تمكن المبتعث محمد حسن أحمد آل سالم باحث الماجستير في الهندسة الكهربائية والإلكترونيات بجامعة كوقاكوئين اليابانية من تحقيق المركز الأول في المؤتمر العالمي الثالث للكهرباء والإلكترونيات بهونغ كونغ مؤخرًا، حيث لقيت ورقته البحثية تقديرًا كبيرًا من المجتمعات الأكاديمية المختصة وكانت الأولى في أفضل تصميم وأفضل عرض للأبحاث وصاحبة المركز الثاني في جائزة أفضل بحث والمعنون بـ«دراسة تحليلية لنقل الطاقة من المولدات الكهروضوئية ذات النطاق الواسع من المناطق الصحراوية» وناقش فيه التطبيقات المستقبلية للطاقة الشمسية في صحراء المملكة. «المدينة» التقت محمد ال سالم بعد فوزه بالجائزة، وأشار إلى أنه يحلم بالمساهمة في تطوير الصناعة السعودية والاستفادة من التجربة اليابانية في هذا الخصوص وأشار إلى أنه استفاد من برامج التدريب التي التحق بها بالتنسيق مع الملحقية الثقافية في اليابان في كل من شركة اليابان للكهرباء وشركة ماروبيني في وحدة إنتاج الكهرباء، ومن المرتقب أن يشارك في برنامج الإثراء العلمي الشتوي بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.. فإلي الحوار: ** بداية لو تعطينا فكرة عن تميزك العلمي وحصولك على المركز الأول في المؤتمر العالمي للكهرباء.. كيف بدأت الفكرة ومن ساعدك؟ بكل تواضع لا أرى أني متميز بل اجتهدت من أجل وطني.. فهو فعلا يستحق أن نجتهد لأجله والفضل لله تعالى ثم لخادم الحرمين الذي أعطانا هذه الفرصة ودعوات أمي ووقوف زوجتي بجانبي دائما وتشجيعها لى. تطبيقات عملية وصناعية *وهل للفكرة تطبيقات عملية أو صناعية؟ نعم هناك تطبيقات علمية وصناعية والتطبيقات العلمية تتمثل في حضور مؤتمرات دولية وحصولي في أحد المؤتمرات (المؤتمر العالمي الثالث للكهرباء والإلكترونيات) على المركز الأول كأفضل عرض والمركز الثاني كأفضل موضوع بحث وكان عنوان البحث «مستقبل الطاقة الشمسية في صحراء المملكة العربية السعودية». ومن ناحية التطبيقات الصناعيه فتم إلقاء بحثي في شركة ماربوني وهي من أهم الشركات في اليابان ولها تعاملات كثيرة مع أرامكو وسابك, وأيضا شركة توشيبا وعملت كمتدرب في بعض الشركات اليابانية. *وكيف كانت الجائزة؟ الجائزة كانت شهادة تفوق وشكر ونشر البحث الخاص بي في مجلتين شهيرتين على حسابهم الخاص ومبلغ مالي، والملحقية الثقافية دائما تكرم الطلبة المتميزين, وتكرم الجميع أيضا لتحفيزهم. *هل هناك تميز علمي آخر تعد له الآن أو ماذا يمكن أن تقدم مستقبلا في المجال العلمي؟ توجد بعض الأفكار لدي حاليا سوف أعمل عليها جاهدا أثناء العمل أو أثناء دراسة مرحلة الدكتوراة وأنا أفضل الإنتاج والصناعة والمجال الإكاديمي شيء رائع وحلم لكثير من الناس ولكن لست مهتمًا به كثيرًا وحاليا قدمت على عمل على أكثر من شركة وهي حلم بالنسبة لي إذا لم أتوفق فيها سأكمل مرحلة الدكتوراة بإذن الله. ما الشركات التي يمكن أن تعمل فيها مستقبلا؟ أرامكو, سابك.. فهي الشركات المطورة الأولى بالمملكة وحلم كل مهندس. عقبات وتحديات *ما أهم العقبات والتحديات، التي واجهتها أثناء دراستك سواء علمية أو نفسية أو اجتماعية أو مالية؟ مرحله اللغة كانت أصعب التحديات التي واجهتها.. وأيضا عام 2007 كانت لا توجد ملحقية باليابان وكان تعاملنا مع الملحقية الثقافية بباكستان، وكنا أول دفعة تأتي للدراسة هنا، ولا نعلم عن غلاء المعيشة، وصادفت أيام تدهور العملة، فكانت مكافأتنا تنقص كل شهر إلى أن وصلت لمبلغ لايمكن أن يعيش به طفل، ولكن خادم الحرمين أطال الله في عمره أمر بتثبيت سعر الصرف، ورجعت حياتنا عادية وتحسنت نفسيتنا كثيرا. *متى بدأت بعثتكم الدراسية في اليابان، وكيف استطعت التأقلم مع اللغة اليابانية؟ بدأت الدراسة فعليا في شهر مارس عام 2007، وبالنسبة لتعلم اللغة اليابانية فهي تحتاج إلى مجهود كبير وجبار, والاجتهاد لاكتساب اللغة يريح كثيرا أثناء الدراسة العلمية.. وتأقلمت مع هذه اللغة بحكم طبيعة الشعب, لأنه يعتز بلغتهم كثيرا وللأسف هذا ما نفتقده نحن العرب. *وهل استغرق تعلمها وقتا طويلا؟ عامان لجميع الطلاب, ولكن أنا دخلت الجامعة بعد دراسة اللغة في سنة واحدة, وكنت أدرس في الجامعة لغة يابانية بجانب المواد العلمية, وكان ذلك صعبا جدا, وتمنيت لو أني درست اللغة اليابانية لمدة عامين. لاعنصرية *وما انطباعاتك عن الشعب الياباني وتعامله معك.. هل يحب الأجانب؟ الشعب الياباني غني عن التعريف, فهو من أشهر الشعوب بالعالم ومعروف عنهم الذكاء ولكن ما اكتشفته أنهم أذكياء في المهام التي توكل لهم فقط أي أنهم كل إنسان مبدع وذكي في مجاله فقط لاغير. وبالنسبة لتعاملهم فهو راق جدا.. وهذا ماجعلني أفكر في إكمال الدراسة في اليابان، وأظن أن البعض شاهد برنامج خواطر، الذي يقدمه أحمد الشقيري وكل ماجاء في الثلاثين حلقة واقعي 100% ولا يوجد فيها أي معلومة خاطئة. الشعب الياباني عظيم ويحب الجميع ولا يوجد فرق بين الأجنبي والياباني أثناء التعامل في الدوائر الحكومية أو البنوك أو غيرها, فكلنا سواء *يعنى أنكم لم تلمسوا تعاملا عنصريا ضدكم في الشارع أو الجامعة؟ لم ألحظ أي عنصرية خلال فترة 7سنوات، التي أمضيتها أبدا ويختلف رأيي مع بعض الإخوان ولكن الشعب عملي ينهكك في العمل وانطوائي, والبعض يفسر ذلك بأنه عنصرية. ولكن عندما تختلط بهم, فهم شعب مسالم ويحترمون الجميع سواء كان كبيرا أو صغيرا أو معاقا.. إلخ. لا أستطيع أن أعطي هذا الشعب حقه في سطور.. بالمختصر شعب عظيم ومكافح جدا. *وما دور الملحقية في دعمكم أو هل تريدون من الملحقية دعما معينا تحتاجونه؟ هي الداعم الأول بعد الله تعالى وهي عين علينا لا تنام ونطلب منهم الاستمرار على ماهم عليه فقط. موقف محرج للغاية موقف طريف أو محرج أثناء دراستك في اليابان؟ المواقف الطريفة كثيرة، ولكن المحرج عندما ألقيت محاضرة تعريف بالإسلام لثلاثين بروفيسورًا يابانيًا.. وأعلن عنها قبل شهر ، ويومها فوجئت بعد انتهائي من إلقائها بعدد هائل من الأسئلة عن أمور دقيقة في الإسلام لم أحسب لها أي حساب.. وأسئلة لم تخطر ببالي.. حيث إن جميع الحضور قرأوا جيدا عن الإسلام وأتوا جاهزين لكي يسألوا ويستفسروا ولم أتوقع أنهم سوف يبحثون لهذه الدرجة.. فعندما كنت لا أعرف الإجابة كان يقوم دكتور ياباني آخر بالإجابة عن السؤال وكأنه أعلم مني بديني، فأحسست بحرج شديد وأني لابد أن أقرأ أكثر وأكثر عن ديني، وفي نهاية المحاضرة قدم لي البروفيسورات اليابانيين نحو 3000 ريال ورفضت قبولها فألحوا علي فتبرعت بها للمتضررين من إعصار الفلبين. *أخيرًا.. هل تنصح الشباب بالدراسة في اليابان؟ ولماذا؟ نعم أنصحهم باليابان، ولكن قد يواجهون مشكلة، وهي ماتواجهني حاليًا وهو أثناء البحث عن وظيفة، فالشركات السعودية تشترط اللغة الإنجليزية كلغة أساسية.. وهذا شيء مؤسف بصراحة ولكن جميع الشركات اليابانية سوف ترحب بك، فهي تهتم بعلمك وليس بلغتك، وأود أن أنقل رسالة شكر وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على التيسيرات العديدة التي يتلقاها المبتعثون والمبتعثات. المزيد من الصور :