ضربت يد الإجرام في ضاحية بيروت الجنوبية مجدداً مستهدفة المدنيين، من سكان ومارة، بتفجير سيارة مفخخة قرابة الحادية عشرة ظهر اليوم، وسمعت أصداؤه في المناطق المجاورة، وتبيّن أنه استهدف للمرة الثانية الشارع السكني الذي يلقب العريض ويربط ما بين منطقتي بئر العبد وحارة حريك. وهو شارع يعجّ بالمتاجر والمطاعم والمحلات والمكتبات والمقاهي والأبنية السكنية. ولا يبعد موقعه عن موقع الانفجار الذي استهدف الشارع نفسه قبل 19 يوماً اكثر من 20 متراً وأدى في حينه إلى مقتل 4 أشخاص ووقوع 74 جريحاً. وأدى الانفجار الجديد إلى مقتل 4 أشخاص وفق ما أكد بيان للصليب الأحمر اللبناني، ووقوع أكثر من 35 جريحاً بعضهم حاله حرجة وبعض آخر غادر المستشفى بعد تلقيهم العلاج المناسب. وأظهرت التحقيقات الأولية أن السيارة المفخخة كانت تسير في الطريق عندما انفجرت بسائقها الذي كان مزنراً بحزام ناسف، وكان يحاول الهروب من عملية مطاردة تعرض لها فور دخوله المنطقة وفق ما دلت التحقيقات التي كشفت ان السيارة كانت محملة بقذائف هاون مربوطة بجهاز للتفجير ما يدل الى ان السائق كان ينوي تفجير السيارة من بعد. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية) ان السيارة «من نوع جيب كيا مسروقة محملة بقذائف هاون من نوع 120 ملم مربوطة بجهاز للتفجير، بعد الكشف الميداني للأجهزة الأمنية على المكان واللوحة الموجودة على السيارة مزورة وتعود لسيارة تويوتا أفانزا». وذكرت معلومات إعلامية أن السيارة من طراز «كيا سبورتاج» فضية اللون، مفخخة يقودها انتحاري سار بها من مدرسة حارة حريك الرسمية مروراً بشارع العريض في اتجاه جسر الرويس وفجّر نفسه في وسط الشارع بعدما اطلق اشارات صوتية. وذكرت قناة «المنار» بحسب التقديرات الأولية أن العبوة الموضوعة داخل السيارة تزن زهاء 20 كيلوغراماً من المواد المتفجرة، فيما نقل بعض المراسلين الذين هرعوا إلى مسرح الجريمة عن بعض الأهالي إمكان وجود انتحاري في السيارة المفخخة يلبس حزاماً ناسفاً نظراً إلى العثور على أشلاء صغيرة متناثرة ودماء لإحدى الجثث على بعد أكثر من 50 متراً ووجود رأسه ومعالم وجهه غير المشوهة ما يسهّل معرفة هويته، فيما أكد وزير الداخلية مروان شربل في مؤتمر صحافي أن «السيارة كانت مفخخة والانتحاري كان يرتدي حزاماً ناسفاً لم ينفجر». وتمنى مع تأليف الحكومة العتيدة أن تنتهي هذه الأمور. وقال: «لن ينتهي شيء في لبنان إلا اذا انتهت الأمور في سورية». وسارعت «جبهة النصرة» في لبنان إلى تبني العملية في تغريدة لها على «تويتر». وقالت: «تم بفضل الله تعالى الرد على مجازر حزب ايران بحق أطفال سورية، وأطفال عرسال بعملية استشهادية أصابت عقر داره في الضاحية الجنوبية». ودعت «أهل السنة في كل مناطق لبنان أن يرصوا صفوفهم لمواجهة حزب الشيطان». وأظهرت قناة «المنار» شريط فيديو عائداً لإحدى كاميرات المراقبة في الشارع لحظة وقوع الانفجار. وأدى انفجار السيارة إلى ارتفاع أعمدة الدخان وألسنة النيران في المكان. وخلّف أضراراً جسيمة في عدد من الأبنية القريبة احترقت الطبقات الأولى منها، فضلاً عن احتراق عدد كبير من السيارات التي كانت مارة أو متوقفة على جانبي الشارع والعابرة منه. وتخلعت شرفات وأبواب ونوافذ وواجهات المحال التجارية. وحضرت على الفور فرق الدفاع المدني وسيارات الإسعاف للصليب الاحمر وهيئات مدنية اخرى وعملت على إخلاء المصابين، واخمدت سيارات الإطفاء الحرائق. وطُلب من الناس إخلاء المكان تحسباً لإمكان وجود سيارة مفخخة أخرى، ولجأت القوى الأمنية إلى إطلاق عيارات نارية في الهواء لإبعاد المواطنين. وطوق الجيش ساحة الانفجار بالشرائط الصفر ووضع السواتر الحديد وأبعد كل من ليس له عمل له. وتفقد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مكان الانفجار وكلف الشرطة العسكرية ومديرية المخابرات في الجيش والمباحث العلمية والادلة الجنائية الكشف على مكان الانفجار ورفع الأشلاء والبصمات وكل الأدلة التي من شأنها إنارة التحقيق وإجراء التحقيقات الأولية. ونقل المصابون والقتلى إلى المستشفيات القريبة وتحديداً الى مستشفيات «بهمن» و «الرسول الأعظم» و «الساحل» و «السانت تريز». وتبين أن القتلى الأربعة هم وفق «الوكالة الوطنية للإعلام»: ماريا الجوهري (مستشفى بهمن) أحمد العبيدي (مستشفى بهمن) علي ابراهيم بشير (مستشفى الرسول الاعظم)، وخضر سرور (مستشفى الساحل). وكانت ماريا ذكرت على صفحتها على «فايسبوك» في 2 الجاري يوم انفجار حارة حريك الأول أنها المرة الثالثة التي تنجو فيها من انفجار يقع في المنطقة متسائلة عما اذا كانت ستنجو من الرابع. وأكد مدير مستشفى بهمن أن «الحالات التي ما زالت في المستشفى هي 4 تخضع لعمليات و3 في الطوارئ، في حين غادر الباقون بعد أن تمّت معالجة إصاباتهم». وأشار إلى أن حصيلة الضحايا التي وصلت إلى المستشفى بلغت اثنين فقط. بيانات الجيش وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش في بيان، أن «الانفجار وقع حوالى الساعة 11.10 من قبل ظهر اليوم، وانفجرت سيارة رباعية الدفع نوع «كيا» رقم 429514/ج، مفخخة بكمية من المتفجرات في محلة حارة حريك – الشارع العريض، وهي مسروقة ومعممة أوصافها سابقاً وتعود ملكيتها لكلاس يوسف الكلاس»، لافتاً إلى أن «الانفجار أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، إضافة إلى حصول أضرار مادية جسيمة. وتدخّلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة وفرضت طوقاً أمنياً حول البقعة المستهدفة، وكشفت وحدة من الشرطة العسكرية وخبراء مختصون على الموقع والأشلاء البشرية التي وجدت بالقرب من السيارة المستخدمة، تمهيداً لتحديد طبيعة الانفجار وظروف حصوله». ودعت قيادة الجيش في بيان لاحق أهالي المفقودين جراء الانفجار الى التقدم من مستشفى «الرسول الاعظم»، لإجراء فحوصات الحمض النووي «DNA» بغية التعرف الى ذويهم من المفقودين، بناء على اشارة القضاء المختص. واوضحت لاحقاً ان «بنتيجة الكشف الأولي للخبراء العسكريين المختصين على موقع الانفجار، تبين أنه ناجم عن تفجير ثلاث قذائف من عيار 120 و130 ملم قدرت قوتها بنحو 15 كلغ من مادة الـ «تي أن تي» الشديدة الانفجار. وعثر على حزام ناسف لم ينفجر مع أشلاء جثة الإنتحاري». معركة مفتوحة تضرب الاستقرار وعرض رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع قائد الجيش العماد جان قهوجي «التفجير الارهابي»، فيما أعتبر وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل ان «هذه المعركة لا حدود لها، ومفتوحة وتريد ضرب الاستقرار والامن والتخريب من دون ان تكون هناك اي اهداف مباشرة سوى القتل». واعتبر وزير الدفاع فايز غصن في بيان أن «ما حصل يأتي في إطار مخطط جهنمي تكفيري هدفه الأول والأخير رؤية دماء اللبنانيين تسيل»، لافتاً الى أن «عبارات الاستنكار لم تعد تكفي، فلنتحد في مواجهة هذه الهجمة، وليتوقف البعض عن تبرير هذه الأعمال، لأن الارهاب حين يجد بيئة حاضنة له سيتكاثر». وسارع عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي عمار إلى تفقد مكان الانفجار بعد دقائق على حصوله، وقال: «هناك وجه آخر للعدو وهو الوجه الإرهابي - التكفيري، يحاول المساس بعزيمة هذه المنطقة المقاومة وأهلها، وإذا كان بنظر هؤلاء الارهابيين ان هذا الاسلوب سيجعل المقاومة واهلها عرضة للضعف في المعنويات فإنهم واهمون، المقاومة ستبقى مقاومة بثلاثيتها بشعبها وجيشها ومقاومتها». وقال: «وصلت الرسالة وهي ليست الرسالة الأولى ولن تكون الأخيرة».ودعا بعض اللبنانيين الى ان «يقلعوا عن سياسة التبرير لهذه العمليات، لأنه كلما بررتم استفاض الارهابي حقداً». وعاد عمار الجرحى في مستشفى بهمن، واتهم «جهة اقليمية بدعم هذه المجموعات». وشدد على «ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة». إدانة سورية وإيرانية وأميركية وفرنسية لقي التفجير الارهابي الذي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية، للمرة الرابعة خلال اشهر قليلة وفي المثلث ذاته الذي يربط حارة حريك بالرويس وبئر العبد، حملة استنكار واسعة على الصعيدين الاقليمي والدولي. واكتفى مجلس الوزراء السوري بموقف «يدين بأشد العبارات التفجير الإرهابي»، ودانت الخارجية الإيرانية التفجير واصفة إياه بـ «العمل الإرهابي وغير الانساني». واعتبر المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي «ان انفجار اليوم، وهو الثالث في لبنان خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، يعد تصعيداً إضافياً لأعمال الإرهاب العشوائية المثيرة للقلق. ولا يمكن تبرير مثل هذه الأعمال التي تتعارض مع مصالح كل اللبنانيين». وحض المنسق الخاص جميع اللبنانيين «على التكاتف»، وشجع «جميع الخطوات التي من شأنها أن تساعد على تعزيز الوحدة الوطنية في هذه الأوقات العصيبة، بما في ذلك الحراك الأخير نحو تشكيل حكومة جديدة». وشجع بلامبلي في بيان صادر عنه «على دعم مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش والقوى الأمنية، لأن ذلك هو الطريق الأمثل للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها. وأمل بأن يتم سوق المسؤولين عن هذا العمل الإرهابي وكل الأعمال الأخرى المماثلة إلى العدالة في أقرب وقتٍ ممكن». واعتبرت الخارجية الفرنسية التفجير «محاولة جديدة لتعريض استقرار لبنان للخطر وزيادة التوترات». ودعت الخارجية كل الجهات إلى «العمل من أجل استقرار لبنان وعدم الانجرار إلى دوامة العنف». ووجّهت السفارة الأميركية لدى لبنان «التعازي الى أهالي الضحايا في تفجير حارة حريك». واعتبرت أن «الأعمال الإرهابية البغيضة مثل هذه تقوض السلام والوحدة التي يسعى إليها الشعب اللبناني ويستحقها، والإجابة الوحيدة على مثل هذه الهجمات تعزيز الدعم للدولة التي وحدها تتحمل مسؤولية إنفاذ حكم القانون». وأكدت دعمها «الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بصفتهما المؤسستين الشرعيتين للدولة اللبنانية اللتين تعملان على حماية جميع اللبنانيين وخدمتهم»، داعية جميع الجهات إلى «الامتناع عن أعمال العنف والعمل مع القوى الأمنية للمساعدة على ضمان إحضار الذين يرتكبون هذه الأعمال الإرهابية إلى العدالة».ودعت إلى «تنفيذ القرارين 1559 و1701، وتنفيذ اتفاق الطائف، وإعلان بعبدا»، معتبرة أن «من شأن التنفيذ الكامل لهذه الاتفاقات المساعدة على بقاء لبنان مستقراً وآمناً وحراً». إجماع لبناني على التنديد بتفجير حارة حريك: الإسراع في تأليف الحكومة ومواجهة الإرهاب أجمع لبنان الرسمي والروحي، كما في أعقاب كل تفجير ارهابي، على إطلاق موجة من الاستنكار. وشددت المواقف على ضرورة تسريع تأليف الحكومة والوحدة في مواجهة الأعمال الإرهابية، منعاً للفتنة. وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: «تعجز الكلمات عن وصف الألم الذي نشعر به جراء المشاهد المؤلمة التي كشفت عنها الجريمة البشعة التي حصلت، وندعو الله أن يحمي لبنان ويرأف باللبنانيين من الشرور، وان يلهمنا ما فيه خير بلدنا فنتعاون جميعاً للنهوض من المحنة التي تصيبنا، فلا تكون ردود فعلنا المتضامنة في هذه اللحظات العصيبة مجرد كلمات ينتهي مفعولها مع طي صفحة التفجير الآثم». وقال: «لنسارع جميعاً إلى التلاقي على طاولة واحدة فنكون على مستوى الظرف العصيب». ووصف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام التفجير بأنه «عمل إرهابي بغيض»، داعياً الى «الرد عليه بتمتين الجبهة الداخلية»، لافتاً إلى «أن إصرار القتلة على تكرار فعلتهم في المكان ذاته الذي وقع فيه التفجير الإرهابي الأخير، يجب أن يقابل بأعلى درجات الوعي والحكمة وبإصرار مقابل على تمتين الجبهة الداخلية وتحصينها سياسياً وأمنياً». لتحصين لبنان أمام الحركات التكفيرية ودعا رئيس حزب الكتائب أمين الجميل إلى «اتخاذ مبادرة بعقد مؤتمر وطني لتحصين لبنان أمام هذه الحركات التكفيرية، لأنه ضحية منطق معين يدمر وحدتنا الوطنية ويؤجج الصراعات، وهي كلها مصطنعة وهادفة الى زرع البلبلة في البلاد وزعزعة الشراكة». وقال: «المهم تأليف حكومة جامعة لتتمكن من التصدي لهذه الأزمات والمآسي واذا كانت الحكومة هي الإطار الصحيح لهذا اللقاء فلا مانع، إنما ما أطرحه «كلقاء وطني» يتجاوز منطق الحكومة، لان الحكومة ستتشكل لإدارة مرحلة معينة ضيقة»، لافتاً إلى أنه «آن الأوان لنتوقف عند هذه القضية وعند علاقتنا بعضنا مع بعض، وإذا توقفت كل القوى السياسية عند مأساة اللبنانيين فسيكون لدينا الكثير من الأمور لمناقشتها». ورأى رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة «أن وصول آلة القتل المتنقلة للمرة الثانية إلى الاعتداء على أهلنا في حارة حريك هو أمر مستنكر أشد الاستنكار وهو بمثابة جريمة ضد الإنسانية لأنه يستهدف سكاناً مدنيين أبرياء». وأضاف: «أن لبنان واللبنانيين يجب أن يعملوا بكل الوسائل للوقوف في وجه هذا الإجرام المتنقل، ويجب أن يعملوا لحماية لبنان وإبعاده من الشرور ومواجهة الإرهابيين، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بوحدة الأهداف وبالتزام لبنان والأطراف الأساسية فيه التزاماً كاملاً بسياسة النأي بالنفس عن ويلات المنطقة ومشكلاتها». وقال: «لم يكن مبرراً توريط لبنان في الأهوال الجارية من حوله ولم يفت الأوان للخروج من المنزلقات والشرور التي تم التورط فيها»، مطالباً «السلطات الأمنية بتكثيف التحقيقات لكشف المجرمين وإنزال العقوبات بهم». ولفت رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، الذي دان التفجير، إلى أن «لبنان دخل في حلقة جنونية وهناك عناصر تكفيرية بدأت تستفحل إرهاباً». وتوقع جنبلاط المزيد من التفجيرات في البلاد، لافتاً إلى «أن التضامن الأمني أهم من التضامن الحكومي»، داعياً «إلى سد الثغرات الأمنية والحدودية، لأن الحدود مفتوحة مع سورية والعناصر التي تأتينا تعبر هذه الحدود». أضاف: «هناك مرض نفسي سياسي عقائدي بناه الذين يسمون أنفسهم «الدعاة» ويشوهون الإسلام تحت شعار الجهاد ضد النفس والآخر»، قائلاً: «ليس هذا هو الجهاد، إنما ما يحصل مخالف للإسلام»، مشيرا إلى أن «التحليل لا ينفع، بل تجب إعادة النظر في أساس التربية والتوجيه الإسلامي في الجوامع والمدارس كي نحد من هذه الظاهرة، التي هي قديمة جديدة، بدأت عندما غزت في الماضي ودمرت بلاداً مثل باكستان وأفغانستان وانتقلت إلى البلاد العربية اليوم». واعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان، أن «الترحم على الشهداء وتمني الشفاء للجرحى بعد كل تفجيرٍ إرهابي آثم، لم يعودا يكفيان او يفيدانهم ويفيدان لبنان في شيء، إنما الأجدى أن تتحرّك الحكومة اللبنانية فوراً ومن دون إبطاء لوضع حدّ للفلتان السائد على الحدود مع سورية، ومنع المقاتلين من الانتقال من لبنان إلى سورية وبالعكس، وذلك عبر نشر الجيش والاستعانة بالقوات الدولية بموجب القرار 1701». ورأى النائب بطرس حرب أن «هذه الجرائم تدخل في سلسلة الصراعات القائمة في المنطقة، وفي عملية زعزعة الاستقرار في لبنان ومحاولة ضرب كل المساعي المبذولة ليعيد لبنان تكوين سلطته ومؤسساته الدستورية». وأكد «أن مثل هذه الأمور يجب أن تسرع عملية التأليف لا أن تفرملها، لان رد الفعل الحقيقي يجب أن يكون تكثيف الجهود لتثبيت السلطة اللبنانية وتوحيد اللبنانيين». وقال رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجيه: «مرة جديدة يدفع الأبرياء ثمن الإرهاب». واعتبرت النائب بهية الحريري، أن «الجريمة حلقة أخرى من مسلسل الاستهداف الدموي الذي يتعرض له لبنان، وهو إمعان وإصرار من المجرم على جريمته المتنقلة، لإثارة الفتنة بين اللبنانيين، يجب أن يقابله إصرار منهم جميعاً على تعزيز وحدتهم وتضامنهم وتغليب لغة العقل والمسؤولية الوطنية في التلاقي على ضرورة تحييد لبنان عما يجري حوله وحماية حدوده من أي اختراقات لأمنه وسلمه الأهلي». وأعربت السيدة نازك رفيق الحريري، باسمها وباسم عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عن «الألم الشديد للاعتداء المتجدد على أهلنا في الضاحية». وقالت إن «هذا العمل الإرهابي الآثم يستهدف الوطن بأسره، واستهداف لبنان المتكرر هو النتيجة الحتمية للتجاذبات والاصطفافات السياسية. وآن الأوان لجميع المعنيين بأن يمدوا الأيدي بعضهم لبعض حتى نضع حداً جميعنا لدائرة العنف والموت». واعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي «أن الوحدة الوطنية هي الرادع الوحيد لمثل هذه الجرائم المتنقلة بين منطقة وأخرى». ودعا إلى «العودة إلى الله الواحد بمزيد من الإيمان والتقوى والاحتكام إلى الضمير من أجل تغليب لغة الخير والحوار والإخاء على أصوات الشر والعنف والقتل». وأكد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن «الإسلام براء من هذه الأعمال الإجرامية وما يحصل من تفجيرات في لبنان عمل مخالف لتعاليم ومبادئ وقواعد الإسلام الحنيف». ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، أن «التفجير الإرهابي يدل على عمل غادِر ينفذه مجرمون من أصحاب النفوس الخبيثة واللئيمة والغادرة والحاقدة، ويتطلب منا التحرك في كل اتجاه لوضع حد لأصحاب النوايا السيئة». واكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن «أن مواجهة هذه الهجمة القاتلة على لبنان تكون برص الصفوف، وباقتناع الجميع أن وحدة اللبنانيين قادرة على منع اختراق ساحتهم السياسية والأمنية». وشدد العلامة السيد علي فضل الله على «رسم استراتيجيّة وطنية لخلاص البلد من هذه الاعتداءات التي باتت تهدّد مصيره ومستقبله»، داعياً إلى «دراسة الأسباب الكامنة وراء التّفجيرات». واعتبرت حركة «أمل» أن «التفجير الإرهابي الآثم يأتي في سياق رسائل الدم والإرهاب المتنقل والمتواصل الذي يستهدف كل لبنان واللبنانيين». ورأت أن «على الجميع وعي خطورة المرحلة ودقتها، وإعداد خطة وطنية شاملة يتحمل فيها الجميع مسؤولياتهم لمواجهة الإجرام المنظم باعلى درجات الوعي والانتباه والتعالي على الجراح». ورأت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) التي دانت التفجير «أنه يؤدي الى مزيد من التوتر والاحتقان، ويضرب السلم الأهلي، ويهدد المجتمع اللبناني».