أطل الإرهاب مُجدداً في شمال سيناء بهجوم دام استهدف مكمناً شرطياً في جنوب مدينة العريش وأسفر عن مقتل 15 شرطياً، بينهم 3 ضباط، في أعقاب هجمات متفرقة شهدتها مدن المحافظة قُتل فيها ضباط وجنود في الجيش، أخطرها انفجار عبوات ناسفة داخل معسكر الساحة في رفح ما أسفر عن مقتل 5 جنود. وتبنت جماعة «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، الهجوم على مكمن «الصفا» مساء أول من أمس، وهو مكمن شرطي رئيس على الطريق الدائري المار خارج مدينة العريش. وقالت وزارة الداخلية في بيان: «تم إطلاق قذيفة هاون على مكمن الصفا… وتقوم الأجهزة الأمنية بتمشيط موقع الحادث. وتنعى وزارة الداخلية ببالغ الحزن شهداء الشرطة الأبطال». لكن فرع «داعش» في سيناء أوضح في بيان نشره عبر حسابه على موقع «تويتر»، أن الهجوم بدأ بسيارة مُفخخة قادها انتحاري يُدعى «أبو القعقاع المصري» وفجرها «على الحاجز»، وتبعه هجوم على المكمن وقتل أفراده والاستيلاء على أسلحة منه. ونشر التنظيم صوراً لسيارة يعتليها مُسلحون يُطلقون نيران من أسلحة آلية صوب موقع قالوا إنه مكمن الصفا، وصوراً أخرى لأسلحة وذخيرة قال التنظيم إن مسلحيه حصلوا عليها من المكمن وهويات قال إنها لأفراده. وقالت لـ «الحياة» مصادر أمنية إن الهجوم «فيه مضاهاة للهجوم على الكتيبة 101 في العريش الذي وقع في حزيران (يونيو) الماضي». وأوضحت أنه «تم تفجير سيارة مُفخخة قرب الحاجز لم توقع ضحايا، وبعد التفجير حدث قصف بالهاون على المكمن، وهذا القصف أوقع العدد الأكبر من الشهداء. لم تحدث مواجهة بين الإرهابيين وأفراد المكمن، لأن القصف الذي استهدفه أسقط الشهداء». وأظهر الهجوم أن التنظيم مازال يحتفظ بقدرات عسكرية كبيرة، على رغم الضربات المتلاحقة التي تلقاها في الشهور الماضية وسببت تواري العنف في سيناء إلى درجة كبيرة، واقتصرت الهجمات ضد القوات إلى حد كبير على استهدافها بعبوات ناسفة تُزرع في طرق تحركها. ومعروف أن القصف بالهاون يحتاج إلى خبرات تدريبية عالية، إذ يتطلب الحصول على إحداثيات عسكرية للموقع المستهدف، مع دقة في تصويب القذيفة. ويأتي الهجوم وسط جهد من قوات الجيش والشرطة لمواجهة الجماعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء، استعدادا لإطلاق مشاريع تنموية بعد ربط المنطقة بالدلتا من خلال أنفاق عدة يتم حفرها تحت قناة السويس شارف بعضها على الانتهاء، فضلاً عن العمل على إنشاء خطين للسكك الحديد بين سيناء والدلتا، لتسهيل عملية النقل منها وإليها. وعاين فريق من محققي النيابة موقع الهجوم وناقش قيادات أمنية في كيفية تنفيذه. وأغلقت قوات الأمن مداخل مدينة العريش والطريق الدائري المار خارجها لساعات عدة، قبل أن تُعيد فتحه. وأعلنت محافظة شمال سيناء الحداد تضامناً مع ضحايا الهجوم. ودان الأزهر «الهجوم الإرهابي الخسيس». وأكد في بيان تضامنه مع مؤسسات الدولة كافة، وفي مقدمها الجيش والشرطة، «للقضاء على قوى الشر والإرهاب التي تستهدف زعزعة أمن الوطن وضرب استقراره»، مشدداً على دعمه وتأييده لجميع الإجراءات التي تتخذها الدولة «لدرء خطر هذا الوباء اللعين». ودانت السفارة الأميركية في شدة «الهجمات الإرهابية البشعة»، وقالت في بيان إن «الولايات المتحدة تقف مع الحكومة والشعب المصري في الحرب الجارية ضد الإرهاب، وفي سعيهم إلى بناء بلد مستقر ديموقراطي ومزدهر». وقال وزير الداخلية في لقاء مع ضباط من قوات الأمن المركزي، إن «رجال الشرطة تشرفوا بحمل مسؤولية أمن الوطن بالتعاون مع رجال القوات المسلحة البواسل وسيظلون دائما كعادتهم سنداً قوياً لشعبهم يقدمون التضحيات حتى ينعم بالأمن والاستقرار». واعتبر أن «جهاز الشرطة حقق نجاحات يلمسها الجميع، وتمكنت الأجهزة الأمنية من اقتحام كثير من أوكار الجريمة والإرهاب».