تبادلت الأمم سرقة الأساطير ، وأغلبها كان نسخا حرفيا للأحداث، بينما تغيير أسماء أبطال وأماكن الحكاية كان ضرورة مبررة، بمعنى آخر كانت و لا تزال سرقة الأسطورة نوعا من أنواع الترجمة مع التحريف، و مع ذلك استطاع النص الأسطوري في أصله أو تراجمه المتعددة تحقيق صمود زمني طويل، والدخول في الموروث الشعبي و كأنه جزء أصيل من الأديان أحياناً . يصعب فرز الأساطير عن الموروث الثقافي لكل الأمم، لذلك ابتكرت صناعة السياحة - في بلدان متعددة - محاولات ناجحة لتلبيس مواقع أثرية حكايات أسطورية، النتيجة كانت و لا تزال مدرارة لأفواج من السواح، ووظائف، و ملايين الدولارات، وصناعات رديفة ، كل ذلك اعتمادا على نسخة مترجمة من أسطورة . يأتي أعلاه في محاولة لإقناع هيئة السياحة و الآثار بأهمية البحث مجدداً عن كل أسطورة مرتبطة بموقع أثري أو جغرافي و إعادة ترتيبها و تلبيسها على المكان ، فالمواقع الأثرية عارية ما لم يتم كسايتها بأسطورة أو معلومات علمية حقيقية من ناحية ثانية، نقول للذين يستهينون بقوة الأساطير ، نقول لهم أنها كانت مسؤولة عن حروب مضت، و حروب قائمة حالياً، و حروب قادمة، فكل أطماع الحوثيين مبنية على أسطورة متوارثة، بينما تمت ولادة إيران الملالي و قبلها إسرائيل الهيكل السليماني من رحم أسطورة تشير إلى أن ثمة رجلا قادما يوما ما و سوف يجعل أمته تحكم العالم . تحتوي المكتبة الدينية الموازية للدين الحقيقي ( يهود، مسيح، إسلام ) على حزم متنوعة من أساطير تداخلت مع تعاليم أصيلة للأديان ( نسميها في الإسلام إسرائيليات ) ، و هي حاكمة و متحكمة في تواجدها داخل نسيج جسد المعرفية الإسلامية و غير قابلة للنزع دون حدوث دم ليس من الركب ، بل إلى الركب . ثم - لأسباب يسهل شرحها - فإن ولادة الإسلام في ثقافة عربية جعله غير قادر على طرد، أو التبرؤ علانية من توالي التصاق أساطير في خاصرته، مما ساعد سابقا و لاحقا على إخراج الإسلام من المساجد إلى ساحات السياسة ، لذلك و باختصار طويل فإن الأسطورة داخل الموروث الإسلامي كانت المسؤولة عن انشقاق السنة و الشيعة ، فكل كلام يحتوي محاولات تعظيم و تكبير لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه حد الوصول به إلى مكانة أكبر من رسول الأمة صلى الله عليه وسلم نوع من الأساطير خيالا و صياغة، أهم جزء من الأسطورة يحدده الوصول إلى نتيجة غير متوقعة كانت أسطورة علي بن أبي طالب غير محبوكة كما يقبلها النص الأسطوري «خاصة النص المتواري بين نصوص موروث الأديان» أخذتني الأسطورة بعيدا عن مناداتي للسادة هيئة السياحة و الآثار بأن يفتشوا في ذاكرتنا (بدوا وحضرا) عن أساطير تساعد الآثار والمواقع السياحية على النطق، الثرثرة، و التزين لهم ، و استقبالهم بـ «وجه قوي».