×
محافظة المنطقة الشرقية

ثقافي / دعوي أملج يقيم ملتقى "النور" غداً

صورة الخبر

اللغة هوية وعنوان الأمم، وسجل حضارتها ووعاء ديدن حراكها الفكري والثقافي والعلمي، ومشهد تواجدها بين الأمم. وهي الثابت الأهم الذي تحافظ عليه الشعوب، وتمنحه أولوية البقاء، فبخلودها تخلد الأمم وتفتخر الشعوب، وقد حبانا المولى عز وجل بلغتنا العربية لغة البيان، التي احتوت معجزة السماء وطافت بحروفها الدنيا، وأنارت بقناديل رسالتها العالم، لما تتميز به من خصائص فريدة، سواء من حيث الجذر والاشتقاق، أو من حيث البيان المعجز أو سهولة البرمجة، مع كل جديد وحديث، ومن حيث الامتداد التاريخي، ومن حيث فهم المفردات، فنحن إلى الآن نقرأ أشعار ما قبل الإسلام، ونفهم معانيها ونفسر كلماتها بكل سهولة، وهذه ميزة قلما تجدها في أي لغة قديمة كانت أم جديدة. إن إعلان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال كلمته التي ألقاها في مجمع اللغة العربية في أرض الكنانة، مصر العروبة، بمناسبة الاحتفاء بمنح سموه العضوية الفخرية في هذا المجمع العريق، عن إقامة مجمع للغة العربية في الشارقة ليكون، كما قال سموه، عوناً ومسانداً للمجامع العربية في مختلف أقطار العالم العربي، لدليل واضح وتأكيد مستمر على حرص سموه الدائم على المحافظة على اللغة العربية، وعلى بعد نظر سموه الثاقب، كون دولة الإمارات واحة لكل العالم، ومظلة تعيش تحت ظلالها مختلف الثقافات التي أصبحت تؤمن بأهمية تعلم نطق اللغة العربية، خاصة بعد أن أصدرت القيادة الرشيدة توجيهاتها السامية بضرورة العناية القصوى بلغتنا الأم، وبعد أن سنت لهذا الاهتمام المراسم، وأقرت الجوائز على المستويين المحلي والعالمي وعلى ضرورة اكتمال مشروع الشارقة الثقافي التنويري والفكري الوسطي المتزن والعلمي المفيد للأمة وللعالم، الذي رسمه سموه بكل جدارة ووضوح، وقدم له كل غال ونفيس. واللغة العربية هوية هذا المشروع الذي يهتم ببناء الإنسان قبل بناء أي شيء آخر، لكون هذا الإنسان خليفة الله في الأرض، وهو الذي سيبني وسيحمي كل بناء آخر، إذا تم إعداده الإعداد الصحيح وتوجيهه التوجيه الحق، وتنميته عقلاً وروحاً وقلباً وجسداً. إن مجمع اللغة العربية الذي تم الإعلان عنه حتماً سيكون من أهم الروافد التي ستخدم لغتنا العربية، لأننا على يقين تام بأن كل المشاريع الثقافية والفكرية والعلمية التي ولدت وترعرعت في الشارقة، قد آتت أكلها بفضل الله وتوفيقه، ثم بفضل وحرص سموه، فهنيئاً للغتنا بمجمعها الجديد الذي صار هنا في الشارقة. وهنيئاً لنا بلغتنا، وحفظ الله لنا والدنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، اللهم آمين. aaa_alhadiya@hotmail.com