أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان إلى أنه مهما عملنا واجتهدنا فالمطلوب منا الأكثر من ذلك لخدمة شباب هذا الوطن والذي يشكل السواد الأعظم من المملكة التي تحتاج منا إلى كل جهد ودعم لأبنائنا وجنودنا في الحد الجنوبي، والملتقى اليوم للمسؤولية الاجتماعية الأول تحت شعار «كلنا وطن» والتي يتبعها بورش عمل، وسوف تستخلص وتستخرج منها بأموراً مهمة جداً خاصة للمرابطين والمناطق الحدودية إن شاء الله، مؤكداً أنه لم تتوقف التنمية للإنسان في كل مكان، ولم لن تتوقف خدمة هذا الدين والوطن والمواطن. جاء هذا خلال رعايته صباح يوم أمس الخميس حفل تدشين ملتقى المسؤولية الاجتماعية الأول تحت شعار «كلنا وطن» المنعقد في منطقة جازان، حيث ألقى وزير التعليم خلال الحفل كلمة أكد فيها أن الملتقى الأول للمسؤولية الاجتماعية مناسبة عزيزة تأتي كتأكيداً على واحدة من نعم الله علينا في هذه البلاد المباركة حين نرى التلاحم والتعاون بين أبناء الوطن يمتد على مساحة مملكتنا الحبيبة ويغطي كل مجالات الحياة العامة. وأضاف العيسى إلى أن وزارة التعليم تمد يدها لجميع مؤسسات المجتمع ومن بينها مؤسسات القطاع الخاص لنترسم واقعاً للمسؤولية الاجتماعية في تعليم أبنائنا وبناتنا في مراحل التعليم المختلفة بكل المقومات التي تساعدهم في تحقيق أهدافهم في الحياة الكريمة. مؤكداً أنه بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - فقد خطا التعليم في بلادنا خطوات واسعة نحو تحقيق أهداف التنمية البشرية في المملكة، وانتشر التعليم أفقياً ليغطي مساحة بلادنا المباركة وتوسع عمودياً ليقدم برامجه في كل المستويات التعليمية، وأن من أبرز مظاهر التطور في التعليم انخفاض مستويات الأمية وارتفاع معدلات الالتحاق بجميع مؤسسات التعليم وارتفاع مستوى مخرجات التعليم وبروز نخبة من الطلاب والطالبات المتميزين الذين يرفعون راية الوطن. مبيناً أنه نحو تحقيق أعلى معدلات الجودة في العمل التعليمي وتحقيق الشراكة المجتمعية في التعليم كان هذا الملتقى ليجدد العلاقة الوطيدة بين مؤسسات التعليم والقطاع الخاص والشركات الاقتصادية، لتسهم في بناء اللحمة الوطنية، مشيراً إلى الملتقى انطلاق مرحلة جديدة ومهمة من تاريخ وزارة التعليم لتحقيق الشراكة الحقيقية مع التعليم ومناشطه بأسلوب علمي ومنهج رصين للوصول إلى قيادة التكامل والتلاحم الوطني الذي تنشده القيادة الرشيدة، ويعزز الاقتصاد الوطني. وكشف أن وزارة التعليم ستقيم مع مطلع الشهر المقبل المنتدى والمعرض الدولي للتعليم تحت شعار «الاستثمار في التعليم» كنواة فاعلة لصنع شراكة حقيقية مع القطاع الخاص تتطلع من خلاله وزارة التعليم إلى استثمار التسارع المبهر في إنتاج البحوث والاختراعات في مجال تطوير التعليم. وتخلل الحفل آيات من القرآن الكريم ثم كلمة نائب رئيس اللجنة العليا للحد الجنوبي مدير عام مركز الدعم التعليمي والفني الدكتور أحمد قران الغامدي قال فيها إنه على امتداد مسيرة نهضتنا التنموية في مملكة الحزم والعز تأبي وزارة التعليم إلا أن تكون لها قصب السبق في الريادة والقيادة في بناء إنسان هذا الوطن، ليكون لبنة صالحة نافعة لنفسه ومجتمعه، خادما ًلبلده بفكره ومدافعاً عنها بسيفه ورمحه. مبيناً أن ملتقى المسؤولية الاجتماعية الأول يجمع أوراقاً علمية متخصصة في جميع مجالات مفاهيم المسؤولية الاجتماعية في القطاعين الخاص والعام، وقام بإعدادها والإشراف عليها نخبة من أبناء الوطن الخبراء في هذا المجال من وزارة التعليم والمتخصصين في الشركات والمؤسسات الرائدة، مقدماً شكره للداعمين والمشاركين في الملتقى. وأعلن خلال الملتقى حجم الدعم والمشاركة من قبل عدد من الشركات والمؤسسات الخاصة بلغت 850 ألف ريال و27 حافلة للطلاب والطالبات. من جهته أكد الدكتور حمد العمار أن التعليم يعتبر من أهم مؤشرات التقدم الاجتماعي حيث يلعب دوراً رئيسياً في تأمين التنمية المستدامة المتوازنة وقال: إن من أبرز أهداف المسؤولية الاجتماعية تأتي في حصول طلاب وطالبات الحد الجنوبي على حقهم الكامل في التعليم أسوة بأقرانهم في باقي مناطق المملكة الأخرى، وتقديم الدعم والمساندة للمدارس والعاملين والعاملات بها وزيادة تنسيق الجهود وإيجاد شراكات مع كافة القطاعات لتعزيز هذه الجهود، وتطوير المجتمعات المحلية من خلال التوعية والتثقيف، وأضاف: هناك تحديات تواجه التعليم في الحد الجنوبي بما فيها تحديات مهنية واجتماعية ومنها ضعف البنية التحتية لقطاع الاتصالات والنقل وقصور في التجهيزات التي تسهم في إيجاد بيئات تعليم جاذبة وضعف في وسائط النقل للطلاب والطالبات وتدريب العاملين والعاملات بالمدارس على استخدام البدائل التعليمية وتطوير قيادات المدارس ومكاتب التعليم لقيادة العمل في العمل والأزمات وتطبيق الخطط والبرامج الوزارية، وتعزيز الدافعية لدى العاملين والعاملات وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، مواجهة الضغط على مدارس المدن نتيجة لانتقال الكثير من الأسر للعيش بتلك المدن، وتأهيل الأسر علميا واجتماعياً لمشاركتهم في تعليم أبنائهم وبناتهم في ظل هذه الظروف ووضع برامج مواجهة لدعم الطلاب والطالبات اجتماعيا ونفسيا ومساعدتهم مع أسرهم لقضاء الوقت بالمفيد، وأردف: يمكن تحقيق المسؤولية المجتمعية في توفر المقدرة المالية وتطوير العاملين والعاملات بالمدارس وإنشاء المعاهد المتخصصة ومراكز التطوير المهني وتقديم الدعم للمدارس لتحسين مخرجاتها التربوية وبناء القدوة والمشاركة المجتمعية، وأشار الدكتور العمار أن العائد على القطاع الخاص هي السمعة الحسنة ومنح قطاع الأعمال العديد من الخيارات والوفاء برسالة قطاع الأعمال التي تعتمد على الابتكار والإبداع والمشاركة المباشرة في الأماكن الأكثر حاجة والقدرة على تطبيق برامجها للدعم والتطوير في هذه المناطق المستفيدة من انخفاض التكاليف، مستعرضا أهم التوصيات في نهاية عرضه لورقته المقدمة. بعدها ألقى المهندس أحمد الرماح ورقة عمل عن تأسيس العمل الخيري قائلا : يشهد العمل الخيري نموا سنويا بمقدار 20 % تقريبا هذا النمو العددي والمالي يجب أن يواكبه مؤسسة ليكون العمل مستداما ومهنيا ولتحقيق أفضل عائد مجتمعي، وأن مراحل تطور العمل الخيري يكون في عمل خيري بسيط وتقليدي والمسؤولية المجتمعية والقيم المشتركة والشركات المجتمعية والشركات الوقفية، وأن الواقع الحالي يكمن في قصور ملفت بالتطوير الإداري لقيادات العمل الخيري وينتج من هذا القصور أعمالا رتيبة وأخطاء متراكمة عدم وجود مستوعب فكري إداري أو مجاميع تركيز، وذكر المهندس الرماح أسباب الواقع الحالي ومنها عدم القناعة بالاستثمار البشري لدى كثير من المتبرعين، وقيادات العمل الخيري هي نفسها في كل مكان، وضعف التطوير الإداري وعدم وجود مراقبة دقيقة من مجالس الإدارات للتطوير الإداري وأنه لا يوجد توريث لقيادات الصف الثاني والثالث، موضحاً أهمية المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص التي تحتوي على ضمان الاستدامة والاستمرارية والبعد عن العاطفة وعدم الارتباط بأشخاص وإنما قوانين ولوائح والهيكل التنظيمي للمسؤوليات الإدارية، معللاً بأن بناء الإستراتيجية تكون في التوجه العام والوسائل والنموذج المالي والمؤسسي والشراكات، وتمر كل ذلك بعدة عوامل تتضمن بناء النموذج وفحصه والغربلة حسب الرؤية ومرحلة التقييم واتخاذ قرار بشأن الكيان المقترح وأيضا نظرة فاحصة للإستراتيجية وأعمدة المواطنة والنموذج المالي. تلا ذلك ورقة عمل قدمها الأستاذ فهد العنزي حملت عنوان (المسؤولية الاجتماعية في بنك الرياض) تطرق فيها إلى تعريف المسؤولية الاجتماعية ومراحل تطور هذا المفهوم والفرق بين العمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية للمنظمات، ثم عرج إلى التمويل والحوكمة والالتزام وبيئة الأعمال والتنمية البشرية والثقافة المالية والانتشار والبيئة والابتكار والجودة والمجتمع ليشرح بعدها ما يسير عليه بنك الرياض في التنمية البشرية وتنمية العمل التطوعي وتنمية القدرات المجتمعية والتنمية الصحية والتنمية البيئية وتنمية الشراكة المجتمعية والتنمية الثقافية. ثم تحدث الدكتور صالح الحربي في ورقة العمل التي قدمها بعنوان (المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي) عن: تعريف العمل التطوعي ومفهومه, وأن العمل التطوعي قد نال اهتمامًا كبيرا مُنذ بداية البشرية, وفي كافة العصور, وحثَّت الديانات السماوية عليه، واعتنت به الثقافات المختلفة. مؤكدا أن من أهداف العمل التطوعي هي ربط الشباب بالمجتمع وتنمية ولائه وانتمائه إليه ودعم العمل الحكومي والمساهمة في تأهيل من يحتاج إلى زيادة معارفه أو مهاراته، أو يعاني من عجز وإتاحة الفرصة للشباب للمشاركة الإيجابية بالفكر والرأي واستثمار أوقات فراغ أفراد المجتمع وحث الشباب على التطوع والإسراع في التنمية.وعن مجالات العمل التطوعي أفاد الحربي بأنها تشتمل على المجالات الدعوية والاجتماعية والتربوية والتعليمية إلى غيرها من المجالات الأخرى. مضيفا إلى أن هناك متغيرات تؤثر في سلوك الفرد أثناء أداء العمل التطوعي من أجل حب الآخرين وتقديم المساعدة لهم وتكوين العلاقات الاجتماعية واكتساب مهارات وخبرات جديدة معللا بأن العمل التطوعي يؤطر جملة من الأخلاقيات من أهمها القوة والقوة والأمانة والالتزام والتعاون والإيثار وعد المن. مركزا على عدة عوامل في معوقات العمل التطوعي المتعلقة بالمتطوع والمنظمة والمجتمع, حاثّاً في الوقت ذاته على استقطاب المتطوعين والمحافظة عليهم ودور المؤسسات التربوية في التربية على التطوع مختتما بعدة أهداف في نهاية الورقة التي قدمها. وفي نهاية الجلسة الأولى ركزت الأستاذة نوال التيسان في ورقتها (المسؤولية الاجتماعية كلنا وطن) على مفهوم المسؤولية الاجتماعية والتحديات التي تواجه التعليم في المملكة ودوافع وتصنيف المبادرات وجوانب ومجالات المسؤولية الاجتماعية بما فيها الآثار الاجتماعية والفردية وأزمة المسؤولية الاجتماعية, وعن مبادرات للحد الجنوبي قالت التيسان إنه يجب تعزيز جمعيات الأيتام والوقف والرعاية الصحية والدعم النفسي وحماية البيئة ومكافحة التلوث. وأكد مدير عام إدارة الإعلام التربوي بوزارة التعليم الدكتور حمد بن زيد الفحيلة إلى أن إدارة الإعلام التربوي بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة جازان تميزت في سرعة تغطية الأحداث الإعلامية الخاصة بالتعليم والمناسبات والملتقيات، وذلك خلال زيارته صباح يوم أمس للمركز الإعلامي المصاحب للملتقى الأول للمسؤولية الاجتماعية «كلنا وطن» والمنعقد في منطقة جازان برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان وحضور وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى.وأشاد الفحيلة بسرعة تغطية الأحداث من قبل أعضاء الإعلام التربوي بتعليم جازان لا سيما بنشر الأخبار والأحداث في جميع مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي وكذلك الإعلام الجديد. وتخللت زيارته اطلاعه على طرق صياغة الأخبار والتقارير الصحفية إضافة إلى ما قام به أعضاء اللجنة الإعلامية في تغطية الملتقى بشكل كامل ومميز وبسرعة عالية.