لا أصدق جزئية الشركة الألمانية في الرسالة التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول رفض شركة ألمانية الاستفادة من مخلفات مدينة الرياض؛ لأن دراستها أثبتت أن ٨٠% منها أطعمة، ولكنني أصدق جزئية الأطعمة! فنحن مجتمع يتسم بالإسراف والتبذير في مناسباته الاجتماعية، ولا تخلو حاوية مخلفات في المساء من الأطعمة الزائدة التي لم تهدف لإشباع نهم البطون، بقدر ما هدفت لإشباع نظر العيون! ورغم أن البعض يحاول التغلب على تأنيب الضمير بالقول إن الأطعمة الزائدة تستلمها جمعيات خيرية تتولى توزيعها على المحتاجين، إلا أن الواقع أن غالبية هذه الأطعمة مصيرها التلف، حتى وإن استلمتها الجمعيات الخيرية، خصوصا أن مناسباتنا الاجتماعية غالبا ما تنتهي في وقت متأخر، وإن وجدت من يتولى التصرف بفوائض أطعمتها مبكرا وسريعا، فإن غالبيتها لا يجد من يتكفل به، فيكون مصيره حاويات المخلفات! وقد لبيت مرة دعوة، فوجدت الداعي الذي ذاع صيت كرمه في مجتمع منطقته يخصص خروفا مشويا لكل اثنين من ضيوفه، فأدركت أن الغاية ليست الإكرام بقدر ما هي تعزيز صورة الشخصية الكريمة، أما الداعي الآخر فقد استقبل ضيوفه عند مدخل مزرعته بهرم من الفاكهة التي تكفي لإطعام قرية كاملة، قبل أن يودعهم بوليمة تكفي لإطعام كل القرى المحيطة! تذكروا قوله تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، وتذكروا أن المبذرين إخوان الشياطين!. عكاظ