عقيل الحلالي (صنعاء) غادر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، أمس الاثنين، العاصمة صنعاء بعد زيارة للبلاد استغرقت ثلاثة أيام، أجرى خلالها مشاورات مع ممثلي جماعة الحوثيين وحزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، هدفت لإحياء محادثات السلام المتعثرة منذ منتصف يناير. ولم يدلِ المبعوث الدولي بتصريح لوسائل الإعلام المحلية والدولية لدى مغادرته مطار صنعاء متوجها إلى دولة جيبوتي، بحسب مصدر ملاحي يمني. وكان ولد الشيخ استبق مغادرته صنعاء ببيان صحفي نشره على صفحتيه الرسميتين في موقعي تويتر وفيسبوك، نفى خلاله صلته بتصريحات منسوبة إليه نقلا عن صفحة مزورة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وقال:«تناقلت وسائل إعلامية خلال الأيام الماضية معلومات غير صحيحة نشرتها صفحة على الفيسبوك تدعي أنها صفحتي. الرجاء التأكد من أية معلومة قبل نشرها». ونشرت وكالة سبأ الحكومية التي يديرها المتمردون الحوثيون في صنعاء، مساء الاثنين، خبرا مقتضبا عن مغادرة مبعوث الأمم المتحدة لم يتضمن تصريحا من الأخير بشأن نتائج مشاوراته مع ممثلي فريق المتمردين في مباحثات السلام التي عقدت الجولة الأولى منها منتصف ديسمبر في سويسرا. وكانت صفحة مزورة للمبعوث الأممي إلى اليمن على موقع فيسبوك نقلت عن الأخير قوله إن الأطراف اليمنية توصلت إلى توافق للحل السياسي في البلاد وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأنها اتفقت على انعقاد الجولة المقبلة من المحادثات في الكويت. وقالت مصادر سياسية مطلعة في صنعاء لـ«الاتحاد»، إن ممثلي جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح وافقوا على الذهاب إلى محادثات السلام في 15 أبريل المقبل، مضيفة أن حزب «المؤتمر» رحب باستضافة الكويت، المشاركة في التحالف العربي بقيادة السعودية، للمفاوضات، بينما «لم يمانع الحوثيون في ذلك». وأوضحت أن طرفي فريق المتمردين في محادثات السلام اشترطا وقف العمليات العسكرية للتحالف العربي قبل استئناف الحوار الذي يهدف لوقف عام من النزاع الدامي في البلاد. وقال محمد عبدالسلام، الناطق باسم جماعة الحوثيين، وعضو فريق المتمردين في المحادثات، في تصريح صحفي أمس الاثنين:«أكدنا لولد الشيخ على موقفنا الثابت أنه لا حوار في ظل» استمرار عمليات التحالف العربي في اليمن. إلى ذك، قالت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية إن جماعة الحوثي وافقت على الانسحاب من صنعاء تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. وأضافت الوكالة، نقلا عن مسؤولين في جماعة الحوثي وفي حكومة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن الجماعة أبلغت هذا القرار إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد؛ أثناء مباحثات في صنعاء. وحسب «أسوشيتد برس»، فإن الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي اتفقتا، أيضا، على بدء وقف لإطلاق النار لمدة أسبوع أو اثنين، قبل جولة المفاوضات المقبلة التي تقرر أن تبدأ في أبريل المقبل؛ ما يعني أن انسحاب الحوثيين، من المدينة لن يكون فورياً. ولم تشر الوكالة الأميركية إلى موقف أنصار الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، وما إذا كانوا طرفاً في هذا الاتفاق، كما لم توضح مصير تحالف «الحوثي» و«صالح» القائم. وفي الأثناء، كشف دبلوماسي يمني عن صعوبة الوصول لحل سياسي في الوقت الحالي بين جميع الأطراف اليمنية من خلال المشاورات التي سوف تستضيفها الكويت قبل تسليم كافة الأسلحة من قبل جماعة الحوثي والالتزام بالشرعية الممثلة في الحكومة اليمنية والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وقال الدبلوماسي الذي رفض ذكر اسمه في تصريحات لموقع 24، إن جماعة الحوثي يمتلكون أسلحة ثقيلة مدعمة من الجهات الخارجية ومن الصعب الوصول لحل سياسي في البلاد وتشكيل حكومة وطنية دون تسليم هذه الأسلحة التي تقوي مراكزهم خاصة في الفترة الأخيرة. وأشار الدبلوماسي اليمني إلى أنه لم يتم تحديد موعد للمشاورات اليمنية والتي سوف تستضيفها دولة الكويت بحسب ما أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، مشيرا إلى ضرورة تنفيذ بنود تسليم السلاح قبل الحديث عن تشكيل حكومة وطنية في البلاد.