×
محافظة المنطقة الشرقية

صور حصرية لمداهمة شقة انتحاريي بروكسل

صورة الخبر

لو قيل لك إن هناك مجرد احتمال بوجود قنابل في أطباق مائدتك فإنك حتما ستفزع وتتخذ كل التدابير التي تمنع انفجار هذه القنابل في وجهك ووجوه أفراد أسرتك الذين يحيطون بالمائدة. نحن كأسرة واحدة في دول الخليج موائدنا الاقتصادية والتجارية عامرة ومفتوحة للاستثمار والاتجار أمام كل الجنسيات بما فيها الجنسية اللبنانية؛ ولم يعد وجود قنابل في هذه الموائد مجرد احتمال لا يقوم عليه دليل، بل إن هناك حالات وأسماء تأكد دعمها وتأييدها وتبرعها لحزب الله، الذي يهدد علنا بحربنا في عقر دارنا. لذلك فإن من حق هذه الدول أن تتخذ كل التدابير وأن تتنبه إلى كل التفاصيل لمنع انفجار هذه القنابل في وجه أمننا واستقرارنا. الإمارات والكويت والبحرين أبعدت أخيرا لبنانيين متورطين بدعم حزب الله، والمملكة أكدت أن كل مواطن أو مقيم يؤيد أو يظهر الانتماء إلى ما يسمى «حزب الله» أو يتعاطف معه أو يروج له أو يتبرع له أو يتواصل معه أو يؤوي أو يتستر على من ينتمي إليه فسيطبق بحقه ما تقضي به الأنظمة والأوامر من عقوبات مشددة بما في ذلك نظام جرائم الإرهاب وتمويله. وقد أعجبني التفصيل، في بيان وزارة الداخلية، حيال شكل التعاون أو التعامل مع هذا الحزب الإرهابي، إذ لا يتيح توصيف أشكال الدعم له، الواردة في البيان، أي فرصة أو عذر قد يتمسح به شخص لينجو من مغبة كونه قنبلة إيرانية موقوتة تعيش بيننا. اللبنانيون، بمن فيهم القنابل البشرية التي اكتشفت والتي ستكتشف، يعلمون أن صبر الخليج نفد ولم يعد بمقدور حكوماته ولا أهله أن يتجاوزوا أو يسامحوا، كما كانوا يفعلون سابقا، أملا بحكمة عقلاء لبنان الذي ظهرت صور اختطاف قراره من الحزب في أكثر من اجتماع عربي أيد المواقف الخليجية الأخيرة ما عداه. ولذلك على اللبنانيين، الذين يختارون عروبتهم ويصرون عليها، أن يعيدوا حساباتهم مع الحزب الذي أوصلهم وأوصلنا إلى هذه النقطة الحرجة في علاقاتنا التي طالما كانت ممتازة وأخوية. ربما لا يملك اللبنانيون الكثير ليفعلوه مع حزب الله في هذه المرحلة في بلدهم، لكنهم يستطيعون مساعدة دول الخليج في تفكيك المؤسسات المشبوهة في هذه الدول، ويستطيعون أن يمارسوا ما يفترض أن يمارسه كل مواطن خليجي في الإبلاغ عن أي مؤيد أو متبرع لحزب الله، لأنهم شركاء معنا في هذه الحرب التي نتحوط فيها من الدخلاء والعملاء الذين يتهدد وجودهم الخليج ولبنان وكل الدول العربية. إيران لن تفطم حزب الله والحزب سيبقى معلقا بثديها؛ ولا يظن أي لبناني، أو يخطر بباله مجرد خاطر، أن الحزب سيضع مصلحة اللبنانيين قبل مصلحة الإيرانيين، فحسن نصر الله واضح كل الوضوح في ذلك، وهو يعتبر إيران مقدمة على لبنان وعلى دول الخليج وعلى الدول العربية قاطبة. ولذلك فهي حربنا العربية المشتركة ضد حزبه وضد سياسات وأطماع الإيرانيين في المنطقة.