«أي مؤتمر دولي لا يتضمن العناصر المؤثرة لن يكون قادرا على حل الأزمة السورية». هذا ما قاله الرئيس الايراني حسن روحاني في اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فيما رئيس «الباسيتج» العميد محمد رضا نقدي حذر الدول الغربية من استبعاد إيران عن مؤتمر جنيف2 قائلا: إن أي قرار يتخذ حول سوريا بدون مشاركة إيران سيكون ناقصا وبلا نتائج. وما بين روحاني ونقدي أطل العميد مسعود جزائري مساعد رئيس هيئة الاركان في الجيش الايراني مهددا حيث قال: «إن التفجيرات التي تشهدها سوريا ستنتقل إلى البلدان الأخرى لتحرق نيران الحرب نفس داعمي الإرهاب بعد تأجيجهم لها». إنه القلق الذي افقد طهران صوابها عبر توزيع التهديدات والشتائم يمينا ويسارا بمناسبة أو غير مناسبة. قلق وبلبلة تسيطر على العقل السياسي للإدارة الايرانية وهي ترى أن سلة التنازلات التي قدمتها عبر الملف النووي وعبر السلاح الكيماوي لم تجد نفعا.. وأيضا وهي ترى أن أذرعها الميليشياوية الظاهر منها كحزب الله ولواء أبو الفضل العباس أو المخفي منها كتنظيم ما يسمى بداعش بدأت تنهار وتتلاشى وإن بنسب متفاوتة بين تنظيم وآخر. تطوران طارئان أقلقا العقل السياسي للنظام الإيراني، أولا ما يصيب «داعش» مبدئيا في سوريا بخاصة متى ما عرفنا أن هذا التنظيم هو الابن الشرعي للاستخبارات الايرانية حيث تمت الولادة في سجن أبو غريب وما أدراك ما حصل ليلة الهروب من أبو غريب. فيما التطور الثاني فشل التهويلات التي أطلقها حزب الله في لبنان باتجاه باقي الأطراف اللبنانيين بهدف إخراج حكومة يكون القرار فيها لحزب الله. إيران تلهث من أجل المشاركة بجنيف2 لأنها تدرك تماما أن استراتيجيتها التي تقوم على معادلة «البازار» لا يمكن أن تتحقق إلا عبر الوجود على طاولة المفاوضات كون الغياب عنها يعني أن كل التورط الميداني يصبح هباء منثورا. «التفجيرات في سوريا ستنتقل إلى الجوار» هذا ما قاله العميد الإيراني.. إنه تهديد بالإرهاب لا لبس فيه، تهديد يقول إما أن تقبلوا بما نريد أو نحرق ما نريد، هي معادلة استعملها المالكي في العراق واستعملها حسن نصر الله في لبنان، إنها سياسة التهويل لكذبة، ومن تورط بتصديقها هو مطلقها.