يدخل علي في «تويتر» بسرعة هائلة لا تقل عن سرعته وهو يقود سيارته في أحد شوارع الرياض ليقول لي: أنت بس تنتقد.. ليش ما تذكر الإيجابيات؟ في الحقيقة إنه سؤال مفحم بالنسبة لي لأنني لو حاولت الإجابة عنه لن أفضي إلى نتيجة، فالسائل يهمه المنقود والمنقود فقط.. فهو لا يريد أن يطال محبوبه المنقود أي انتقاد، لذا ليس لي إلا أن ألتزم الصمت وأعترف أنه هزمني، حيث لا يمكنني إقناعه ما دام يرى أن النقد هو ذكر الإيجابيات. أو كما قال الزميل محمد الدويش عن «هؤلاء» أي من يقولون: قل لرئيس النادي بينك وبينه.. وهنا أصبح الناقد يقوم بدور عضو مجلس الإدارة، وهذه من الأخطاء التي وقع فيها سابقا كثير من الإعلاميين، ولا أزكي نفسي، حيث يريدون أن يشركوا الناقد في الرأي فإذا نجح العمل ظهروا ظهور الأبطال، وإن فشل العمل ألصقوا بالناقد كل أخطاء الرأي والتنفيذ. قلت سابقا إن الناقد ينبغي عليه أن يراقب الآخرين في الساحة من برج عال لكي يرى ماذا يعملون؟ فإن دخل معهم للساحة، فإنه سيحرم نفسه من ميزة متابعة كل ما يفعلون، وقد يدخل معهم في معمعة عملهم، وهنا سيفقد أهم أركان نجاح النقد وهو المراقبة، لكن ما يطالب به البعض أو يحدث يخلط الحابل بالنابل وبالتالي يغيب مفهوم النقد لدى الكثيرين. قد أتفهم من يتساءل عن النقاد الذين يوجهون النقد بشدة للناجحين في عملهم، وهنا قد نقبل الشكوك في أن هناك مواقف شخصية وراء النقد، كون المنقود ناجحا، لكن ماذا عن الناقد والنقد عندما يوجه إلى الفاشل في عمله؟ هل وراء هذا النقد خلافات شخصية؟ أعتقد أن الناجحين وحدهم هم من يستطيعون إسكات الناقدين والحاقدين بتحقيق النجاحات، وذلك عندما يجبرون المتابعين على التصفيق لهم بتقديم العمل المثالي والناجح. يقول زميلي المعتزل: إن أهم التحديات التي تواجه النقاد الرياضيين الحقيقيين في هذه الحقبة هي وجود فئتي: المضللين والمطبلين.. قلت من هؤلاء؟ قال: المضللون هم الذين يروجون للمعلومات التلميعية والكاذبة عن المسؤول لكي يحسنوا صورته أمام الجمهور والرأي العام لتتشكل لدى الجميع صورة ذهنية بأن المسؤول ناجح ولا أحد أفضل منه.. أما المطبلون فهم: كتاب الرأي الطارئون على المهنة الذين لا يتعدى طموحهم التواصل مع المسؤول وتقديم الطرح كما قال الدويش، وهؤلاء لا يكتفون بالتطبيل للمسؤول فقط بل يدافعون عن أخطائه ويهاجمون من يسلط الضوء عليها من النقاد. قلت له: لا تعجب.. ألسنا قوما نركز على من القائل.. ونتجاهل القول نفسه!