كما بُعثت الرسالات السماوية لإخلاص العبادة، أرسلت لتهذيب التربية بين العباد. فكانت تعاليم وتصرفات الأنبياء تمام القيم وعظيمَ الشمائل. لو تدبر المسلم ما ورد من قصص أنبياءِ القرآن وأقوالهم وتصاريفهم مع أمَمِهم وأتباعهم ومُخالفيهم وحتى أعدائهم لَوجد الجمالَ مع الكمال. مواقفُهم عِبَر..كلامُهم درر. اللّينُ في موضِعه، والشدةُ بمكانها. الحلْمُ في صورتِه، والعقابُ باستحقاقه. لا غَرْوَ أن ينقل القرآن من سِيَرِهم الشَتّى ما يبتغيه منهجاً لمُؤمنِيه لاختلاف طبائعهم وأوطانهم وأعراقهم وعصورهم. فلْنقتبسْ منهم بقَبَسٍ..حكّاماً في سَوْسِ الرعية..ومحكومينَ في إصلاح حياتنا وأحوالنا.