قررت إدارة مانشستر يونايتد، خامس الدوري الإنجليزي لكرة القدم، إقالة المدرب الهولندي لويس فان غال من منصبه، وتعيين البرتغالي جوزيه مورينهو بدلا منه. وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بأن فان غال وصل ظهر أمس إلى ملعب تدريب مانشستر يونايتد (كارينغتون)، وأجرى اجتماعا مع إد وودوارد نائب الرئيس التنفيذي للنادي، بعده توالت أخبار إقالة المدرب الهولندي. ويبدو أن قيادة فان غال فريقه لإحراز لقب بطل كأس إنجلترا مساء السبت على حساب كريستال بالاس (2 - 1) بعد وقت إضافي، لم تشفع له، خصوصا لأنه لم يتمكن من قيادة الفريق إلى المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل باحتلاله المركز الخامس في الدوري المحلي. ورغم أن فان غال قاد يونايتد للفوز بالكأس الغائب عن خزائن النادي منذ 12 عاما، فإن صافرات الاستهجان من الجماهير هي التي واجهته خلال الاحتفال بالتتويج في تعبير عن سخط المشجعين من الموسم الكارثي الذي قدمه مانشستر يونايتد بالدوري الإنجليزي، وفشل في الوصول إلى دوري أبطال أوروبا. ورغم أن فان غال ظل يؤكد حتى قبل المباراة النهائية للكأس أنه مستمر حتى نهاية عقده في صيف 2017، فإن الضغط الكبير الذي أصبح على الإدارة بضرورة التغيير جعلها تبادر باتخاذ القرار باستبعاد الهولندي والتعاقد مع مورينهو في وقت مبكر قبل الإعداد للموسم الجديد. وكانت الأجواء العامة تشير منذ منتصف الموسم وحتى قبل ذلك إلى رحيل فان غال الذي أعلن سابقا أنه عرض على الإدارة أن يتخلى عن منصبه، لكنها لم توافق، رغم امتعاض الجميع ليس من نتائج الفريق وحسب، بل من أسلوب لعبه المتحفظ. ويحاول يونايتد، المملوك لعائلة غليزر الأميركية، التعاقد مع مورينهو، للعودة إلى طريق الانتصارات بعد رحيل المدرب أليكس فيرغسون في 2013 بعد 26 عاما في المنصب قاد خلالها النادي لإحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 13 مرة. وسجل يونايتد ارتفاعا بنسبة 30 في المائة في عائدات الربع الثالث إلى 123.4 مليون جنيه إسترليني بفضل عقود رعاية جديدة، وتأثير عقد جديد لقمصان الفريق مع شركة «أديداس» الألمانية، وتردد أن النادي سيضع نحو 150 مليون إسترليني تحت أمر المدير الفني الجديد لشراء لاعبين يدعم بهم الفريق للموسم المقبل. وتردد أن فان غال سيحصل على تعويض يقدر بنحو 6 ملايين جنيه إسترليني عن العام المتبقي في عقده، بينما ذكر مقربون أن مانشستر يونايتد عرض على المدرب الهولندي الاستمرار، لكن في منصب استشاري دون التدخل في عمل المدير الفني الجديد. ولم يتضح أيضا مصير ريان غيغز أسطورة يونايتد السابق ومساعد فان غال هل سيستمر للعمل بجوار مورينهو أم ينتقل للإشراف على فريق الشباب تحت 21 سنة؟ وكانت إدارة يونايتد لا تريد التعجل بإقالة فان غال، لكن كان شرط التأهل لدوري الأبطال هو الفاصل بينهما، لأن الفشل سيكلف النادي أكثر من 30 مليون جنيه إسترليني (43 مليون دولار) في عائدات الموسم المقبل. واحتلال يونايتد بطل إنجلترا 20 مرة، وهو رقم قياسي المركز الخامس بالدوري، وعدم التأهل لدوري الأبطال للمرة الثانية في ثلاثة مواسم، يمثل خطرا للإدارة التسويقية للنادي. وقال هيمين تسياو، رئيس الإدارة المالية في يونايتد: «تأهلنا للدوري الأوروبي بدلا من دوري الأبطال يعني خسارة كبرى تزيد على 30 مليون جنيه إسترليني في صورة عائدات البث التلفزيوني». وذكرت عدة صحف بريطانية على مواقعها الإلكترونية أمس، أن مورينهو الذي كان يراقب فريق يونايتد على مدار الأشهر القليلة الماضية وضع خطته للتحرك في سوق الانتقال وحدد أسماء زلاتان إبراهيموفيتش وأندريه غوميز وجواو ماريو وجون ستونز وألفارو موراتا وماورو إيكاردي وإيزيكيل غاراي، أهداف الصيف لمانشستر يونايتد. وكانت صحيفة «ليكيب» الفرنسية قد أشارت إلى أن إبراهيموفيتش، 34 سنة، اقترب بنسبة كبيرة للانضمام إلى صفوف مانشستر يونايتد، وينتظر فقط تولى مورينهو مهمة تدريب الشياطين الحمر لإتمام الصفقة. ونقلت الصحيفة الفرنسية تأكيدات من جانب نادي مانشستر يونايتد بشأن التعاقد مع إبراهيموفيتش لتدعيم هجوم النادي بمجرد تسلم مورينهو مهمته خلفا لفان غال. ويتوقع أن يقوم المدرب البرتغالي بعملية جراحية كبرى على الفريق، لكن هناك أسماء سبقت وأعلنت أنها غير سعيدة بخطط فان غال ضامنة لمواقعها ولا غنى عنها مثل الحارس الإسباني ديفيد دي خيا، ومواطنه أندير هيرار، بالإضافة إلى المخضرم مايكل كاريك. لكن الأمور تبدو غامضة بالنسبة إلى الإسباني الدولي خوان ماتا، الذي سجل هدفا مهما ليونايتد في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي. ولا يتمتع ماتا صانع ألعاب يونايتد بعلاقة جيدة مع مورينهو منذ كان الاثنان في فريق تشيلسي، وقرر الأخير الاستغناء عن اللاعب في يناير (كانون الثاني) 2014. وسعى مورينهو منذ فترة طويلة لاستقدام ستونز من إيفرتون إلى تشيلسي، وما زال مهتما بضمه إلى يونايتد، ويواجه معركة من أجل اللاعب الدولي الإنجليزي مع مانشستر سيتي، وقد يصل سعر المدافع لنحو 40 مليون إسترليني. كما طلب يونايتد استفسارات من يوفنتوس بشأن شراء عقد المهاجم الإسباني موراتا، واستعادة بول بوغبا لاعب خط وسط مانشستر يونايتد السابق. ورغم الاعتراف بقدرات مورينهو فإن هناك من أبدى خشيته من أن تنعكس شخصيته النرجسية إلى هاجس لإدارة مانشستر يونايتد التي لا تتحمل أي إضرابات في النادي الذي يتمتع بسمعة قوية في أسواق المال. ويرى المنتقدون لمورينهو أن إقالة البرتغالي من تدريب تشيلسي بعد نحو 7 أشهر فقط على قيادته للظفر بلقب الدوري الممتاز، ترسخ على الأرجح سمعته مثل المدرب الذي يضمن تحقيق النجاح على المدى القصير دون أن يتمكن من ترك إرث له على المدى الطويل. فالمدرب البرتغالي الذي أطلق على نفسه «المدرب المميز» خلال فترة النجاحات الأولى في مسيرته، عاد إلى «ستامفورد بريدج» في يونيو (حزيران) 2013 بعد ثلاثة أعوام صعبة للغاية مع ريال مدريد الإسباني. وعندما عاد مجددا إلى النادي اللندني الذي أشرف عليه بين 2004 و2007، تحدث مورينهو عن رغبته في ترك إرث من خلال تشكيل فرق قادرة على تحقيق نجاحات متتالية، لكن مغامرته الثانية القصيرة لخصت مسيرته بأكملها: مرحلة تأقلم ثم موسم أو اثنين من النجاحات اللافتة، وبعدها ينهار كل شيء. وحول ذلك علق المدرب الإيطالي فابيو كابيللو قائلا: «مورينهو يحرق لاعبيه بعد عام ونصف أو عامين كحد أقصى.. لقد سمعنا هذا الأمر عندما كان في مدريد (مع ريال) ثم حصلنا على التأكيد في تشيلسي». لكن هؤلاء المنتقدين ليس بإمكانهم التشكيك في قدرات مورينهو الفنية، وأنه رجل يبحث دائما عن الانتصارات، ومشوار المدرب الذي لم يتجاوز الثالثة والخمسين ما زال مفتوحا لإضافة ألقاب جديدة إلى سجله الذي يتضمن حتى الآن ثمانية ألقاب في الدوري، وسبعة في الكأس واثنين في دوري أبطال أوروبا، لا يوجد أفضل من يونايتد ليحقق من خلاله المجد الكبير على غرار السير أليكس فيرغسون.