شهد عدد من المدن اليمنية مسيرات احتفالية بالذكرى الأولى لـعاصفة الحزم، التي أطلقتها دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في الـ26 من مارس العام الماضي لدعم الشرعية اليمنية، والتي أعقبتها عملية إعادة الأمل في 21 أبريل من العام نفسه، وفي وقت قتل 22 بينهم 10 مدنيين في ثلاث هجمات بسيارات مفخخة استهدفت نقاط تفتيش لقوات الشرعية في مدينة عدن، أحبطت مروحيات التحالف العربي هجوماً مسلحاً على معسكر تابع له في المدينة، بينما تمكنت المقاومة في إب من تنفيذ 203 عمليات نوعية خلال الشهر الجاري خلّفت 687 قتيلاً و731 جريحاً في صفوف الانقلابيين. وفي التفاصيل، شهد عدد من المدن اليمنية احتفالات كرنفالية ومسيرات جماهيرية إحياء للذكرى الأولى لـعاصفة الحزم التي أطلقتها دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن في 26 مارس من العام الماضي 2015 من خلال شن غارات مركزة ومكثفة على أهداف عسكرية للانقلابيين الحوثيين وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، اللتين انقلبتا على الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً، وذلك وفقاً لطلب تقدم به الرئيس هادي للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز برسالة ناشده فيها التدخل لإنقاذ اليمن من المد الفارسي والانقلابيين الحوثيين.وجابت مسيرة ضخمة محافظة تعز تتقدمها قيادات المقاومة والمجلس العسكري الموالي للشرعية، ورفع المتظاهرون صوراً للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأعلام البلدين، ورددوا هتافات الشكر والامتنان لقيادة التحالف لإنقاذها اليمن وتقديمها الدعم العسكري والإنساني لمواجهة ميليشيا الانقلاب الحوثية وقوات المخلوع صالح، فيما احتشد مئات الآلاف في محافظات جنوبية تم تحريرها من ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، هي عدن ولحج والضالع وأبين، في ميادين المدن للاحتفال بالمناسبة.ميدانياً، شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على تجمعات ومواقع للانقلابيين في منطقة الصنعانية مركز مديرية بني صريم في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، وكذا مديرية خمر على الطريق بين صنعاء وصعدة. وفي محافظة الجوف، تجددت المعارك بين الانقلابيين وقوات المخلوع من جهة وقوات الجيش والمقاومة من جهة أخرى، عقب هدنة بين الجانبين بوساطة قبلية لوقف إطلاق النار والسماح للانقلابيين بمغادرة المناطق التي يسيطرون عليها في المتون والمصلوب غرب المحافظة. وذكر الناطق باسم المقاومة الشعبية في الجوف عبدالله الأشرف، أن الانقلابيين خرقوا هدنة محلية في المتون بالهجوم على منطقة عروق مزرية، ما جعل قوات الجيش والمقاومة ترد على الهجوم بشكل عنيف، ما دفع الانقلابيين إلى الفرار، خصوصاً مع تمكن الجيش من اختراق أجهزة اتصال الانقلابيين. وأشار الأشرف إلى أن الانقلابيين في المتون أصبحوا بين مفقود ومقتول، ولم يتمكنوا من حشد أنصارهم نتيجة اختراق إشارة الاتصال بينهم، وفر البعض من دون سحب الجرحى أو القتلى من أنصارهم.في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف غارات جديدة على منطقة اليتمة المحاذية لصعدة معقل الانقلابيين من جهة البقع شمالاً، مستهدفة تجمعاً للانقلابيين في جبل ضبع، ما أدى إلى تدمير عدد من الآليات وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم.وفي محافظة مأرب، تمكنت قوات الجيش والمقاومة، بمساندة طيران التحالف، من صد هجوم واسع حضّر له الانقلابيين باتجاه منطقة المشجح، وأوقعوا فيهم إصابات مباشرة وأجبروهم على التراجع إلى مواقعهم السابقة، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات على محيط صرواح، حيث تجمع الانقلابيون بعد هجومهم على المشجح بعد وصول تعزيزات لهم من منطقة جحانة في خولان بصنعاء. وفي محافظة شبوة، تواصلت المعارك العنيفة في مديريتي عسيلان وبيحان المحاذية لمحافظة البيضاء مباشرة، تمكنت خلالها قوات الجيش والمقاومة من شن هجوم مباغت على مواقع الانقلابيين في المديريتين، خصوصاً في مرتفعات جبل المنقاش بعسيلان، ما أدى إلى مصرع خمسة من القناصة وتدمير دبابتين وعربة جند وثلاثة أطقم عليها أسلحة رشاشة، وفقاً لمصدر بالمقاومة في المنطقة.ووفقاً للمصدر فإن قوات الجيش والمقاومة فرضت سيطرتها على الجبل بعد فرار الانقلابيين تحت وقع القصف العنيف لقوات الشرعية، وغنموا عتاداً وأسلحة ثقيلة ومتوسطة، ووفقاً لمصادر محلية في المنطقة فإن الجيش الوطني والمقاومة تمكنا من تأمين البوابة الشرقية لعسيلان بالكامل ولم يتبق إلا أربعة كيلومترات فقط من المديرية تسيطر عليها الميليشيات. وأكدت المصادر مصرع قيادي حوثي كبير في المواجهات الأخيرة مع قوات اللواء 21 ميكا بمنطقة قرن الصفراء بعسيلان قبل السيطرة عليها من قبل قوات الشرعية بالكامل، ولم يتم الكشف عن اسم القيادي الذي قتل معه ثمانية من عناصر الانقلاب، فيما تم أسر اثنين آخرين.وفي محافظة تعز، شهدت المناطق الجنوبية الغربية للمدينة معارك طاحنة بعد محاولة الانقلابيين التقدم باتجاه السجن المركزي، ومحيط اللواء 35 مدرع ومصنع السمن والصابون. وقال مصدر بالمقاومة لـالإمارات اليوم إنهم تمكنوا من صد الهجوم الواسع والمتفرق من حدائق الصالح جنوب غرب إلى محيط السمن والصابون شمال غرب المدينة، واستطاعوا رغم الإمكانات البسيطة المحافظة على مواقعهم، محذرين من استمرار وصول الدعم اليهم. ووصف المصدر تلك الهجمات بأنها الأعنف على الإطلاق التي يتعرضون لها من قبل الميليشيات التي تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة، مشيراً إلى أنها امتدت إلى مناطق وادي الزنوج، وحي الجحملية، وحارة الزهراء، في شمال وشرق المدينة.وكانت مقاتلات التحالف كثفت من غاراتها على مواقع تمركز الميليشيات في أماكن متفرقة في تعز، حيث تركزت على مفرق شرعب والربيعي وجبل الزواجل بالوازعية ووادي حذران وتبة الخلوة، وكلها مناطق في جنوب غرب المدينة، كما استهدفت الغارات تبة فندق سوفتيل شرق المدينة وغرب شارع الخمسين ونقطة في شارع الستين.وفي محافظة إب، قالت مصادر محلية إن صفقة لتبادل الأسرى بين المقاومة وميليشيا الحوثي وقوات صالح نجحت أمس بوساطة قبلية، تم خلالها تسليم 13 مختطفاً من أبناء مديرية حزم العدين من قبل الانقلابيين، فيما أطلقت المقاومة سراح سبعة حوثيين بينهم القيادي أبوعلي الشامي. وقالت إحصائية للمركز الإعلامي للمقاومة في إب إن المقاومة بالمحافظة نفذت خلال شهر مارس الجاري 203 عمليات نوعية ضد الميليشيات خلّفت 687 قتيلاً و731 جريحاً في صفوف الانقلابيين، وتم تدمير وإعطاب 206 أطقم وآليات عسكرية، بالإضافة إلى تدمير كم هائل من الذخائر والمتفجرات. وفي محافظة حجة، تجددت المواجهات بين القوات السعودية والانقلابيين وقوات المخلوع صالح في المناطق الحدودية المحاذية لمديرية حرض التي تضم المنفذ الجمركي بين البلدين، وذلك بعد خرق قوات المخلوع صالح في المنطقة اتفاق التهدئة بين السعودية والحوثيين، وقاموا بمهاجمة مناطق داخل الأراضي السعودية بقذائف المدفعية. وقالت مصادر محلية إن الجيش السعودي رد على مصادر النيران وقصف المناطق الحدودية لحرض بالمدفعية والصواريخ التي استهدفت التحركات الأخيرة لقوات صالح والحوثيين في المنطقة، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات على منطقة الملاحيط الحدودية التابعة لمديرية الظاهر بمحافظة صعدة.