أنقرة رويترز قال رئيس وزراء تركيا الجديد بنعلي يلدريم أمس إن الأولوية القصوى لحكومته ستكون وضع دستور جديد بهدف تطبيق نظام رئاسي تنفيذي وهي خطوة تمنح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الصلاحيات الواسعة التي يسعى إليها منذ فترة طويلة. وقال يلدريم خلال مؤتمر خاص لحزب العدالة والتنمية الحاكم أمس، إنه سيستمر في قتال تنظيم داعش والمقاتلين الأكراد داخل البلاد وفي سوريا مشدداً على أن تغير القيادة لن يؤثرعلى الحملة العسكرية ضد المسلحين. وأضاف يلدريم «إن مشكلات هذه الأمة وحبها هما من مسؤولية الرئيس. الدستور الجديد سيكون من أجل نظام رئاسي تنفيذي». ويلدريم هو وزير النقل وحليف مقرب من إردوغان منذ أكثر من عقدين وكان المرشح الوحيد لرئاسة الحزب وبالتالي رئاسة الحكومة. وكان يلدريم وهو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية القوة الدافعة وراء مشاريع كبرى للبنى التحتية، تُعد من دعائم نجاحات الحزب الانتخابية خلال العقد الأول من توليه السلطة. ويرى إردوغان ومؤيدوه في الرئاسة التنفيذية المشابهة للنظام في الولايات والمتحدة وفرنسا ضمانة ضد السياسة الائتلافية الهشة التي أعاقت الحكومات في التسعينيات. ويعد بن علي يلديريم الذي انتخب أمس رئيساً للحزب الحاكم في تركيا وسيصبح بالتالي الرئيس المقبل للحكومة، من المقربين الاكثر وفاء للرئيس رجب طيب أردوغان الذي جعل منه أبرز المروجين لمشاريعه العملاقة للبنى التحتية. ودفع الخلاف بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته أحمد داود أوغلو والرئيس أردوغان، إلى الواجهة السياسية هذا الرجل المتحمس والدائم الابتسام، لكن الذي يفتقر إلى موهبة الخطابة. ويعد يلديريم (60 عاماً) وزير النقل والبحرية والاتصالات الذي يتحدر من عائلة متواضعة من اترزينجان (شرق)، من قدامى رفاق أردوغان ويرافقه منذ وصول الرئيس الحالي للدولة إلى بلدية إسطنبول في 1994. ويعد المراقبون أن مهمته الأساسية تقضي بتنفيذ مشروع تغيير الدستور الذي يرغب فيه أردوغان، لتحويل القسم الأكبر من الصلاحيات التنفيذية لرئيس الوزراء إلى الرئيس. وقال يلديريم في كلمته الأولى التي اعتبرت قسم ولاء، بعد إعلان انسحاب داود أوغلو في بداية مايو، في ملاطية (جنوب شرق) «والآن، سنقيم نظاماً رئاسياً». وفي المؤتمر السابق لحزب العدالة والتنمية في 2015، حصل هذا الرجل المعروف بشاربيه الكثين، على دعم أكثرية المندوبين، لكنه اضطر إلى التراجع عندما وقع اختيار أردوغان المنتخب حديثاً، على أحمد داود أوغلو. وأتاح له ولاؤه لاردوغان أن يحصل مراراً على مناصب بالغة الأهمية في إطار حزب العدالة والتنمية، وأن يتسلم في شكل شبه دائم منذ 2002 حقيبة النقل في الحكومة. وتأكيدا للثقة التي يوليه إياها الرئيس أردوغان، تولى يلديريم حتى الآن الإشراف على مشاريع البنى التحتية العملاقة، التي توجِّه إليها المعارضة والمدافعون عن البيئة انتقادات حادة، ويقولون إنها غيَّرت وجه تركيا ولاسيما إسطنبول.