في فضاء جديد، يحتضن الكتاب بكل أشكاله الفكرية والثقافية والأدبية والعلمية والتراثية، وتحت رعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، افتتح الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، نائب رئيس الوزراء، معرض البحرين الدولي للكتاب الـ 17، الذي تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار، صبيحة الخميس (24 مارس)، في خيمةٍ أقيمت خصيصا لهذا الحدث، الى جانب متحف البحرين الوطني، إذ حضر حفل الافتتاح، نخبة من كبار المسؤولين والوزراء والمثقفين، إلى جانب الجمهور الذي توافد على المعرض، لما يمثلهُ المعرض من فصل ثقافي تنتظرهُ البحرين في موسمه المعتاد، كل عامين، حيث جاء هذا العام بالتزامن مع برنامج الهيئة في الترويج للمقومات الحضارية والثقافية البحرينية، تحت شعار وجهتك البحرين، إلى جانب تزامنه مع مهرجان ربيع الثقافة الحادي عشر. وعقد على هامش انطلاق المعرض، مؤتمر صحفي مشترك بين الشيخة مي آل خليفة، رئيسة هيئة الثقافة والآثار، والدكتورة لانا مامكغ، وزيرة الثقافة الأردنية، إذ رحبت الشيخة مي في بدء المؤتمر بضيف الشرف الأردني، مشيرةً إلى المشتركات التي تربط مملكة البحرين، بالمملكة الأردنية الهاشمية، ولافتةً إلى وجود تعاون دائم بين البلدين على الصعيد الثقافي. من جهتها أعربت الدكتورة رنا مامكغ، وزيرة الثقافة الأردنية، عن مدى الرقي الحضاري الذي تمتاز به البحرين على الصعيد الثقافي، مؤكدة أن التجربة البحرينية تستحق الالتفات، خاصة تجربة الشيخة مي في إدارة وزارة الثقافة (سابقًا)، وهيئة البحرين للثقافة والآثار حاليًا. وأكدت (مامكغ) على الدور البارز الذي تلعبهُ الثقافة في حياة الشعوب، مشيرة إلى الجسر الذي مدتهُ هيئة البحرين للثقافة والآثار بين المتحف، وموقع المعرض، والذي شيد خصيصًا للوصول إلى موقع المعرض، واصفةً اياه بالجسر الذي يمثل رمزًا لحالة العبور إلى المعرفة. ولم تغفل الوزيرة الأردنية، الأوضاع الراهنة التي يمر بها العالم العربي، إذ لفتت إلى الظلامية التي تضفي قتامة على المشهد العربي، مؤكدةً بضرورة اتخاذ الثقافة كملاذ أمن لمواجهة هذه الظلامة، إلى جانب الحوار الناضج التي تكرسهُ الثقافة نفسها، والذي تعززهُ هذه الفعاليات الثقافة، التي نحتفي من خلالها بالتواصل الإنساني والمعرفي، كما دعت إلى تكاتف الجهود لمواجهة الخطاب الإعلامي الراهن، وصياغة خطاب متزن، ودراما واعية ومسؤولة تقف أمام هذا الواقع الكئيب الذي نعيشه. من جانبه تحدث الدكتور الطاهر لبيب حول مشروع نقل المعارف، مشيرًا الى أن هذا المشروع ما كان له أن يكون لولا جهود الشيخة مي آل خليفة، التي صاغت فكرته، ولافتة في الوقت ذاته، إلى أن المشروع يتناول مجموعة من الكتب، تعتبرها لجنة عربية موسعة، بأنها ذات تأثير خاص، وقد أهملها المترجمون لأسباب مختلفة. وأكد لبيب أن هذه الكتب تتجه تجاه العقل وإعمال التفكير، إذ ان التفكير هو أول ما نحتاج إليه في واقعنا العربي اليوم، لإنقاذ هذا الوضع. وأضاف لا يقتصر هذا المشروع على النصوص، بل يمتد إلى عقد المؤتمرات المخصصة للشباب العربي، ليتسنى لهُ تبادل الخبرات مع نظيره الأوروبي، وتبادل التجارب المختلفة. يذكر أن معرض البحرين الدولي للكتاب في نسخته الـ 17، يشارك فيها 380 دار نشر ومؤسسة فكرية محلية وعربية، كما يوازي تلك المشاركات برنامج ثقافي برفقة المملكة الأردنية، حيث العديد من المشاهد الثقافية والفكرية، بالإضافة إلى الفعاليات التي تقدمها جهات ثقافية متعاونة، وأنشطة تدشين الكتب وغيرها. وستستمر دور النشر والمؤسسات الثقافية على طول أيام المعرض بتقديم إصداراتها الثقافية والفكرية والأدبية ومن بين المشاركين مكتبات رائدة، ومؤسسات، ودور نشر، بالإضافة إلى جهات أهلية ومشاريع فكرية مميزة، لتنتجه كل هذه المؤسسات إلى جمهور القراءة والكتاب بمحتوى أدبي، وعلمي، وثقافي، وفكري، وتعليمي، يصل إلى جميع شرائح وفئات القراء حتى الثالث من أبريل القادم.