عقد كبار المسؤولين الماليين في دول مجموعة السبع في اليابان أمس، اجتماعات متواصلة بحثوا خلالها سبل إعادة تحريك النمو العالمي المتباطئ، كما تطرقوا إلى مسألة التقلبات الأخيرة في أسواق الصرف. وكانت مسألة إيجاد التوازن الصحيح بين سياسة نقدية متساهلة وسياسة إنعاش مالي في قلب المباحثات حول الجهود المطلوبة من كل من الدول الصناعية الكبرى السبع، إلى جانب مسألة الاصلاحات الهيكلية الضرورية لضمان نمو مستدام. باشر وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في اليابان، الدولة المضيفة للاجتماع، والولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا وإيطاليا وكندا، وكذلك المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد وحاكم البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي، مداولاتهم أمس، بالاستماع في جلسة مغلقة لتحليلات سبعة من كبار خبراء الاقتصاد. وسعى المسؤولون الماليون المجتمعون في آكيو، المنتجع الصغير في منطقة سنداي بشمال شرق اليابان، إلى إبعاد مخاطر قيام حرب عملات حركتها اليابان مؤخراً، إذ لوّحت بإمكانية التدخل في أسواق الصرف حيال ارتفاع الين الذي يضعف قدرة اقتصادها على المنافسة. سلاح أسعار الصرف واستبعد وزير المالية الفرنسي ميشال سابان منذ عشية الاجتماع أية إمكانية بأن يستخدم أي من البلدان سلاح أسعار الصرف لإعطاء اقتصاده ميزة تنافسية على الدول الاخرى، مؤكداً أنه لن تكون هناك حرب عملات. كما يتضمن جدول أعمال الاجتماعات مسألة التهرب الضريبي التي حركتها مؤخراً فضيحة أوراق بنما. وتعتزم مجموعة السبع بهذا الصدد تأييد الإعلان الصادر في منتصف إبريل/نيسان عن اجتماع المسؤولين الماليين لدول مجموعة العشرين التي تضم إلى الدول السبع كبرى الدول الناشئة. وكان اجتماع مجموعة العشرين المالي المنعقد في واشنطن أكد مرة جديدة على أولوية الشفافية المالية. روسيا والمجموعة وقال مسؤول بارز في الحكومة الألمانية إن مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى ليست بصدد إعادة انضمام روسيا للمجموعة. وجرى تعليق عضوية موسكو في مجموعة الثماني في 2014 بعدما غزت القوات الروسية شبه جزيرة القرم الأوكرانية وقامت بضمها. وقال المسؤول الحكومي الألماني أيضاً إن برلين تتوقع أن تناقش قمة زعماء الدول السبع في اليابان الأسبوع المقبل العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية. وأضاف المسؤول إن تمديد هذه العقوبات أو رفعها يرتبط بتطبيق اتفاق مينسك للسلام ومن ثم تعاون موسكو في جهود إنهاء الأزمة الأوكرانية. وأشار إلى أن برلين لا تتوقع ذكر أي دعوة لتمديد العقوبات المفروضة على روسيا في بيان مجموعة السبع الذي يصدر في ختام الاجتماع. تفاؤل أكثر أما وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله فقد قال إن مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى باتت أكثر تفاؤلا من ذي قبل بشأن النمو الاقتصادي العالمي. وقال شيوبله بعد الجولة الأولى من المباحثات خلال اجتماع لوزراء مالية دول مجموعة السبع في سينداي اتفقنا على أن المناخ الاقتصادي العالمي أفضل مما كان يخشاه بعضهم قبل أشهر قليلة. وأضاف إن بلاده أمامها فرصة متنامية للمناورة المالية وقال إنه يؤيد استخدام ذلك في الفترة التشريعية التالية. خطة عمل ومن غير المتوقع صدور أي إعلان مشترك حول جميع نقاط البحث عند اختتام الاجتماع اليوم، غير أنه سيتم إصدار خطة عمل لمكافحة تمويل الإرهاب التي جرى تكثيفها إثر اعتداءات باريس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني. كما أن الوضع في اليونان سيفرض نفسه في المباحثات التي يشارك فيها المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي، ولو أنه غير مطروح على البرنامج الرسمي للاجتماع. وشدد صندوق النقد الدولي الخميس الضغط على الأوروبيين إذ حضهم على منح اليونان فترة سماح طويلة في تسديد ديونها، وتجنيب هذا البلد تدابير تقشف جديدة. (أ.ف.ب)