×
محافظة الرياض

العاصمة تشهد القصاص من سعودي أنهى خلافه مع آخر برصاصات قاتلة

صورة الخبر

كلنا يفرح بيوم التخرج، وكلنا ينتظر هذا اليوم، حتى طالب الروضة اليوم أصبح يعيش هذه الفرحة التي تتوزع عليه أعواماً. هي تلك الفرحة التي نعايشها بكل ذراتنا، وتتقمص كل حواسنا حتى ليتذكر كل منا أنه حين مشى لمسرح التخرج بأن قدميه كانتا ترتجفان أو أنه يعيش حالة من الحلم. جميلة هي كلمات الوفاء لمن علمنا حين نسمعها تُردد جيلاً بعد جيل، وجميل حس الانتماء للوطن وواجب رد الجميل حين نقسم وحين نتطلع للمستقبل من أجل مستقبل الوطن. حفلات التخرج هي في ذاتها إحساس بتجديد الولاء والحب لأرض لم تبخل علينا بشيء وللقادة. والحق أن الوطن مهما أعطيناه لا نوفيه ولا ندرك ما يمكن أن يوازي ماقدمه لنا. منذ أيام كنا نحضر حفل تخرج مدرسة ثانوية، الطالبات يمشين بكل فخر واعتزاز ورغبة بالفرح لما تمنينه منذ 12 عاماً، فرحة تتوشحها دموع الفرح وأحاسيس الفراق في وقت واحد، لكن ما كان يزعجنا أن هؤلاء الطالبات واللواتي ينتمين لأسر وعوائل، كنّ بكامل زينتهن وهذا من حقهن في حفل نسائي، لكن المزعج والذي أصبح مباحاً لدى الكل هي حالة الهستيريا للتصوير ووضع كل شيء في نفس الوقت في وسائل التواصل الاجتماعي (حتى السناب لم يكن بعيداً). تنبهت الإدارة وتنبهت المديرة، لكن لا حياة لمن تنادي. كان أمراً مزعجاً أنك تفكر بأن إحدى بناتك لها صورة في هاتف إحداهن لا تعرف أين ستتداول أو لماذا التقطت في المقام الأول؟ إن كانت الأمهات حريصات على بنات غيرهن فكيف بالصديقات؟ ظاهرة إباحة كل شيء لاعتقادنا بأن الكل يستحق حسن الظن، ليس شيئاً صحياً، ففي مجتمع الطالبات كثيرة هي قصص الغضب التي تنفس عن تفشي الأسرار في السابق فما ظنكم بتفشي الصور اليوم، أصبح المجتمع موقوتاً، لا تأمن جانب أحد، لكن الطالبة نفسها لا تفكر أحياناً وقد تستنكر رأي الأهل في الرفض. أخذت أتساءل وقتها: هل هو خطأ الإدارة التي لم تمنع الهواتف من دخول الحفل، أم هو خطأ التربية التي لم تعزز قرار لا عند الطالبة، أم أنه أيضاً نحن والمجتمع الذي صارت فيه شريحة لا تنكر أو تخاف من شيء؟ تلك الحفلات وغيرها تحمل في ألبوماتها الكثير من المشاكل في المستقبل، والكثير من الخوف والتهديد إن لم أبالغ، فاليوم تغيرت الأوضاع وسهلت كثيراً طرق الانتشار، ولا عزاء لنا سوى أن نقول لأولياء الأمور: شددوا أكثر، وربوا في بناتكم فكرة رفض التصوير مع الكل وفي كل مقام. لسنا متواجدين في كل وقت، لكن الرقيب الداخلي يجب أن نربيه وبشدة حتى لا نندم غداً. كل عام وطالباتنا بخير ونجاح وحياتهن في ستر وأمان وقلوبهن في نقاء وعفة. مريم البلوشي mar_alblooshi@hotmail.com