انتقد رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري من ينفعلون في رمضان، ويتأخرون عن أعمالهم بسبب الصيام. ولا يعجبني اتخاذ الجوع والعطش عذرًا، حيث اعتبر أن قراءة السيرة النبوية والكتب الدينية علاج لهذه السلبيات قائلاً: «شهور السنة أحد عشر شهرًا متقاربة تسير فيها وتيرة الحياة متقاربة ونمطية، ويأتي شهر رمضان منفردًا مختلفًا، ولذلك هو مجال للتأمل وللتفكير. هناك العديد من الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية المرتبطة بهذا الشهر الكريم، وتؤكد فضله على سائر شهور السنة. فالصيام شعيرة عظيمة ومن أركان الإسلام الخمسة، شرع لتربية النفس وكبحها عن الشهوات والانفعال وللإحساس بالمعوزين من الناس. فهذه الدروس يجب أن تجتمع وتنصهر في داخلنا ونستفيد منها. فمن المؤسف أن كثيرًا من الناس يشكل لهم رمضان متغيرًا سلبيًّا، فتوقفه عن الأكل والشرب ينعكس على سلوكه وأخلاقه، فيبدو منفعلًا متضايقًا متهاونًا بالعمل»، فمن الخصائص المهمة التي يجب أن نتعلمها من دروس رمضان، الصبر، أن تصبر ولا تستسلم عندما تحتاج شيئًا تجده بين يديك، عندما تعطش أو تجوع يجب عليك أن تصبر إلى أن يسمح لك بدخول وقت الزوال «أذان المغرب» فهذا الدرس يفترض أن ينعكس على أدائك واستثمارك لوقتك بالصبر، كما أن الامتناع عن الأكل والشرب يعطينا وقت فراغ كبيرًا يجب أن يستثمر في ممارسة الأعمال الصالحة التي تقرب العبد من ربه وتخدمه في مستقبله. وقال الحيدري نرى بعض الأشخاص ينفعلون في هذا الشهر المبارك بلا سبب، لا يستشعرون الصيام، بل ينفعلون على الآخرين في الشارع والأماكن العامة، وهذا منافٍ لتعاليم الدين الحنيف، ولأهداف الصيام العظيمة التي تأتي على رأسها تربية النفس، فإذا كنت ستنفعل لأنك صائم، فمعنى ذلك أنك لم تستشعر معنى الصيام. كما انتقد الحيدري تسيب بعض الموظفين قائلاً: «البعض يأخذ الجوع والعطش عذرًا له، ويترك المعاملات ومصالح الناس تتعطل، وهذا منافٍ للإخلاص في العمل. يجب ألا نتعلل بالصيام لتعطيل مصالح الناس، ومن الأشياء الغريبة أيضًا نجد المكاتب الحكومية خاوية قبل الظهر، لا تكاد تجد أحدًا من الساعة العاشرة صباحًا إلى الثانية عشرة، فلا أعلم ماهو المسوغ لتعطيل مصالح الناس ساعتين من الزمان بدون أي عذر، إلا أنه الإرهاق والتعب بسبب السهر للهو ومتابعة المسلسلات وغيرها من البرامج التلفزيونية؛ لذا يفترض أن يكون رمضان مثل شعبان في العمل والإخلاص، وألا يكون الصيام سببًا لهذه السلوكيات الخاطئة».