ودع القنصل الفرنسي الدكتور لويس بلين العمل الدبلوماسي في المملكة العربية السعودية، وحرص أن يختم عمله بالإشراف على الحجاج الفرنسيين القادمين للأراضي المقدسة في موسم حج هذا العام. وأصر الدكتور بلين بالوقوف بنفسه على الخدمات المقدمة لـ( 18000) حاج فرنسي أدوا الفريضة بكل يسر وسهولة. وتنقل القنصل الفرنسي بين المشاعر المقدسة ومساكن الحجاج بمكة المكرمة عبر دراجته النارية برفقة مساعديه محمد عبده وفريد سالمي. ورفض القنصل أداء فريضة الحج هذا العام رغم أنه آخر موسم له في السعودية ليتفرغ لخدمة حجاج بيت الله الحرام والسهر على راحتهم وذلك بالتنسيق مع المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا. وحرص بلين أن يكون آخر عهده بالعمل الدبلوماسي في السعودية هو إشرافه على حجاج فرنسا وجزيرة رينيون ومايوت إذ ستنتهي فترة عمله في (30) من شهر سبتمبر الحالي. وعبر بلين عن سعادته بخدمة حجاج بيت الله الحرام من ذوي حملة الجوازات الفرنسية، مشددا على أنه سيفتقد هذه الاجواء التي عاشها على مدى السنوات الماضية في المشاعر المقدسة على ظهر دراجته النارية. ولفت القنصل الذي أدى فريضة الحج قبل بضع سنوات أنه يستمتع جدا بتقديم الخدمة للحجاج وحل مشاكلهم والاشراف عليهم بشكل شخصي من خلال نزوله طيلة أيام الحج لمكة المكرمة ومكوثه بالقرب منهم وزيارتهم في المخيمات وبمقر سكنهم وذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارة الحج والمؤسسة الاهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا. وأثنى بلين على الخدمات المقدمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لراحة وأمن حجاج بيت الله الحرام، مقدما تعزيته في الوقت نفسه للمليك والحكومة السعودية وذوي الشهداء في حادثتي الرافعة والتدافع في مشعر منى. واعتبر أن مثل هذه الحوادث على ندرتها إذ لم تشهد خلال فترة عمله كقنصل في المملكة العربية السعودية أي حادثة قوية في موسم الحج باستثناء هذا العام، لا تقلل أبدا من جهود المملكة وجميع العاملين في الحج الساهرين على أمن وسلامة الحجاج. ورأى أن الخطوات السريعة بمعالجة أي خلل يحدث في الحج وهو شاهد على ذلك دليل واضح وصريح على أن حكومة المملكة وجميع الجهات التي تعمل تحت مظلتها في الحج حريصة على إنجاح الموسم حتى يؤدي ضيوف الرحمن النسك بيسر وأمان. واستشهد بمشروع منشأة جسر الجمرات التي حل معضلة رمي الجمار، إضافة لقطار المشاعر، وتوسعة صحن الطواف والعديد من المشاريع التطويرية التي تشهدها الاراضي المقدسة على مستوى البنى التحتية لينعم الحاج بمنظومة متكاملة من الخدمات في مدينة عصرية ذات طابع ديني مقدس. وقدم بلين في نهاية حديثه شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وكل من تعاون وتعامل معهم خلال فترة وجوده كقنصل، مشددا على أنه عاش أياما جميلة هنا مع شعب طيب وحكومة حكيمة.