×
محافظة الرياض

البقمي يدشن السير والحوادث بشعبة مرور ثادق

صورة الخبر

من يقرأ تاريخ النشأة والتأسيس لن يجد فرقا بين حزب الدعوة العراقي وما يسمى بحزب الله اللبناني، بل أستطيع شخصيًا ومن خلال المتابعة القول إنهما وجهان لعملة ايرانية واحدة، رغم ان الأول الدعوة نشأ في العراق وبمعزل الى حد ما عن وصاية العمامة الايرانية هذا في البداية لكنه في الثلاثين سنة الأخيرة أصبح ذراعًا ايرانيًا بامتياز وهذا باعتراف قادته ورموز كبار فيه. أما حزب حسن فقد نشأ ايرانيًا عام 1983 وظل تحت الوصاية والرعاية الايرانية. مرجعيته الأولى فضل الله كان أحد مؤسسي حزب الدعوة العراقي وكذلك حسن كان كادرًا في الدعوة في مطلع شبابه الأول. يذكرنا هذا بتاريخ ما يسمى بأحرار البحرين والوفاق وجمعية التوعية التي أسسها عيسى قاسم، فقد كانت بالأصل قد ولدت جميعها من رحم حزب الدعوة العراقي، راجع مذكرات الشهابي بالصوت والصورة في قناة نبأ. هكذا سيبدو حزب الدعوة هو المنبع الرئيس الذي تفرعت منه هذه الاحزاب وتوزعت فيما بعد التأهيل في ذلك الحزب. وبالرغم ما يبدو الآن من صمت ومحاولة نفي ذلك إلا أن التاريخ شاهد وذاكرة الأيام لا يثقبها النسيان الى هذه الدرجة لا سيما مع وجود وثائق صادرة من داخلهم بما لا يدع مجالاً للتكذيب او النكران. حزب الله أو بالأصح حزب حسن استطاع ان يسحب البساط لفترة طويلة من تحت أقدام الدعوة، وحاز على الرعاية والتمويل الايراني الضخم بما لا يقاس نظرا للدور الذي ساعدته الظروف لأن يلعبه لصالح نفوذ قم. وحزب حسن شاطر في سحب البساط فكما سحبه من تحت اقدام حركة أمل ورئيسها نبيه بري فقد سحب البساط من الدعوة وهو الحزب الاساس والاقدم، مع ان حركة أمل اقدم من حزب حسن وهي بالأصل امتداد لحركة المحرومين التي أسسها موسى الصدر عندما تم تكليفه بالذهاب الى لبنان وتأسيس الحركة الى ان اختفى في ظروف غامضة وصمتت قم عن اختفائه بشكل مريب، وكأن لها يدا في ذلك الاختفاء الغامض، خصوصا مع بزوغ نجم حزب الله وسيطرته على الضاحية توطئة لسيطرته على لبنان كما هو حاصل الآن. حزب الدعوة كان مدرسة لتخريج وتأهيل كوادر لاحزاب التشيع السياسي ومن ثم التشيع الولائي، ولكنه توقف عن ذلك عندما تعسكر وتفرغ للعمل والنشاط الميلشياوي مع الحرب العراقية الايرانية فكف من ذلك الوقت عن ان يكون مدرسة لتخريج وتأهيل كوادر سياسية. أما حزب الله فلم يلعب دور المدرسة لتخريج كوادر سياسية وتأهيل أحزاب سياسية ولائية منذ نشأته الأولى كونه بالأصل حزبا ميليشياويا وعسكريا. وليس أدل على تأسيسه الميليشياوي أن أحدا من قادته لم يبرز اسمه سوى في ميدان العسكرة والتخطيط للعمليات العسكرية الارهابية بدءًا من عماد مغنية وصولا الى مصطفى بدر الدين في حين لم يعرف من ذلك الحزب اسم لمفكر او مثقف او سياسي له دراسات فكرية تأصيلية منهجية في السياسة والعلم والمنهج وايديولوجية الحزب والتنظير لها، وأديبات واصدارات الحزب المذكور طابعها ميليشياوي تحشيدي زاعق وكذلك هي وسائلها الاعلامية وصحفها وجرائدها. وهذا مؤشر بالغ الدلالة على التوجه لتخليق الميليشيات تحت يافطات الاحزاب قد تغلب على ما سبق، وهذا ما تسعى له عمامة قم وحكومات طهران المتعاقبة التي لم تهتم أن تقدم الرعاية التطويرية لاحزاب سياسية حقيقية وانما شجعت ودفعت لتأسيس احزاب ميليشياوية معسكرة تكون جاهزة لتنفيذ أجندة طهران. ومهما حاول صغار المثقفين في هذه الميليشيات التنظير السياسي لجماعاتهم ومجموعاتهم وجمعياتهم فإنهم سرعان ما يكشفون أوراقهم ويظهر الوجه الحقيقي للمليشيا المعسكرة كما حدث هنا عام 2011.