تابع الرأي العام العربي والدولي تماما كما تابع المجتمع السعودي الحوار الذي بثته قناة العربية أخيرا مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي استعرض فيه رؤية المملكة الاستشرافية للسنوات الـ15 المقبلة، وقد اتسم حديث سموه بوضوح الرؤية والحنكة والدراية العميقة لمختلف حيثيات المشهد الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، كما اتسم بالأريحية والتواضع وعدم التكلف والتصنع، وقبل كل ذلك اتسم بالصدق والمصداقية والصراحة والصرامة. لا شك أن حديث سموه بهر المتابعين، خاصة المتخصصين في الشأن الاقتصادي والاستراتيجي لما أظهره من قدرة فائقة على شرح وتبسيط المصطلحات الاقتصادية وما أبداه من إدراك واستيعاب لحيثيات تلك البنود والنظريات الاقتصادية. رؤية الأمير الاستراتيجية الواعدة لتطوير خدمات الحج والعمرة التي تقدمها المملكة مشكورة بكل إخلاص وتفان لضيوف الرحمن من شتى بقاع الأرض، فهي لعمري رؤية تستحق التنويه والإشادة من جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. الرؤية الاستراتيجية للملكة العربية السعودية التي استعرضها ولي ولي العهد محمد بن سلمان تؤكد حقيقة جديدة ماثلة للعيان وصامدة أمام التحديات، فحواها أن المملكة التي تقود اليوم عدة تحالفات عربية وإسلامية للتصدي لأعداء الأمة مهما وحيثما كانوا، تدشن اليوم مرحلة جديدة من تاريخها تراجع فيها كل أوراق الماضي وتسعى للريادة الاقتصادية والتنموية في المنطقة والعالم وتسعى بكل مواردها وتجاربها السياسية وما كنيزماتها الدبلوماسية الهادئة والرزينة لتحويل الرياض إلى وجهة العالم السياسية والاقتصادية تماما، كما تمثل مكة المكرمة وجهة أكثر من مليار مسلم من سكان هذا العالم المتسارع التحولات والتطورات. ولا شك أن الدور المحوري والفعال الذي تبذله المملكة العربية السعودية في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي خاصة في دعم القضايا العربية والإسلامية التي تأتي "عاصفة الحزم والعزم" نصرة للشعب اليمني الشقيق وتقليم أظافر الوجود الإيراني الخطير في العالم العربي والإسلامي، ومحاربة الإرهاب بكل مظاهره، فضلا عن الدعم التنموي والاقتصادي والخيري والإنساني الذي وصل مختلف البلدان العربية والإسلامية، كل ذلك يشكل حضورا والتزاما سعوديا قويا بقضايا الأمة، الأمر الذي يستوجب من نخب الأمة بمختلف مشاربهم ومواقعهم ومواقفهم دعم المشروع العروبي الإسلامي والتنموي الذي تبشر به السعودية اليوم وتسخر جميع إمكاناتها لبلوغ مراميها ومقاصدها النبيلة. ويؤكد الأمير الشاب محمد بن سلمان من خلال إشرافه الميداني على رسم بصمات وملامح التوجه السعودي الجديد أنه الرقم الصعب والعنصر الأبرز في المعادلة الجديدة، وفقك الله أيها الأمير ودمت فخرا وذخرا لشعبك وأمتك.