استعرض الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، أمس الجمعة قوته الجماهيرية، رفضا للعقوبات ومتحديًا المجتمع الدولي الذي يعتزم فرض عقوبات عليه وعلى اثنين من قيادات الحوثيين، فيما لا تزال جماعة الحوثي تتوسع باليمن تحت ذريعة محاربة تنظيم القاعدة، من جهتها أكدت مصادر سياسية لـ»المدينة» أن الرئيس اليمني منصور هادي استكمل مع مستشاريه وقادة القوى السياسية المشاورات بشأن تسمية المرشحين للحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة، بناء على الاتفاق الذي وقعته مختلف المكونات والأحزاب السياسية اليمنية السبت الماضي، والقاضي بتفويض الرئيس هادي رئيس الوزراء المكلف خالد محفوظ بحاح، بتشكيل حكومة كفاءات وطنية، وفقًا للمعايير المتفق عليها في وثيقة السلم والشراكة الوطنية، مشيرة إلى أن إعلان التشكيلة الحكومية يتوقع أن يعلن خلال ساعات. وقتل ليلة أمس، 15 مسلحًا حوثيًا في هجوم لمسلحي القبائل بمنطقة رداع التابعة لمحافظة البيضاء وسط اليمن، فيما قالت مصادر محلية لـ»المدينة»: إن مسلحي الجماعة يتوسعون في بلدات تعز، حيث أكدت المصادر أن الجماعة سيطرت أمس بالكامل على بلدة الخوخة الساحلية (السياحية) آخر مناطق محافظة الحديدة، والقريبة من مديريات شرعب المحيطة بالجهة الشمالية الغربية لمدينة تعز. إلى ذلك، احتشد أمس عشرات الآلاف من أنصار الرئيس السابق (صالح) في العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية، في مظاهرات ومسيرات أطلق عليها جمعة «رفض الوصاية» على اليمن، فيما نددت اللجنة الشعبية التي شكلها أنصار صالح ما أسمتها بتهديدات السفير الأمريكي بصنعاء لصالح، بفرض عقوبات دولية عليه من قبل مجلس الأمن الدولي، وبناء على طلب من لجنة العقوبات الخاصة باليمن التي كان قد شكلها المجلس في شهر فبراير الماضي. وأعلنت اللجنة الشعبية للتصدي للهيمنة الخارجية -أنصار صالح- في بيان صادر عن التظاهرات أمس، أنها ستتابع المستجدات والتطورات المتعلقة بالتهديد والتلويح بفرض عقوبات على مواطنين يمنيين، مؤكدة أنه في حال تنفيذ هذه التهديدات فإنها ستتخذ إجراءات تصعيدية شعبية سيتم الإعلان عن زمانها ومكانها وأهدافها في الوقت المناسب، معلنة رفضها المطلق لكل محاولات التهديد بالعقوبات أو التلويح بها. واعتبر البيان تهديدات السفير الأمريكي لصالح تصرفًا غير مقبول، وطالب الحكومة اليمنية ووزارة الخارجية ومؤسسة الرئاسة باتخاذ موقف حاسم ضد هذا التصرف الذي يمثل خرقًا لكل الأعراف الدبلوماسية، ودعا بيان التظاهرات كافة الجهات الرسمية والأطراف السياسية وقوى المجتمع المدني إلى رفض التهديدات الأجنبية ضد المواطنين اليمنيين أو محاولة استخدام مجلس الأمن عصا مسلطة لتمرير أهداف ومشروعات يراد منها تنفيذ أجندات ومخططات تستهدف أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلمه الاجتماعي وتسعى لإدخاله في آتون صراعات ذات أبعاد طائفية ومذهبية ومناطقية مدمرة. وأدى أنصار صالح صلاة الجمعة في ميدان التحرير، وسط العاصمة صنعاء، ثم توجهت في مسيرة إلى منزل صالح بحي الكميم، لإعلان موقفها الرافض للتهديد بالعقوبات، وتنديدًا بتهديدات السفير الأمريكي في اليمن، كما خرجت مسيرة مماثلة في مدينتي إب وتعز تستنكر تهديدات السفير الأمريكي لصالح وترفض قرارات العقوبات عليه. من جهتها، قالت مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة صنعاء: إن مندوبي فرنسا وروسيا بمجلس الأمن تقدما بمذكرة طلب إلى المجلس بضم اللواء علي محسن الأحمر والقيادي في حزب الاصلاح والزعيم القبلي حميد الأحمر إلى قائمة الأسماء الثلاثة المطروحة لفرض عقوبات أممية عليهم. وقال مصدر أممي: إن مندوب فرنسا انضم إلى مندوبي كل من روسيا والصين في إبداء بعض الملاحظات على الرسالة الأميركية، لكن لم يُعرف حتى الآن ما إذا كانت أي من هذه الدول ستبدي اعتراضًا رسميًا على العقوبات أم لا، ووفقاً للمصدر، فإن روسيا وفرنسا اقترحتا إدراج أسماء إضافية في اللائحة جميعها من خصوم صالح، مثل اللواء علي محسن الأحمر ورجل الأعمال حميد الأحمر والشيخ عبدالمجيد الزنداني فاعترضت الولايات المتحدة على ذلك، موضحة أنها قدمت حيثيات مشفوعة بالأدلة للأسباب التي دفعتها لاختيار صالح إلى جانب اثنين آخرين من قيادات جماعة «أنصار الله»، كما أشارت إلى أنه «بإمكان الدول الأخرى أن تفعل الأمر نفسه مع أشخاص أو كيانات أخرى لاحقًا، وليس بالضرورة في هذه الآونة ضمن الأسماء المقترحة من واشنطن». المزيد من الصور :