إن كنت من عشاق الفن السابع، ما عليك خلال زيارتك مدينة أمستردام الهولندية، سوى عبور نهر صغير فتشاهد ما يحلو لك من أفلام سينمائية في معهد الفيلم الهولندي القابع بشموخ في شمال المدينة، والذي شهد عرض عدد من الشرائط السينمائية المشاركة في مهرجان أمستردام الدولي لأفلام الوثائقية (أيدفا) في دورته الـ26. معهد السينما الهولندي يضم أحد أهم متاحف الفيلم في العالم، وهو متحف السينما الذي كان يسمى سابقاً متحف الفيلم، وتأسس في العام 1952، فضلاً عن مركز أرشفة الأفلام التاريخية المؤسس العام 1946، بجانب قسم الفيلم الهولندي وبنك الفيلم ليوحد قطاع الفيلم الهولندي تحت مظلة واحدة. يعلن المعهد دائماً أن أهدافه تتمحور حول الحفاظ على التراث السينمائي سواء الهولندي أو العالمي للأجيال المقبلة، وتعزيز المعرفة السينمائية والتعلم للأطفال والشباب، وتشجع النقاش والتفكير حول دور السينما والإعلام في مجتمع اليوم، فضلاً عن دعم قطاع السينما عبر تقديم مساهمات أكبر في النقاشات السينمائية. متحف السينما السابق كان يحتل طرف حديقة فوندل بارك وسط أمستردام المزدحم منذ العام 1975، إلى أن جاء قرار الحكومة الهولندية بإنشاء المبنى الجديد بكلفة قدرت بنحو 30 مليون يورو، وهو ما رأته بعد ذلك مكلفاً للغاية في الوقت الذي تواجه العديد من المنظمات الثقافية في هولندا تخفيضات ضخمة. إلا أن أعمال البناء كانت بدأت بالفعل ومن الصعب التراجع. المبنى صمم من قبل شركة الهندسة المعمارية مايسل أي ديلوجان المتخصصة في بناء المعمار التي ينضوي على حركة غير تقليدية، حيث سبق وصممت متحف بورش في مدينة شتوتغارت الألمانية. يتميز المعهد في ثوبه الجديد بتصميم معماري حداثي يخطف الأنظار ويتناسق اسمه مع نهر «آي»، الذي يقع المعهد على ضفته الشرقية. وصممت جدران المبني الممتدة من ألواح الصلب المغطاة بقطع الموزاييك الملونة على ألواح من الألمونيوم تعلوها جميعا ألواح من الزجاج. ويضم المعهد خمس قاعات عروض سينمائية بعدد 315 مقعداً، و130 مقعداً و67 مقعداً، ومساحة عرض كبيرة لمقتنيات المتحف الذي يضم الآلاف من الملصقات والصور والأفلام والتي يمكن مشاهدة بعض منها عبر عروض رقمية، إضافة إلى مطعم ومقهى بواجهة خلابة على نهر «آي». يحوي المتحف 46000 فيلم، و35000 ملصق، و450000 صورة، حيث ترجع أقدم المواد المعروضة إلى بداية صناعة السينما في هولندا العام 1895. كما يقدم المعهد للزائر خيارات واسعة من الجذب السياحي للترفيه عن الزوار خلال الزيارة، منها ستة أكشاك مثل السيارات تضم مسابقات سينمائية عبر الوسائط المتعددة، فضلاً عن أجهزة تفاعلية كل منها يقدم موضوعاً سينمائياً للزوار آله «الفليب بوك» التي تمكن الزائر من تصوير سلسلة فيلمية قصيرة بأنفسهم ثم طبعها في كتيب صغير. كما أن متجر المتحف يضم أدوات ومواد ذات صلة بصناعة السينما، مثل علب الأفلام، وتقويمات، وقمصان واسطوانات مدمجة وسير الذاتية لنجوم السينما وألعاب سينمائية لأطفال. ويمكن استئجار مساحات في المبنى لعقد اجتماعات ومحاضرات ومؤتمرات وعروض، وورش العمل، حتى حفلات الكوكتيل والاستقبال، والأعراس في محاولة لزيادة مدخولاته. ويعمل المتحف حالياً على تنفيذ مشروع كبير لرقمنة وحفظ الأفلام لتوفير منصة فيديو متقدمة، في استمرار للمعهد نحو ترميم الأفلام حيث يساعدها في ذلك علاقتها بدور الإنتاج الهولندية والموزعين. ويأمل معهد الفيلم في توسيع نطاق جاذبيتها للسياح والمقيمين المحلية، والمدارس، والطلاب وسائل الإعلام والمهنيين وهواة الفيلم على حد سواء، لتكون «القلب النابض للفيلم في هولندا».