اقتحم مسلحون مقراً للشرطة جنوب هايتي، ما أدى إلى مقتل ستةٍ على الأقل في تبادل لإطلاق النار، بعد أيام من انقضاء مهلة لاختيار رئيس جديد للبلد المضطرب. وقال رئيس شرطة المنطقة الجنوبية في هايتي لوك بيير إن مسلحين يرتدون زياً عسكرياً هاجموا مدينة ليس كايس الساحلية ليل أمس (الإثنين)، واستولوا على أسلحة آلية وقتلوا شرطياً قبل أن يطلق ضباط النار على أحدهم ويقتلوه. وأوضح بيير أن «المسلحين هاجموا مقر الشرطة (...) وضربوا عدداً من الضباط واستولوا على أسلحة»، مضيفاً أن عدداً من رجال الشرطة أصيبوا وإصابة أحدهم خطرة. وبموجب اتفاق أُبرم في شباط (فبراير) الماضي، بعدما أخفق البلد الفقير في إجراء جولة إعادة لانتخابات الرئاسة، اختير رئيس موقت شرط أن يُجري الانتخابات المؤجلة في نيسان (أبريل)، وأن يسلم السلطة بحلول 14 أيار (مايو). ولم تجرَ الانتخابات مع انقضاء المهلتين، إلا بعد تقييم لجنة مزاعم التزوير في الجولة الأولى، وهي عملية قد تستغرق أسابيع، على رغم ضغوط الأمم المتحدة والولايات المتحدة. وحامت الشكوك حول الزعيم الانقلابي السابق جي فيليب في هجوم أمس، وهو أحد المطلوبين لدى السلطات الأميركية، لاتهامه بتهريب الكوكايين، وكان فيليب هدد هذا العام بالانتفاضة على أي حكومة موقتة، لكنه نفى التورط في الهجوم. وقال أحد المسلحين للصحافيين بعد القبض عليه، ويدعى ريمي تيلوس، إنه كان ضمن أكثر من 50 رجلاً حشدهم فيليب للسيطرة على مقر الشرطة والمنطقة الجنوبية. وقال: «لم أكن ضمن الذين اقتحموا المقر، لكن كنت ضمن مجموعة كلفها جي فيليب بالسيطرة عليه»، وأضاف أن الخطة لم تكن تستهدف قتل رجال الشرطة لكن «الوضع بات بغيضاً». ولقي أربعة مسلحين حتفهم عندما وقع حادث لسيارتهم أثناء فرارهم، وألقي القبض على المصابين الآخرين في الحادث. ودعا فيليب الذي يخوض انتخابات مجلس الشيوخ إلى احتجاجات سلمية للضغط على الرئيس الموقت جوسيليرمي بريفير لاستكمال الانتخابات. ودعا أنصار الرئيس السابق ميشيل جوزيف مارتيلي الذي ترك منصبه في غياب أي خليفة في شباط (فبراير)، إلى إجراء جولة إعادة الانتخابات سريعاً. وخرجوا إلى الشوارع أمس، للمطالبة برحيل بريفير واتهموه بالمماطلة، ورشق عدد قليل من المتظاهرين مكاتب محطة إذاعية بالحجارة وحطموا نوافذها.