لندن: «الشرق الأوسط» أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن «المشاركين في المشاورات الروسية الأميركية بشأن سوريا التي عقدت في موسكو أمس أن الأزمة السورية لن تحل إلا بطرق سياسية ودبلوماسية»، فيما حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني من فشل جنيف - 2 في حال عدم دعوة إيران. وفي حين تتعرض المعارضة لضغوط غربية لحضور المؤتمر، تنشط الاتصالات والمباحثات على خط «مؤتمر أصدقاء سوريا» الذي سيعقد غدا (الأحد)، بحيث من المتوقّع أن يقدّم فيه الائتلاف مطالبه الأساسية لحسم موقفه حيال جنيف 2، وأهمها فك الحصار عن المناطق السورية وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المواد الغذائية والطبية إضافة إلى الإفراج عن المعتقلين من النساء والأطفال. وبات مؤكدا أنّ الخلافات بين المعارضة، ولا سيما في صفوف الائتلاف، التي أدت أخيرا إلى استقالات بالجملة على خلفية الموقف من المشاركة في جنيف 2، إضافة إلى الانتخابات التي أدّت إلى إعادة انتخاب أحمد الجربا رئيسا، ستكون محور مؤتمر «أصدقاء سوريا»، الذي سيشارك فيه الجربا، وفق ما قال مصدر سياسي مقرب من الائتلاف. وقال المصدر، لوكالة الأنباء الألمانية «إن الجربا الذي غادر إسطنبول أمس سيلقي خطابا في المؤتمر يوضح فيه المستجدات الحالية وآخر تطورات الأوضاع ويؤكد ثوابت الائتلاف ومواقفه من مؤتمر جنيف 2»، مشيرا إلى أن «رئيس الائتلاف سيلتقي على هامش الاجتماع عددا من وزراء خارجية الدول الفاعلة في الأزمة السورية كما سيتباحث مع المسؤولين الفرنسيين والمشاركين حول جنيف 2». وفي هذا الإطار، نفى سفير الائتلاف لدى فرنسا، منذر ماخوس أن يكون هدف «أصدقاء سوريا» حسم الموقف بشأن المشاركة في جنيف 2، من دون أن ينفي الضغوط الغربية التي تتعرض لها المعارضة لحضور المؤتمر. وأكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماع الأحد سيكون لإعادة قراءة الأحداث والمعطيات بشكل نهائي ومدى الدعم السياسي الذي يمكن للمعارضة أن تحصل عليه، إضافة، وبشكل أساسي، إلى الحصول على ضمانات لجهة تنفيذ مقررات جنيف 1، ولا سيما تلك المتعلقة بدور الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، وطبيعة الحكومة، التي يشدّد الائتلاف على ضرورة أن تكون كاملة الصلاحيات التنفيذية بما فيها صلاحيات الأمن والجيش. وأضاف «لن نقبل بأن يكون المؤتمر إعادة تجميل لا سيما أنّ مواقف النظام حيال هذه الأمور ومقررات جنيف 2، لا تعكس أي نوايا إيجابية». وعلّق ماخوس على تحذير روحاني من فشل «جنيف 2»، بالقول «كيف يمكن لطهران التي ترسل عشرات الآلاف من حزب الله والحرس الثوري الإيراني لقتل الشعب السوري وتقول إن أمنها من أمن النظام السوري رافضة التخلي عنه، أن يكون لها دور إيجابي في المؤتمر»، سائلا «هل جنيف 2 للمحافظة على النظام ورئيسه؟». وذكر ماخوس بأن المعارضة لا تزال تطالب بممرات إنسانية في سوريا وبالإفراج عن السجناء السياسيين ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة «قبل المؤتمر». وأوضح أنها تريد أيضا مناطق حظر جوي. وأكد أنه «طالما استمر النظام السوري في قصف أي شيء وفي أي مكان وبأي وسيلة، من الصعب أن نتصور أن تقبل المعارضة السياسية والمعارضة المسلحة خصوصا بالذهاب إلى التفاوض». كذلك، قال عضو الائتلاف سمير نشار لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه بعد حوالي ثلاث سنوات على اندلاع النزاع «تعارض الحركة الثورية برمتها في سوريا» مؤتمر جنيف اليوم و«على الأرض، تتعرض شرعية الائتلاف للاهتزاز». وذكرت الخارجية الروسية في بيان لها في ختام المشاورات الروسية الأميركية التي جرت في موسكو بمشاركة نائبي وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ونائبة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، أنه «تم التأكيد على ضرورة تنشيط الجهود الرامية إلى عقد المؤتمر الدولي بشأن سوريا في الموعد المحدد له، أي يوم 22 يناير». وأشار الجانبان إلى أن «تسوية الأزمة السورية لا يمكن تحقيقها إلا بطرق سياسية ودبلوماسية. أما محاولات الحل العسكري فإنها غير قابلة للبقاء». وأوضح البيان أن «المشاورات أجمعت على أن المؤتمر من شأنه إطلاق مفاوضات سوريا - سوريا مباشرة حيث سيقرر السوريون أنفسهم مستقبل دولتهم، وذلك استنادا إلى بيان جنيف». وقد شدد الجانب الروسي على «أهمية تضافر جهود الحكومة السورية والمعارضة الوطنية في صراعهما مع المجموعات الإرهابية التي يهدد نشاطها مستقبل سوريا والاستقرار في المنطقة». وفي حين من المقرر أن تتباحث روسيا والولايات المتحدة الاثنين المقبل حول إمكان دعوة إيران إلى المؤتمر المزمع عقده في 22 الجاري، وهو الأمر الذي ترفضه واشنطن وأيدّه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أفادت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إيسنا)، أن روحاني قال في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إن «مؤتمرا إقليميا لن يشارك فيه أطراف لهم نفوذ، لن يتوصل إلى حل الأزمة في سوريا»، معتبرا أنّه «لهذا السبب سيفشل مؤتمر جنيف - 2 قبل أن يبدأ» وأن اللقاء الروسي - الأميركي «استعراض للمفاوضات». ولفتت «إيسنا» إلى أن بوتين أعاد خلال الاتصال الهاتفي، التأكيد على دعم موسكو وعلى أمله بإقناع «حلفائنا بأن إيران يجب أن تشارك في المفاوضات». من جهته، شدد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور على ضرورة مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف - 2» الخاص بالأزمة السورية، معتبرا أن «إبعادها عن هذا المؤتمر هو تعطيل وإفشال له، ومشاركتها هي قيمة إضافية للمؤتمر وللقضية التي يعقد لأجلها». وقال منصور في حديث لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «إرنا» «إيران دولة كبرى في منطقة الشرق الأوسط، ولها إمكاناتها وحضورها الدولي والإقليمي، وهي قوة اقتصادية وعسكرية وسياسية وبشرية لا يمكن تهميشها، وإبعادها يهدف إلى تعطيل المؤتمر وإفشاله». ورأى منصور أن «إبعاد إيران يضر بالمؤتمر ولا يفيد، ولذلك من الضروري أن تشارك مع الدول الأخرى في عملية تفعيل القرارات التي ستصدر وتطبيقها، لأن مشاركتها في جنيف 2، مؤكدا أنه «كي ينجح مؤتمر جنيف 2، يجب أن تشارك الدول المعنية فيه من دون انحياز ودون تفضيل بلد علي آخر». ولفت إلى أن «روسيا من الدول التي تؤيد وتشدّد على مشاركة إيران في المؤتمر»، معتبرا أنّ «عدم توجيه الدعوة لإيران لحضور المؤتمر سيشكل ثغرة في العمل المشترك من أجل إيجاد حل للأزمة السورية». وأشار منصور إلى أن المؤتمر سيُعقد في موعده، وأنه تلقى دعوة رسمية من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وأنه سيبدي وجهة نظر لبنان في هذا المؤتمر.