأجانب، وأن ذلك يؤكد عدم وجود الثقة من الأساس بالجهاز الفني الذي تم التعاقد معه، وهو الأمر الذي يؤكد عدم احترافية الإدارة قبل أن يكون ضعفا من المدرب في عمله وقراراته. وتابع مع الأسف أنديتنا تحاول العمل على موضوع الاحترافية إلا في بعض المواضيع لأنها لا تعجب أصحاب القرار، وفي نهاية الأمر فإن الخسارة ستكون على النادي مما سيغضب جماهيره على الإدارة وعملها.