في عصر اليوم ووفق معطياته أصبحت (الـقُـوَى الناعمة) لا تقل في أهميتها ودورها عن القوة العسكرية؛ حيث تحرص الدول على صناعتها، وتزرع حضورها في المجتمعات الإنسانية من خلال قنوات المنح الدراسية والإعلام والثقافة، وتأثير رموزها الثقافية! وهنا لمهام عمل رسمية زرت أكثر من 30 بلداً في مختلف قارات الـعَـالَــم، وهناك وجدت حضوراً وقبولاً للعديد من علمائنا ودعاتنا؛ فأسماؤهم تتردد على الألسنة، وتسجيلات دروسهم ومحاضراتهم وقِـراءاتهم للقرآن الكريم مسموعة بين مختلف شرائح المجتمعات! ويؤكد على ذلك الجماهيرية الطاغية لبعضهم، - تلك التي نلمسها وتنقلها القنوات الفضائية- عند زياراتهم للـعَـالَــم الإسلامي، أو للأقليات المسلمة في الكثير من الدول؛ حيث يتسابق المسلمون هناك على لقاءاتهم؛ حباً لهم وللبلاد التي جاؤوا منها، ولهفة للأخذ من علمهم الذي يثقون به في عصر كَـثُــرت فيه الفِـتَـن والفتاوى والتيارات الفكرية الضالة !! وهنا وفي ظِــل ما يتعرض له الإسلام من هجمات شرسة، وما ينال المملكة العربية السعودية من حملات تحاول تشويه صورتها بين أبناء المسلمين بوسائل شتى أرى أهمية أن يقوم أعضاء من هيئة كبار العلماء عندنا، وكذا أئمة الحرمين الشريفين ونخبة من الدعاة بجولات خارجية منظمة للتواصل المباشر مع عامة المسلمين في بلدانهم أو في المَـهْـجَــر، عبر برامج واضحة المعَـالِــم؛ وذلك لترسيخ مفهوم العقيدة الصحيحة بداية، ولإيضاح المنهج السعودي المعتدل في فهم الإسلام وتطبيقاته، ولإبراز دور المملكة التاريخي والرائد في خدمة الإسلام والمسلمين! فمثل تلك الزيارات ستسهم في صناعة قــوى ناعمة لوطننا، ورأياً لدى عامة المسلمين، مدركاً لحقيقة الإسلام، ومؤيداً لبلاد الحرمين ومدافعاً عنها، ومناصراً لتوجهاتها! فلعل الأيام القادمة تشهد تحركات واسعة في هذا المجال؛ فالحاجة ملحة، والساحة تبدو مفتوحة لصراعات علينا المسارعة في كسبها! aaljamili@yahoo.com