×
محافظة المنطقة الشرقية

لجنة منتخبات القوى تجتمع اليوم برئاسة نواف بن محمد

صورة الخبر

أهم قانون أساسي في البحث العلمي هو الحيادية في تقديم المعلومة أو النتيجة، فلكي تكون حياديا كباحث عليك أولا أن تفرق بين الرأي الشخصي، وبين المعلومة العلمية، فالرأي الشخصي يبنى على انطباعات، خلفية ثقافية معينة على سعة اطلاع أو سوء اطلاع أحيانا، لكن المعلومة العلمية تكون موثقة بدليل وتتبع منطقا علميا ومنهجية في التفكير. لا يمكنك أن تسوق لرأيك الشخصي على أنه معلومة علمية موثقة، ولا يمكنك أن تنسب معلومة علمية لبنات أفكارك وتدعي أنك صانعها أو مكتشفها لمجرد أنك قرأتها في مكان ما. البحث العلمي قد يكون متاهة بالنسبة للبعض، حيث يكون مليئا بالعثرات والاحباطات حين يعتقد الباحث أن المشاريع البحثية تمشي حسب سيناريو واحد يجب أن ينتهي دائما بنتائج إيجابية أو اكتشافات مهمة أو ما يطلق عليه إعلاميا اختراع أو ابتكار، وأن الأبحاث تتسابق على الجوائز مثل الأفلام في المهرجانات التي تعتمد صناعة التسويق والانتشار. هذه النظرة القاصرة للبحث العلمي قد تحيد به عن اهدافه الرئيسية والتي تصب في عالم المعرفة والتعلم وهو عالم جميل مازال هناك مساحة كبيرة فيه للانبهار والدهشة وتعلم الجديد. فكل نتيجة بحثية سواء اكانت إيجابية أم سلبية تتوافق مع الفرضية أو تنفيها هي نتيجة مهمة ويجب أن توثق بحيادية بعيدا عن الانحياز. الباحث الناجح هو ذلك الذي يتجرد من آرائه الشخصية ومن نرجسيته بمجرد أن يدخل معمله أو مكتبته، الباحث الحقيقي هو الذي يسعى للمعرفة لا لإثبات رأي أو نفيه رأياً آخر، والباحث الناضج هو الذي يعرف أن العلم ديناميكي ومتحرك، والذي يناقش الدليل العلمي لا الرأي الشخصي هو الذي يعترف بقدرات الآخرين وتمكنهم ويتعلم من خبراتهم وتجاربهم فالبحث العلمي ليس عرضا جماهيريا بطله شخص واحد بل هو جهود مبنية على اكتشافات متراكمة لباحثين سابقين وفريق يتشارك الخبرات ليصل للمعلومة.