×
محافظة المنطقة الشرقية

الزفين يقوم بنزول ميداني في مواقف حضانة بونتيسال

صورة الخبر

حوار - سميح الكايد: أكد الدكتور عزت شاهين عضو مجلس الإدارة والمنسق الدبلوماسي في هيئة الإغاثة الإنسانية بالجمهورية التركية أن قطر تعمل بشكل مكثف وكبير لخدمة ورعاية الإنسان ومساعدته في مختلف المحن الناجمة عن الكوارث الطبيعية والإنسانية، منوهاً في هذا الصدد بجهودها في خدمة وتمويل العمل الإنساني والإغاثة في جميع أنحاء العالم. وقال في حوار مع الراية إنّ مؤتمر الدوحة الخاص باجتماعات المجلس الإسلامي للمؤسسات المانحة بمنظمة التعاون الإسلامي يعد الأهم والأكبر في الإعداد للعمل الإنساني والخيري، وعلى الرغم من حداثته، إلا أنه اتسم بالقوة والإعداد المتميز والإدارة النوعية. وشدد على قوة ومتانة العلاقات القطرية التركية، التي قال إنها متميزة إلى حد أنها باتت تُشكل نموذجاً يحتذى في مسارات العلاقات الدولية، كما أن هذا الواقع المتميز لعلاقات البلدين مبني على عدة معطيات، منها حرص البلدين على التراث الإسلامي مع الأخذ بمعطيات العصر الحديث واتباع البلدين سياسات متوازنة قائمة على المصداقية والواقعية والاحترام المتبادل مع الآخر، فضلاً عن دعم البلدين لكافة القضايا الإنسانية والإسلامية والعربية من أجل خدمة البشرية، وهناك تماثل في الرؤى إزاء العديد من القضايا السياسية. وأكّد أن قطر دولة ديمقراطية تحرص في سياستها على محاور هامة تُشكل بناء قوياً في أساسات الدولة المعاصرة وهي حرصها على بناء الإنسان وتجسيد حقوقه واتباعها سياسة إقليمية ودولية متوازنة وشفافة قائمة على الواقعية والمصداقية، إضافة إلى أن قطر بلد يحافظ على دينه وتراثه وحضارته مع العمل وفقاً لمعطيات العصر الحديث، وهذه الأمور تتجسد بشكل كبير وقوي في تركيا، الأمر الذي يُشكل نقطة تلاقٍ مهمة في مسار الدولتين.. وإلى تفاصيل الحوار: > بدايةً.. هل لك أن تطلعنا على هوية هيئة الإغاثة الإنسانية التركية ؟. - هناك رابطة لتنفيذ الأعمال الخيرية والإنسانية التي تقوم بها الجمعيات الإسلامية مثل القسم الإنساني في منظمة التعاون الإسلامي.. ونحن ماهرون في جمع التبرعات، لكن جميع الأطراف فشلت في التنسيق فيما بينها، ولذلك قامت مظلات أخرى بهذا العمل مثل الأمم المتحدة.. فنحن لدينا القدرة والكوادر البشرية لإدارة وتنسيق الأموال الخيرية. > وكيف تنظرون إلى ولادة المجلس الإسلامي بالدوحة ؟. - بداية لا بد من القول إن مؤتمر الدوحة الخاص باجتماعات المجلس الإسلامي للمؤسسات المانحة بمنظمة التعاون الإسلامي يعد الأهم والأكبر في الإعداد للعمل الإنساني والخيري رغم حداثته، إلا أنه يتسم بالقوة والإعداد المتميز والإدارة النوعية. > وهل تعولون على اجتماعات المجلس الإسلامي الحديث ؟. - هناك أمل كبير في أن تصل اجتماعات الدوحة إلى نتائج عملية كبيرة من أجل خدمة وتمويل العمل الإنساني والإغاثة في جميع أنحاء العالم، ونأمل أن تترجم القرارات إلى واقع عملي فعال، وهذا أمر أكاد أجزم أنه واقع من أجل العمل الموحد والتعاون المشترك لخدمة الإنسانية في العالم الإسلامي وغيره من الدول، وهذا سوف يساعد على خدمة العمل الجماعي وتوحيد الجهود في هذا السياق. > وكيف تنظرون إلى مواقف قطر الإنسانية حول العالم ؟. - لا شك أن أحداً لا يستطيع القول سوى أن قطر تعمل بشكل مكثف وكبير لخدمة ورعاية الإنسان ومساعدته في مختلف المحن الناجمة عن الكوارث الطبيعية والإنسانية.. مواقف قطر الإنسانية طالت معظم مناطق العالم عبر أيادي الخير الممتدة نحو مساعدة الإنسانية. > وهل لك أن تصف لنا رؤيتك لماهية العلاقات القطرية التركية ؟. - في الواقع علاقات البلدين الشقيقين متميزة إلى حد أنها باتت تُشكل نموذجاً يحتذى في مسارات العلاقات الدولية، كما أن هذا الواقع المتميز لعلاقات البلدين مبني على عدة معطيات، منها حرص البلدين على التراث الإسلامي مع الأخذ بمعطيات العصر الحديث واتباع البلدين سياسات متوازنة قائمة على المصداقية والواقعية والاحترام المتبادل مع الآخر، إضافة إلى أن البلدين يدعمان بشكل لافت كافة القضايا الإنسانية والإسلامية والعربية من أجل خدمة البشرية، وهناك تماثل في الرؤى إزاء العديد من القضايا السياسية.. قطر دولة ديمقراطية تحرص في سياستها على محاور هامة تُشكل بناء قوياً في أساسات الدولة المعاصرة وهي: حرصها على بناء الإنسان، وتجسيد حقوقه واتباعها سياسة إقليمية ودولية متوازنة وشفافة قائمة على الواقعية والمصداقية، إضافة إلى ذلك قطر بلد يحافظ على دينه وتراثه وحضارته مع العمل وفقاً لمعطيات العصر الحديث، وهذه الأمور تتجسد بشكل كبير وقوي في تركيا، الأمر الذي يشكل نقطة تلاقٍ مهمة في مسار الدولتين. > وما هي أسباب تعثر جهود الإغاثة أحياناً في العالم الإسلامي ؟. - فشلت جهود الإغاثة في العالم الإسلامي، وهذا يرجع لسببين: نقص في إدارة التمويل والتنفيذ في المنظمات الإنسانية الإسلامية، والاحتياجات ونسبة الفقر بالدول الإسلامية أكبر من قدرات الممولين بسبب الصراعات وسوء الإدارة والجهل والخلافات بين المسلمين، فأكبر نسبة من النازحين والفقراء والأيتام والمظلومين من المسلمين. >هل ترى أن الجمعيات الخيرية الإسلامية تعمل على الوجه الأكمل ؟. - هناك جهود كبيرة من الجمعيات الخيرية في كل مكان، لكن المطلوب أكبر بكثير، وأنا أتذكر مثلاً أننا أرسلنا شاحنة طحين إلى منطقة حلب السورية، وفوجئنا أنها تكفي ليوم واحد، وهذا يترجم أن الحاجات ضخمة للغاية وأكبر من قدرات المانحين والممولين، لهذا نحن نبني أملاً على اجتماعات الدوحة لتقديم خطوات عملية جيدة عبر المجلس الجديد من شأنها خدمة هذا الأمر وتعوض النقص والاحتياج في الحاجات والقدرات، وهدفنا إعطاء الناس الأمل بتوفير حياة كريمة لهم، والضغط على المانحين كي يقدموا المزيد من التبرعات والخدمات، علاوة على حث السياسيين في العالم حتى لا يتركوا الشعوب الفقيرة والمحتاجة وحدها بدون دعم. > لماذا في تقديركم العالم الإسلامي الأكثر احتياجاً مقارنة بدول العالم ؟. - الاحتياج في العالم الإسلامي في أغلبه بسبب الكوارث الإنسانية والسياسية وليس بسبب الكوارث الطبيعية، ولهذا تعمل الجمعيات الخيرية على حل النتائج وليس الأسباب، وهذا ما تملكه تلك المنظمات، فبدون حل الأزمات السياسية وإزالة أسباب الصراعات، فلا سبيل لوقف معاناة الشعوب المتضررة في المستقبل القريب. > كيف تنسقون عملكم لإيصال المساعدات للشعب السوري ؟. - نحن نعمل الآن كجسر بين 100 جمعية وجهة مانحة وبين جمعيات خيرية في الداخل السوري، وهناك مراكز للتنسيق في الريحانية، وكيلس، وشندوفة، علاوة على باب الهوى وباب السلام .. واستطعنا من خلال هذا التنسيق أن نمد 150 مخيماً للنازحين في الداخل بالحاجات والإمدادات اللازمة لمعيشتهم، علاوة على أننا قمنا ببناء بيوت ومستشفيات في بعض من هذه المخيمات، والحقيقة فإن إيصال المساعدات للأماكن التي تسيطر عليها قوات المعارضة أسهل من تلك التي يحكمها النظام، ومع ذلك استطعنا إيصال مساعدات في العديد من المدن ومنها الغوطة وحمص ودمشق ومضايا وغيرها من الأماكن. > وما هي الأمور التي تركزون عليها في تقديم المساعدات لسوريا ؟. - نركز على إيصال المساعدات في الداخل السوري ونرى أن هذا أهم وهنا نركز على شيئين الأمن والمعيشة، والناس الذين في الداخل فقدوا الأمن والمعيشة، والذين دخلوا تركيا نالوا الأمن، أما الذين ذهبوا إلى أوروبا حصلوا على الأمن والمعيشة معاً، ولهذا صرنا جسراً بين المانحين والشعب السوري في الداخل، وأظن أن تلك مهمة صعبة. > وماهي طبيعة المشاكل التي تواجهونها في مجال عملكم ؟. - هناك تقارير مغلوطة تفيد بأن بعض المساعدات تقدم إلى منظمات متطرفة، وأظن أن هذه التقارير المقصود من وراءها تشويه العمل الإنساني المجرد، فالذي يقتل الشعب يرفض أن نقدم له يد العون والمساعدة، وهذه الاتهامات غير صحيحة وغير منطقية، وأقول لكل من يدعي هذا أن يدخل معنا في سوريا ويرى بنفسه ماذا نفعل هناك، وأزيد على ذلك بالقول إننا نعمل كذلك في اليمن وفلسطين والعراق وميانمار، وكل الأماكن التي بها أزمات ولا نغفل أن المشاكل التي تواجه عملنا متنوعة من مكان لآخر، في فلسطين مثلاً هناك احتلال والتنقل عبر الحواجز صعب وفي اليمن هناك كمائن الحوثيين وغيرها من المشاكل ولكننا بعون الله نتغلب عليها كلها عموماً. > وهل هناك بواعث سياسية وراء عملكم أم أنه محض إنساني ؟. - في أي ثورة هناك طرف يعمل من خلال السلاح، وآخر يقدم المساعدات والعون والغوث، ونحن نعمل مع الجهات الإنسانية العالمية والإقليمية، وهدفنا الأساسي تخفيف الصراع بين المتنازعين والمتحاربين، لأن الصراع لن يفيد في بناء المجتمعات، ونحن نحترم الثورة في سوريا، لكننا لسنا على علاقة مع الثوار والمقاومة، فعملنا إنساني محض، وليس لنا بواعث سياسية فعملنا في الجمعيات الإنسانية هدفه الحفاظ على حياة وكرامة الشعوب والدفاع عن حقوقها وإيصال المساعدات إلى كل المحتاجين داخل سوريا.. وهذا واجب كل المنظمات الإنسانية، وعندما بدأت الحرب ضد الإرهاب اختلطت الأمور لدرجة أن البعض يظن أن كل من يدخل سوريا هو إرهابي أو على علاقة بمنظمات مسلحة، والواقع في الداخل السوري سيئ للغاية، فهناك من بدأ يأكل القطط والكلاب من شدة الجوع. > وما هي أهداف قمة إسطنبول الإنسانية العالمية؟. - ستقوم الأمم المتحدة برعاية القمة الإنسانية العالمية الأولى الشهر الجاري في إسطنبول، ومن المنتظر أن تركز القمة على قطاعات ثلاثة، الحكومي، والقطاع الخاص، والجمعيات غير الحكومية أو المدنية، وهذه الجهات الثلاث سيكون لها دور في دراسة النظام الإنساني من أعلى لأسفل، حتى يدرس جيداً، ونقدم أفضل آلية عمل ممكنة فيه، كذلك ستناقش القمة المشاكل التي تواجه العمل الإنساني، حيث تواجه المنظمات الإنسانية مشاكل عديدة في العمل داخل مناطق الصراع والبؤر الملتهبة، وبسبب الفشل الأمني والسياسي على سبيل المثال، فقد قتل مئات الآلاف من السوريين، علاوة على تشريد الملايين في الداخل والخارج.