تنوع الأداء الإعلامي في تغطية اقتراع المصريين على التعديلات الدستورية بحسب الوعاء الإعلامي المستخدم من إعلام مقروء ومرئي ووسائط الإعلام التفاعلي عبر المواقع الإلكترونية من فيس بوك وتويتر. وغلب على هذه الوسائل إما الانحياز الكامل في توجيه الناخبين للتصويت بـ(نعم)، مع فضح ممارسات الإخوان ومحاولاتهم لتعطيل الاستفتاء، أو انحياز الطرف المقابل (الإخوان وحلفائهم في الداخل والخارج) في توجيه الناخبين بالتصويت بـ(لا) أو مقاطعة الانتخابات كما جرى مع بعض القنوات الداعمة للإخوان، بينما تعاملت قنوات عربية بحيادية في نقل الحدث وتحليله على أرضية من الواقع كما جرى مع قناة العربية. واستنكر سياسيون وإعلاميون توجيه الناخبين للتصويت بـ(نعم)، مؤكدين أن هذه القنوات فقدت السيطرة على عقول الجماهير وفشلت في إقناعهم بخطابها الإعلامي خلال التغطية. ورأى عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور حسن عماد، أن قنوات القاهرة والناس ودريم والمحور والنهار وسي بي سي وصدى البلد، والتليفزيون المصري رفعت شعار «نعم للدستور»، وفي ذلك مخالفة لطبيعة الإعلام المحايد، ولكنها ترى في ذلك أيضا اتساقا مع أهدافها وسياستها التحريرية، ورؤيتها لمستقبل مصر. ورغم حق هذه القنوات في أن تعبر عن رؤيتها، كما يقول د. مكاوي، غير أنه كان يمكنها التعبير عن ذلك بطرق أكثر إقناعا، مثل عرض مزايا الدستور الجديد بما يحفز الناخب بطرق غير مباشرة على التصويت بـ(نعم). وأشار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور صفوت العالم إلى أن الفضائيات قامت بعملية شحن عاطفي للناخبين واستمالتهم للتصويت بـ(نعم) في الوقت الذي دعمت فيه قناة عربية وغيرها من القنوات المماثلة ما أسمتة الشرعية، إذ جنحت الى الهجوم على أي خطوة يتم اتخاذها لتحقيق خارطة الطريق وفي مقدمتها الاستفتاء على الدستور، واستخدم كل طرف أدواته لتشويه الآخر بعيدا عن القواعد المهنية الإعلامية المحترفة. وقال إنه بينما استخدمت بعض القنوات والأدوات الإعلامية الموالية للإخوان لغة خطاب تحريضية ضد الدستور وبيان قلة عدد الناخبين في اللجان في نقل صور مزيفة للواقع وتصوير من سقطوا في تظاهرات الإخوان من مصابين وقتلى على أنهم ضحايا الانقلاب، فإن الإعلام المصري مقروءا ومرئيا خاصا وحكوميا أبرز صورة عكسية لما نقلته بعض القنوات، عبر نقل صور حية لطوابير الناخبين، ومشاركة المرأة بكثافة، كما كانت موضوعية في إبراز غياب الشباب عن المشاركة في الاستفتاء. وانتقد العالم الأداء الإعلامي الذي تقاعس عن شرح مواد الدستور بشكل كاف للجماهير قبل وأثناء الاستفتاء وإبراز جدوى ما تم من تعديلات لصالح الوطن والمواطن بعيدا عن أي توجيه مباشر. واعتبر رئيس حزب النور الدكتور يونس مخيون أن نتيجة الاستفتاء كشفت خداع إحدى القنوات العربية الشهيرة وفضحت سترها، وأكدت أن الشعب المصري لا يشاهدها ولا يتأثر بها وكشف حقيقتها ومحاولاتها لعرقلة المسيرة.