معركة ترامب مع نيويورك تايمز حول المرأة «تجاوز الحدود: كيف كان دونالد ترامب يتصرف مع النساء بعيدًا عن الأماكن العامة». بهذا العنوان، صدرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية العريقة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وتحته تقرير طويل يتحدث عن تصرفات وأقوال وطلبات «غير لائقة»، وجدت الصحيفة أن الرجل كان يقوم بها على مدى أربعة عقود، وذلك من خلال مقابلات مع 50 امرأة، حسب ادعائها. عادت الصحيفة إلى البدايات في عام 1964 حيث التقت صديقا قديما لترامب، في مدرسة خاصة كانا فيها. كانت المدرسة خاصة للذكور فقط، وكان لا يُسمح بدخول البنات إليها إلا في مناسبات خاصة جدا وبأعذار محددة. «خلال مثل تلك المناسبات، كان ترامب يحرص على انتقاء أجمل النساء بشكلٍ ملحوظ»، يقول رفيقه: وقد كانت الظاهرة واضحة إلى درجة أن الطلاب قرروا أن يضعوا تحت صورته في الكتاب الدراسي الذي يصدر نهاية العام وصف: «رجل السيدات الجميلات». يستفيض التقرير المطول في الحديث عن تفاصيل يمكن لكل من سمع عن دونالد ترامب يومًا أن يتخيل مضمونها، لكن مايستحق التعليق هنا يتمثل في جملة دلالات تتعلق بالموضوع من عدة جوانب. وهي لا تعطي مؤشرات فقط عن الرجل أو حتى عن الحملة الانتخابية والنظام السياسي، وإنما أيضًا عن الحياة الأمريكية المعاصرة بتطوراتها الغريبة والمعقدة. ففي حين تصر الصحيفة العريقة، التي صدرت عام 1851، على دقة وصواب المعلومات الواردة في تقريرها، يبدو واضحًا أنها وقعت في فخ الإغراء الذي تفتح بابه مثل هذه الموضوعات في عالم الصحافة، لكنه حتى الآن يبدو محصورًا فيما يُسمى صحافة (التابلويد) أو الصحافة الصفراء التي تعتمد في انتشارها على الفضائح والقصص المثيرة، بغض النظر عن مصداقيتها المهنية ودقتها الموضوعية. رغم هذا، يُظهر رصد ساحة الإعلام في هذه البلاد بشكلٍ عام أن عالم الإثارة، بكل مقوماته، يضغط بشدة، حتى على الصحف التي تعتبر نفسها (رصينة) كما هو الحال مع نيويورك تايمز. فالإثارة تعني مزيدًا من المبيعات، وهذه تعني ارتفاع الدخل والأرباح بشكلٍ كبير. وفي عالمٍ تُعاني فيه الصحافة المكتوبة من تحدي الإعلام الإلكتروني، يبدو المسؤولون عن التحرير في وارد التغاضي عن مقتضيات المهنية الأصلية، استجابة لما يقولون أنه صراعٌ على البقاء. المفارقة أن الحادثة باتت فرصة لكل من يبحث عن الشهرة والانتشار، سواء من الأفراد العاديين أو وسائل الإعلام وقنواته. فمن ناحية، تبارت صحف أخرى في التنقيب داخل مضمون تقرير النيويورك تايمز للبحث عما يمكن أن يكون فيه من تلفيق أو أكاذيب وادعاءات. وفعلًا، عرضت مجلاتٌ وصحف من FORTUNE إلى Daily Mail البريطانية، وغيرها، ثغرات في التقرير دعتها إلى انتقاد الصحيفة النيويوركية بشكلٍ استعراضي أيضًا. ومن ناحيةٍ أخرى، ظهرت بعض النساء اللواتي وردت أسماؤهن في التقرير في منابر إعلامية مختلفة للحديث عن أن تصريحاتهن «تم انتقاؤها» من قبل الصحيفة أو أنها «وُضعت من خارج سياق المقابلات». هكذا، ومع قصص أخرى مثيرة للجدل عن رفض ترامب للتصريح عن حجم ثروته، عاشت البلاد ثلاثة أيام تؤكد الاعتقاد بأن مشهد الانتخابات لرئاسة أقوى بلدٍ في العالم بات جزءًا من منظومة ترفيه واستعراض تجري على امتداد عامٍ كامل كل أربع سنوات. هناك انتخابات أيضًا.. في السباق ويوم الثلاثاء الماضي، استفاقت أمريكا لتتذكر أن السباق الرئاسي يتضمن أيضًا انتخابات يختار فيها الناس مرشحيهم لمنصب الرئاسة. وفعلًا، ذهب الناخبون الديمقراطيون إلى مراكز الاقتراع في ولايتي أوريغون وكنتاكي، في حين جرت انتخابات للجمهوريين في الولاية الأولى فقط. في السباق الديمقراطي، فاز بيرني ساندرز في الولاية الأولى بنصيب 56% من الأصوات مقابل 44% لهيلاري كلينتون، متابعًا بذلك طريقه الصعب لما أصبح الهدف الرئيس لحملته، والمتمثل في فرض أجندة تقدمية على الحزب الديمقراطي خلال المؤتمر العام للحزب بعد أسابيع، وذلك من خلال العدد الوازن للمندوبين المؤيدين له نسبةً لما كان متوقعا في بداية السباق. أما كلينتون، فقد حالفها الحظ وفازت في الولاية الثانية بنسبة نصف نقطة مئوية، حيث حازت على 46.8% من الأصوات مقابل 46.3% ذهبت لساندرز. علما بأنها كانت في حاجة ملحة للفوز في هذ الولاية، على الأقل نفسيًا، خاصةً إذا تذكرنا أنها تفوقت على المرشح، وقتها، باراك أوباما، في هذه الولاية خلال السباق الانتخابي التمهيدي عام 2008 بنسبة 35%، وإذا علمنا أن عائلتها تمتلك جذورا سياسية قوية ومتشعبة في الولاية. والأرجح أن هذه الحقائق كانت وراء تأكيد ساندرز على استمراره في الحملة «حتى يتم احتساب آخر صوت في صناديق الاقتراع» مع نهاية السباق الانتخابي. ورغم أن ترامب فاز، بطبيعة الحال، في انتخابات أوريغون كونه المرشح الجمهوري الوحيد حاليًا، إلا أن من اللافت أنه حصل على 66% من الأصوات فقط، بينما توزعت 34% من الأصوات الباقية على المرشحين المنسحبين تيد كروز وجون كازاك. ولابد من وجود دلالة سياسية وراء تكبد 34% من الناخبين الجمهوريين عناء الذهاب إلى مراكز التصويت، وإصرارهم على إعطاء أصواتهم لمرشحين يعلمون تمامًا أنهم منسحبون، ورفضهم إعطاءها لترامب. الأمر الذي يوضح استمرار الانقسام بين الجمهوريين حول المرشح المثير للجدل. وهذا بدوره مايفسر اهتمامه هو بوضع كلينتون أمام ساندرز أكثر من سروره بفوزه، حيث غرد قائلًا: «هل تعتقدون أن العوجاء كلينتون ستحصل على الصفقة؟ إذا لم تستطع الفوز في كنتاكي [إلا بهذه الطريقة] فإن عليها الانسحاب من السباق، حقًا أنه نظامٌ مهترئ»، وذلك في إشارة إلى بعض تقارير تحدثت عن مخالفات تمت في انتخابات ولاية كنتاكي. فقد خرجت مسؤولة الولاية عن الانتخابات قبل انتهائها رسميًا، لتصرح على قناة CNN بأن كلينتون هي الفائزة «بشكل غير رسمي»، علمًا بأنها ووالدها من كبار مؤيدي كلينتون في الولاية. وباعتبار أن النتيجة لا تُعتمد نهائيًا حتى نهاية هذا الشهر فإن بإمكان حملة ساندرز طلب إعادة عد الأصوات، وهو ماصرح المتحدث باسمها أنه لم يؤخذ قرار بشأنه، مع كتابة هذا التقرير. استطلاع رأي هل يصوت الناخبون الأمريكان في هذا السباق فعلًا وفق رأيهم في برامج المرشحين؟ هذا سؤال يفرض نفسه بشكلٍ متزايد مع تكرار الظواهر التي تبين أن الموقف الشخصي من المرشحين يصبح، باضطراد، عاملًا رئيسًا في قرار كثير من الناخبين. فقد نشرت وكالة رويترز تقريرا عن استطلاع أجرته مع مؤسسة «إبسوس» وجدت فيه مفارقة غريبة، حيث أوضحت الأرقام أن نصف الناخبين الذين يؤيدون أحد المرشحين المحتملين بقوة، كلينتون وترامب، سيصوتون بشكلٍ أساسي لأحدهما فقط لمنع المرشح الآخر من الفوز، وأكثر من أن يحصل هذا محبةً بمن سيصوتون له أو تأييدًا لمواقفه وبرامجه السياسية. وإضافة إلى النتائج العملية الخطيرة التي ستنتج عن هذه الممارسة، فإن دلالاتها المتعلقة بمجمل النظام السياسي الأمريكي تحتاج لمزيد من التحليل والدراسة. لأن هذا يعني فيما يعنيه أن الناخب لم يعد يهتم بالبرامج السياسية، وهذا بدوره يُعفي الساسة من مسؤوليات كبرى في إطار دراسة وعرض السياسات التي تعود بالنفع على الشعب، ويحصر همهم في الحصول على رضا الناخبين من خلال الاستعراض الشخصي والدعاية والتهجم على الآخرين. فقد ذكر 47% من مؤيدي ترامب أن السبب الأساسي لتصويتهم له سيكون منع كلينتون من الفوز، وقال 43% إن السبب هو الإعجاب بمواقفه السياسية، وأخيرا ذكر 6% أنهم معجبون بالرجل شخصيا، وهذا سبب تأييدهم له. بالمقابل، قال 46% من مؤيدي كلينتون إنهم سيمنحونها أصواتهم لأنهم لا يستطيعون مجرد تخيل كون ترامب رئيسا لأمريكا. وفي حين ذكر 40% منهم أنهم معجبون بمواقفها السياسية، ذكر 11% أن الإعجاب الشخصي سيكون سبب التصويت لها. من هنا، نرى أن ناخِبَين اثنين من كل خمسة فقط مهتمون بالمواقف والبرامج السياسية للمرشح، في حين أن قرابة 60% منهم ستنتخب حُبًا في مرشح وكُرهًا في منافسه. وإن كان ثمة دلالة في الموضوع فإنها تتعلق بالانقسام الحاد المتزايد في أمريكا بين شرائح الناخبين، وبناءً على مواقف شخصية في كثير من الأحيان، هذا فضلًا عما يمكن أن نسميه «موت السياسة» التدريجي في منظومة سياسية، واقتصادية وإعلامية واجتماعية، يتصاعد احتفاؤها بالترفيه والإثارة وكل ماهو غريب وجديد في المجتمع، بغض النظر عن تفاهته وسطحيته. تحدي ساندرز: ثورة سياسية مع الجماهير في مقابل الواقع المذكور أعلاه، وبغض النظر عن مقتضيات الواقعية السياسية وحساباتها التي تظهر بأن كلينتون ستفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، وبأن الاحتمال قوي فعلًا بأن تصل إلى البيت الأبيض نهاية المطاف، تزداد العلامات على احتمال ولادة تيار سياسي أمريكي جديد، قد تكون الانتخابات الراهنة بكل تناقضاتها وغرائبها، الرحِم الطبيعية له. فتحت عنوان «نداء إلى قمة شعبية: بناء ثورة سياسية»، تتعاون مجموعة من المنظمات السياسية والحقوقية في أمريكا لعقد مؤتمر شعبي ضخم بتاريخ 17 – 19 يونيو / حزيران المقبل، في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي. وفق المنظمين، الذين يُعتبر المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز وحملته، في مقدمتهم: «بين يومي 17 – 19 يونيو المقبل، وفي مدينة شيكاغو، بعد انتهاء موسم الانتخابات التمهيدية، وقبل انعقاد المؤتمرات القومية للحزبين، نهدف لجمع نشطاء ملتزمين بأجندة مختلفة: أجندة للجماهير يمكن لها أن تطور الحملات الانتخابية وتمد آفاقها، وأن تضع كل الساسة المنتخَبين أمام مسؤولياتهم تجاه مطالب جماهيرية تتعلق بالعدالة والمساواة والحرية». وفي التفاصيل، تتحدث الدعوة للحدث عن نية حاضريه التأكيد على جملة من الأهداف السياسية الواردة تقريبًا بأسرها في البرنامج الانتخابي للمرشح ساندرز، وذلك في إشارة واضحة إلى نيته شخصيًا، ونيه مؤيديه الذين يشكلون نسبة لم يعد بالإمكان الاستهانة بها من الناخبين، خاصة الشباب، على توظيف جهود الرجل ومناصريه خلال الأشهر الطويلة الماضية، بحيث لاتختفي نهائيًا بعد انتهاء مؤتمر الحزب الديمقراطي لانتخاب مرشحه للرئاسة. على العكس من ذلك، ينوي هؤلاء، وبجهود تستحق المتابعة، تحويل برنامج ساندرز الانتخابي، والجدل الذي أثاره، إلى مايهدفون أن يكون نواة ثورة سياسية في النظام الأمريكي الذي لاتنفك معايبه تظهر بشكلٍ متتابع. «سنتحرك في شيكاغو عمليًا ضد قوة المال الكبرى ومنظومتها، وهي منظومة سياسية تزيد من قوة ونفوذ الأغنياء والشركات على حساب الجماهير». يقول بيان الدعوة للحث، وفيما قد يكون تذكيرًا بحملات الشباب الأمريكي في الستينيات ضد المنظومة السياسية يومذاك، يتابع البيان قائلًا: «سنحتفل أيضا بالموسيقى وفي أجواء احتفالية ثورية بهيجة. وسنخطط لكيفية تحريك أجندة الجماهير على المستويات المحلية والقومية، والمساعدة على بناء حركة شعبية واسعة لأجل الناس ولأجل هذا الكوكب». ثمة أملٌ يلوح في أمريكا، للبعض على الأقل، من وراء مثل هذه المبادرات، وهناك آخرون ممن يعتقد أنها نافذة ضوء لم يكن لها أن تنفتح لولا ظلمة الوضع الراهن للنظام السياسي. هل تتمكن هذه الشريحة المفعمة بالحماسة في المجتمع الأمريكي من تحقيق حلمها، وهو في الحقيقة حلمٌ أمريكي عام؟ يبقى الجواب رهينة التاريخ والقادم من الأيام. كما هو عليه الحال في الإعلام الأمريكي، وخاصةً صناعة الترفيه فيه، وربما في الحياة الأمريكية بشكلٍ متصاعد، كان الأسبوع الماضي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التمهيدية حافلًا بالموضوعات المثيرة: المال، المرأة، الجنس، النفوذ والقوة. وبما أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب أصبح مالئ الدنيا وشاغل الناس في أمريكا هذه الأيام، كان طبيعيًا أن تتمحور القضايا المتعلقة بتلك الموضوعات حوله شخصيًا لحدٍ كبير. الدين والسياسة في الانتخابات الأمريكية: غرائب وازدواجية مقاييس مهما قيل عن «علمانية» أمريكا، ودرجة الفصل فيها بين السياسة والدين، يبدو الكلام دائمًا أقرب إلى التنظير الفارغ منه إلى حقيقة مايجري في هذا البلد. وإذ تبدو العلاقة بين الدين والسياسة واضحة في كثيرٍ من جوانب الحملة الانتخابية الرئاسية التمهيدية، فإنها تبدو أوضح في إشارات وقصص غريبة حول علاقة المرشحين مع الدين والتواصل مع الإله. يحصل هذا كثيرًا من جانب الجمهوريين الذين يدعون القرب من الدين والله، وأحيانًا إلى درجة غريبة. فالعالم يذكر تصريحات جورج بوش الابن التي قال فيها حرفيا: «لقد طلب مني الله أن أنهي الاستبداد في العراق». ومؤخرًا أكثر، منذ شهور، روى رافائيل كروز، والد المرشح السابق تيد كروز قصةً ذكر أنها سبب قرار ابنه لترشيح نفسه للرئاسة. القصة طويلة، وأوردتها بالتفصيل مجلة Mother Jones الشهيرة، لكن ملخصها يكمن في أن العائلة كانت في كنيسة تطلب العون من الله بخصوص القرار. وبعد ساعة، لاحظ الحضور هالة من الضوء حول زوجة كروز الإبن، هيدي، والتي سمعت خلال تلك اللحظة صوتًا يقول لها: «أقصد وجه الله وسيكفيك بعونه»! ووسط دموع الحاضرين، حسب الرواية، قرر تيد كروز الترشح لمنصب الرئاسة في تلك اللحظة قائلًا: «كن معي واستخدمني يا إلهي. أنا أستسلم لمشيئتك ولكل ماتريده». ويختم كروز الوالد الرواية بأن الجميع اتفقوا أن تلك اللحظة كانت بمثابة الضوء الأخضر من الله لخوض المنافسة الرئاسية. الطريف في الموضوع أن الديمقراطيين أقل اهتمامًا بالموضوع وحديثا عنه في العادة، لكن بعضهم يبدو مقتنعًا أن ثمة أهمية للأمر في أوساط الناخبين، بحيث لايمكن تجاهله كليًا. من هنا، كتبت الإعلامية وأستاذة التاريخ، كاتي هالبر، تحليلًا في موقع RAWSTORY التقدمي، حاولت أن تثبت فيه أن المرشح الديمقراطي اليهودي بيرني ساندرز هو أكثر قربًا للمسيح عليه السلام وتعاليمه من دونالد ترامب، المرشح الجمهوري الذي يدعي أنه مسيحيٌ مخلص. في هذا التقرير ذكرت الكاتبة ست نقاط، استخدمت فيها شواهد من أقوال وأفعال الرجلين، استخلصت منها أن ساندرز أقربُ بكثير لتعاليم المسيح من ترامب، وتتمثل في: حب السلام والدعوة إليه، التحريض على العنف، القتل، الطمع، العدالة والمساواة، تمثل القيم الحقيقية للدين. وفي مقال ساخر في بداية السباق الانتخابي، أحصت الإعلامية صوفيا تيسفي، في مجلة SALON، ستة مرشحين جمهوريين آخرين، ذكرت تفاصيل عن روايات لهم تؤكد بأن ترشيح أنفسهم للرئاسة لم يكن مبنيًا على حسابات سياسية، وإنما على «أمرٍ مقدس من السماء». وحتى عندما أوقف المرشح الجمهوري جون كازاك حملته الانتخابية منذ أسابيع برر الأمر بقوله: «أعتقد أن هناك خطة إلهية ما تتعلق بي». أغرب مافي الأمر، على المستوى الإنساني، أن المثقفين والأكاديميين والعقلاء في أمريكا لايرفعون أصواتهم في معرض الانتقاد للمفارقة الصارخة بين هذه الظواهر من ناحية، والاتهامات العامة والعشوائية للمسلمين والعرب بأنهم بعيدون عن المنطق والعقل ومأخوذون بالظواهر الغيبية الخارقة، إلى غيرها من الاتهامات ذات العلاقة. ويبدو هذا المشهد بأسره جزءًا من مرضٍ حضاري كبير يبقى مُهمشًا رغم كل العوارض الواضحة فيه، تحديدا خلال الانتخابات الأمريكية. المزيد من الصور :