أبها علي فايع انتقد محافظ محايل عسير محمد بن سعيد بن سبرة إدارة التربية والتعليم في المحافظة لغياب منسوبيها عن حضور الفعاليات الثقافية. وقال بن سبرة خلال كلمته الافتتاحية لأولى الفعاليات الثقافية لمهرجان «محايل أدفأ»، إنّ الواجب على منسوبي التربية والتعليم في المحافظة أن يملأوا الصفوف الأولى في المسرح، كما وجّه رسالة عتاب إلى المنتقدين الذين ينشطون في أوقات النقد ويغيبون بشكل ملحوظ في الحضور والمشاركة. وكانت الفعالية الثقافية الأولى قد ابتدأت بمحاضرة عن التراث الشعبي بين الأصالة المعاصرة قدم فيها الشاعر أحمد المنجحي للأديب علي مغاوي والشاعر والفنان عبدالله الشريف، حيث تحدّث مغاوي عن قيمة الموروث الشعبي الذي كتبه العشاق موضحا أنهم يحبون الترفيه والمتعة. وأضاف أنّ هناك قصصاً عديدة وثقها الشعراء الشعبيون تؤرخ لجغرافية الأمكنة في أزمانهم وأصبحت اليوم جزءاً من التاريخ الذي يروى. وقال مغاوي إنّنا نتعلّق بأغصان شجرة لن تموت واقفة لأنّ هذه الأرض بنيت وعمرت على الأهازيج. بعد ذلك تحدث عن «العرضة» في تهامة التي رأى أنها موجودة صوتاً وأداء، وتتشكّل في مواقف عدة كالوعظ والفخر والحماسة لكنها لا تقال في الغزل. وأضاف مغاوي أنّه لا يوجد لحن فيما سمع أعذب وأثرى من زحفة بني شهر كما توجد في المناطق التهامية الخطوة والربخة التي قال إنّها لا تعترف بالإيقاع وعدّها روح الليل عند السامرين المترفين بالحب والجمال. وقال إنّ «الربخة» تبدأ من محايل إلى رجال ألمع ولها ألحان لا تعد ولا تحصى وهي تتجاوز «الخطوة» في كثرة ألحانها. أما الشاعر والفنان عبدالله الشريف فقد رأى أنّ أصحاب التراث هم ملحنون كبار مثل رياض السنباطي وفريد الأطرش. ونفى أن يكون هناك تراث ينسب لقبيلة فالعرضة تسمّى عرضة والخطوة تسمّى خطوة والزحفة تسمّى زحفة وإن اختلف الأداء من منطقة إلى أخرى في عسير. وانتقد الشريف بعض الشعراء الحاليين الذين يلتزمون الشعر المقيت (الطباق أو التورية) بحسب قوله، واعترف أنّ التراث الشعبي هو من أوصله إلى الجنادرية، وذكر الشريف أنّ تراث منطقة عسير كنز يتجدد. وتحدث الشريف عن الأوان الشعبية في المنطقة، فقال في السراة توجد مجموعة من الألحان مثل المدقال أو الزامل والقزوعي والإيقاع شبه معدوم لأنه محرم تقليداً. وأشار إلى أن كل تراث المنطقة لا يعتمد على الشاعر اعتماداً كاملاً. وعرف المدقال بأنّه علم يقدمه الضيف للمضيّف وهي تحتاج إلى شاعر حصيف لأنّها تختلف من مناسبة لأخرى بحسب اللحن والكلام . وأشار الشريف إلى أنّ الجزء الشرقي من عسير يمتاز بهما. كما تمتاز بيشة والمناطق المجاورة لها بالمسيرة. وذكر الشريف أنّ عراب الفن محمد عبده حين سمع إيقاع المسيرة قال إنه أشد ما أعجب به طوال تاريخه الفني. واعتبر الشريف الخطوة فخر الفنون الشعبية في منطقة عسير لأنّ العرضة موجودة في كلّ مكان وإن اختلف اسمها. وقال إنّه لم يبتدع ألحان الخطوة وكلّ ما قام به أنّه أعاد اكتشاف أكثر من أربعين لحناً من الخطوة وهذا لا يتجاوز بحسب قوله نصف الألحان المعروفة في المنطقة. وقال الشريف إننا نظلم الخطوة عندما نسميها خطوة لأنها موسوعة من الألحان. وأشار الشريف إلى أنّ الخطوة تشتهر بها تهامة حيث تقدم بإيقاع بطيء وأداء بطيء فيما تقدم في السّراة بإيقاع أسرع وأداء أسرع. وفي رده على من يعيبون عليه موسقة الألحان قال الشريف أنا لم أقم بأكثر من تنويت هذه الألحان ولدى موسيقيين غير سعوديين كي يسهل على من أراد تلحينها ولو كان من غير الناطقين بالعربية!