أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الأول الجمعة (25 سبتمبر/ أيلول 2015) أن مجموعة من مقاتلي المعارضة السورية دربتها الولايات المتحدة سلمت ذخائر ومعدات لـ «جبهة النصرة» (فرع تنظيم «القاعدة» في سورية)، لقاء السماح لها بالمرور من دون التعرض لها بحسب ما قال المقاتلون. ويتعارض هذا الإعلان مع تأكيدات سابقة لـ «البنتاغون» نفى فيها معلومات تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي ومفادها أن معارضين سوريين دربتهم واشنطن وسلحتهم إما انضموا إلى «جبهة النصرة» أو سلموها أسلحتهم. وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الكابتن جيف ديفيس: «تبلغنا للأسف أن وحدة (القوات السورية الجديدة) تقول الآن إنها سلمت فعلاً ست شاحنات بيك أب وقسماً من أسلحتها إلى عناصر يعتقد أنهم من جبهة النصرة» . من جهته، قال المتحدث باسم القيادة الوسطى التي تشرف على الحملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية، الكولونيل باتريك رايدر إن المقاتلين سلموا معداتهم لقاء السماح لهم بالمرور بأمان في المناطق التي تهيمن عليها «جبهة النصرة». وقال رايدر «في حال كان الأمر صحيحاً فإن التقارير عن قيام عناصر في القوات السورية الجديدة بتسليم معدات إلى جبهة النصرة مثيرة للقلق للغاية وتشكل انتهاكاً لقواعد برنامج تدريب وتجهيز» مقاتلين سوريين. وأضاف رايدر أن آليات «البيك أب» والأسلحة تمثل نحو 25 في المئة من التجهيزات التي سلمها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى وحدة المقاتلين. وقال رايدر «إننا نستخدم كل ما لدينا من وسائل للتحقيق في ما حصل تماماً وتحديد الرد المناسب». وقال مسئول أميركي رداً على أسئلة وكالة «فرانس برس» إن أيا من المقاتلين لم ينضم إلى «جبهة النصرة» لكنه أضاف «لا نعرف سوى ما يقولونه لنا». وتشكل هذه المسألة انتكاسة جديدة لصدقية هذا البرنامج الذي أطلقته الولايات المتحدة في مطلع العام والرامي إلى «تدريب وتجهيز» مقاتلين من المعارضة السورية للتصدي لمتشددي تنظيم «داعش». إلى ذلك، كثفت روسيا تعزيزاتها العسكرية في سورية، إذ أرسلت 15 طائرة شحن على الأقل خلال أسبوعين إلى محافظة اللاذقية (غرب). ويبدو أن روسيا تسعى إلى استعادة زمام المبادرة على الساحة السورية بعد أكثر من أربع سنوات من حرب دموية فشل المجتمع الدولي في حلها. وبدأت التطورات الأخيرة من التدخل الروسي إلى أزمة اللاجئين تؤثر على مواقف بعض الدول مع تصريحات تتحدث عن إشراك الرئيس السوري بشار الأسد في حل النزاع. وحطت 15 طائرة شحن روسية على الأقل خلال الأسبوعين الأخيرين وحتى صباح أمس في قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية، بحسب ما قال مصدر عسكري سوري، طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة «فرانس برس». من جانب آخر، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري قبل اجتماع مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس (السبت) إنه يرى أن هناك فرصة لتحقيق تقدم هذا الأسبوع على طريق إنهاء الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات. وقال مسئولون غربيون إن كيري يريد طرح مبادرة جديدة لإيجاد حل سياسي للصراع السوري الذي صار أكثر إلحاحا في ظل زيادة التواجد العسكري الروسي في سورية لدعم الرئيس بشار الأسد وأزمة المهاجرين السوريين الذين يتدفقون على أوروبا. وقال المسئولون إن المبادرة الأميركية التي مازالت في مهدها يمكن أن تجمع روسيا الحليف الكبير للأسد مع دول مثل السعودية وتركيا وقطر التي تدعم جماعات المعارضة للرئيس السوري. وقال كيري للصحافيين بينما وقف مع ظريف لالتقاط الصور «أرى في هذا الأسبوع فرصة كبيرة لأي عدد من الدول للعب دور مهم في محاولة حل بعض أكثر قضايا الشرق الأوسط صعوبة». وأضاف «نحتاج إلى تحقيق السلام وسبيل للمضي قدما في سوريا واليمن... في المنطقة. أعتقد أن هناك فرصاً هذا الأسبوع عبر هذه المناقشات لتحقيق بعض التقدم». وقال ظريف إن الأولوية في الاجتماع بالنسبة له ستكون لبحث تطبيق اتفاق 14 يوليو/ تموز النووي بين إيران والقوى العالمية الست الذي وافقت طهران بمقتضاه على فرض قيود على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية التي تكبل اقتصادها.